باليه سبارتاكوس على مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون

23 03

قدمت مجموعة راقصي فرقة دار الأوبرا والباليه الحكومي في أرمينيا بمشاركة الفرقة السيمفونية الوطنية السورية عرضها الأول «باليه سبارتاكوس» على مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون، مساء أمس الإثنين 22 آذار 2010.

وباليه «سبارتاكوس» هو العرض المتكامل الأول من أعمال الموسيقي الكبير آرام خاتشادوريان، وقُدم بالتعاون بين وزارة الثقافة السورية المتمثلة بدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق، ووزارة الثقافة الأرمينية وسفارة جمهورية أرمينيا بدمشق. ونفذ العمل فرقة دار الأوبرا والباليه الحكومي الأرميني والفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو الأرميني الضيف كارين تورغايان، وذلك بعد تدريبات مكثفة استمرت لعدة أيام.

قدمت مجموعة راقصي فرقة دار الأوبرا والباليه الحكومي في أرمينيا هذا العمل بإيماءات معبرة وحركات راقصة احترافية، استطاعت أن تتواصل مع المتلقي وتقدم له هذه القصة الإنسانية بكل تفاصيلها من خلال لوحات فنية راقصة غاية في الإتقان، في عرض استمر إلى ما يزيد عن الساعتين بمشاركة الفرقة السيمفونية الوطنية السورية التي قامت بعزف واحدة من أصعب أعمال خاتشادوريان.

بدأ العمل بمقطوعة موسيقية سريعة، لتفتح من بعدها الستارة على ديكور جميل، وتبدأ لغة الجسد بالتعبير عن قصة سبارتاكوس التي تدور أحداثها في روما القديمة حوالي عام واحد وسبعين قبل الميلاد، من خلال عرض متكامل ومقسم لثلاثة فصول.

ففي الفصل الأول يقع سبارتاكوس أسيراً بيد الجيوش الرومانية بقيادة كراسوس حيث يُقتاد مع حبيبته فريجيا وغيرهم من الأسرى إلى روما لبيعهم كعبيد، ويتم ضم سبارتاكوس إلى المصارعين، أما حبيبته فإلى نساء قصر كراسوس حيث يُستهزأ بها وتتعرض للعديد من الإساءات، وكنوع من التسلية ولمزيد من المرح وبحضور آيجينا «حبيبة كراسوس» المحبة للقوة والسيطرة، يدعو كراسوس للبدء بمصارعة حتى الموت بين مصارعين معصوبي الأعين، وبعد انتهاء المصارعة يتم الكشف عن هوية المنتصر فإذا به سبارتاكوس الذي يلقي نظرة على المصارع المهزوم ليكتشف أنه قد قتل صديقه، هذه اللحظة تؤلم سبارتاكوس وتعذبه ويصبح من المستحيل أن يقبل الظلم والقهر وأن يبقى عبداً بعد أن كان رجلاً حراً، فيدعوا المصارعين إلى الثورة والهرب إلى الحرية.

ويأتي الفصل الثاني حيث ينجح الأسرى بالهرب من معتقلهم، وفي طريقهم مبتعدين عن مدرسة المصارعة يلتقون بمجموعة من الرعاة الذين ينضمون بدورهم إلى الثائرين وتختار المجموعة سبارتاكوس قائداً لها. لا يطيق سبارتاكوس الهرب تاركاً فريجيا لتلقى مصيرها في قصر كراسوس فيعود مع رجاله لإنقاذها، وبينما يحتفل كراسوس بالنصر مع حلفائه من الأغنياء والنبلاء يصله خبر أن سبارتاكوس ورجاله قد حاصروا القصر. بعد دخول القصر، تحين لحظة المواجهة بين سبارتاكوس وكراسوس، ويخسر الأخير ويتحضر للموت إلا أن سبارتاكوس يمتنع عن قتله.

وفي الفصل الثالث يمزق العار كراسوس وتقنعه آيجينا بالسعي للانتقام، فعند وجود سبارتاكوس وحبيبته سعيدين في المخيم يعلم بتحضير كراسوس للهجوم، فيقرر البقاء للقتال، وتتسلل آيجينا إلى مخيم المقاتلين وتقوم بإغوائهم لتقنعهم بالتخلي عن قائدهم سبارتاكوس، وفعلاً تنجح باستدراج عدد منهم ثم تقوم بتسليمهم إلى كراسوس. يتمكن كراسوس من هزيمة رجال غريمه ويطوق جنوده سبارتاكوس لينقضوا عليه ويقتلوه، يعيد أصدقاء سبارتاكوس جثته إلى حبيبته فريجيا التي تبكي وترثي حبيبها ثم ترفع ذراعيها لترجو أن تظل ذكراه حية إلى الأبد. وهنا ينكسر حلم سبارتكوس نهائياً الذي حاول أن يقطع سلاسل العبودية.

في نهاية العرض تحدث المايسترو الأرمني كارين تورغايان لـ «اكتشف سورية» قائلاً: «أنا سعيد بأنني أقدم هذا العمل في أقدم عاصمة وهي دمشق، هذه المدينة التي تضرب جذورها في عمق التاريخ، كما أنني أفتخر بتعاوني مع الفرقة السيمفونية السورية، فلهذه الفرقة سمعة عالمية وجميعهم من الموسيقيين المحترفين ولولاهم لما نجح العمل كما كنا نريد».

والمايسترو تورغايان هو من مواليد يريفان، وتخرج من معهدها الموسيقي الحكومي عام 1996، ثم تابع دراسة قيادة الأوركسترا في معهد مدينة سانت بطرسبورغ وعمل ولا يزال مع العديد من الفرق الأرمينية وقدم العديد من عروض الباليه والأوبرا.

وعن أهمية هذا العمل بالنسبة للفرقة الوطنية السيمفونية تحدث المايسترو ميساك باغبودريان – قائد الفرقة الوطنية السيمفونية السورية – لـ «اكتشف سورية» حيث قال: «قفزة نوعية للفرقة الوطنية السيمفونية، حيث تقدم لأول مرة عمل باليه كامل، ونأمل أن نستطيع قريباً تقديم عرض باليه مشابه بكوادر وطنية متكاملة، من راقصين وتقنيين وموسيقيين. وهذا العرض هو فرصة جيدة للجمهور حتى يتعرف على موسيقى آرام خاتشادوريان الذي يتميز بروحه الشرقية الصافية».

إدريس مراد

اكتشف سورية

عرض باليه سبارتاكوس على مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون	من عرض باليه سبارتاكوس على مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون	من عرض باليه سبارتاكوس على مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون

بقية الصور..