الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في قصر الأمويين للمؤتمرات

13 تشرين الثاني 2010

يدهش الحضور في أدائها المخضرم

برعاية الدكتور رياض عصمت -وزير الثقافة-، وبحضور جماهيري كبير رافق الفرقة رغم بعد المكان وانشغال الناس بفعاليات مهرجان دمشق السينمائي، قدمت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة قائدها الأساسي المايسترو ميساك باغبودريان حفلة رائعة مساء الخميس المنصرم 11 تشرين الثاني 2010 في قصر الأمويين للمؤتمرات(إيبلا).

بدأ الحفل برائعة لودفيغ فان بيتهوفن «افتتاحية إيغمونت مصنف رقم 48»، حيث أبدعت فيها عبر تناغم واضح بين الفرقة وقائدها، وبدت الجمل الموسيقية نظيفة دون أيّ خللٍ في صفوف الموسيقيين بمختلف آلاتهم. ومن المعروف بأنّ هذه الافتتاحية حوّلها بيتهوفن مجسداً مسرحية بذات الاسم لشاعر الألماني الكبير غوته، ولكن بدون أن يهتم بأحداث التفصيلية للنص، بل اهتم بجوهر العمل بدلالته الإنسانية والأخلاقية التي تبرز فيها مثالية بيتهوفن الروحية. والعمل إجمالاً ذو بنية شديدة التعقيد يفوق افتتاحياته الأخرى في بعده الموسيقي الخالص، ومن هنا يقال دائماً: إنِّ المرء الذي يسعى إلى معرفة ما في داخل بيتهوفن ينبغي أن يسمع وينصت إلى أعماق افتتاحيته «إيغمونت». وهذا ما وصلته فرقتنا بأمانة خالصة إلى المتلقي.

ومن خلال مشاركته الفرقة في هذه الحفلة، قدم الباريتون السوري إياد دويعر أغنية: «يا للخجل من هذا الحب» من أوبرا إدغار لجاكومو بوتشيني، وأغنية: «افسحوا لي الطريق» من أوبرا حلاق اشبيليا لجواكينو روسيني. وقال المغني الأوبرالي السوري إياد دويعر لـ «اكتشف سورية» عن هذه التجربة: عدت من إيطاليا قبل ثلاثة أشهر بعد أن أكملت دراستي الموسيقية هناك، على أثر منحة دراسية من المعهد العالي للموسيقى بدمشق بعد أن أنهيت دراستي فيها باختصاص آلة التشيللو ومن ثم الغناء، وكان قد اختارني الموسيقي السوري المغترب نوري رحيباني للمشاركة في حفلته «كارمينا بورانا» التي قدمت منذ فترة وجيزة في دار الأسد للثقافة والفنون. وهذه المشاركة هي الثانية لي بعد عودتي إلى الوطن، وهذه فرصة لي أن أشارك مع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية. وتابع دويعر حديثه قائلاً: أغنية «فيغارو من حلا ق أشبيليا» اختيارها يتعلق بالجائزة التي نلتها في اليونان وهي عبارة عن دور سأشارك به في شهر شباط القادم بأثينا وهو دور شخصية فيغارو،وأديت هذه الأغنية لتكون بمثابة تدريب لهذه الشخصية.

وعن أعماله القادمة قال: حالياً أحضر لدوري في «أوبرا زواج فيغارو» الذي سيقدم في شهر القادم في دمشق، وبدأنا نعمل على موضوع المسرح والحركة.
وأنهى حديثه قائلاً:عندما كنت خارج سورية وتأتيني إخبار تطور الموسيقى في بلدي وعن تأسيس هذا الكم الكبير من الفرق، كان ذلك يزرع داخلي إحساس فرح وسعادة. واليوم وأنا في بلدي سأحاول أن أعمل في العزف على التشيللو الذي درسته كما سأعمل ضمن اختصاصي الثاني وهو الغناء الأوبرالي الذي درسته أيضاً في سورية وفي الخارج.

وكان قد عزفت الفرقة بين هذين الأغنيتين مقطع موسيقي أسمه: «إنترميزو» من أوبرا «كافاليريا روستيكانا» للمؤلف بيترو ماسكاني. وبعد استراحة قصيرة عادة السيمفونية الوطنية بقيادة باغبودريان لتعزف عمل كبير يعزف لأول مرة في سورية وهو سيمفونية رقم (4) سلم مي مينور مصنف رقم (98) للمؤلف الموسيقي يوهان برامز، وتتألف من أربع حركات: «حيوية باعتدال، بطيئة،حيوية مرحة،حيوية مع طاقة وعنفوان»، وتتأرجح هذه السيمفونية بين الرومانسية والدراماتيكية، بينما إحدى حركاتها تتجه نحو قداس. والعمل عموماً مستوحاة من التراجيديات اليونانية القديمة، وهو غني التلميحات والتأويلات، حيث تفتح أمام المتلقي أسئلة لا تنتهي. برعت الأوركسترا في تنفيذ هذا العمل الكبير والضخم إلى حد الإدهاش، وبهذا تكون قد قدمت فرقتنا السيمفونية كعادتها وليمة دسمة من الموسيقى على طبق من الذهب لجمهورها في ثاني حفلة لها بموسمها الجديد.


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في قصر الأمويين للمؤتمرات

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في قصر الأمويين للمؤتمرات

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في قصر الأمويين للمؤتمرات

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق