المايسترو الفرنسي غريغوري بينتيليتشوك يقود الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في دار الأسد

27 أيار 2012

أعمال تشايكوفسكي بعزف سوري وقيادة فرنسية على المسرح الكبير

أحيت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية حفلة موسيقية كلاسيكية بقيادة المايسترو الفرنسي غريغوري بينتيليتشوك على المسرح الكبير في دار الأسد للثقافة والفنون وذلك مساء الخميس 24 أيار 2012.

واختارت الفرقة لهذا الحفل عملين كبيرين للمؤلف الموسيقي الروسي تشايكوفسكي وهما «افتتاحية روميو وجولييت الفانتازية»، مصنف 64، و«السيمفونية الرابعة في فامينور»، مصنف 36.

وعن العمل الأول يقول محمد حنانا رئيس تحرير مجلة حياة الموسيقية لـ «اكتشف سورية»: «في تشرين الأول من عام 1869 بدأ تشايكوفسكي بناءً على اقتراح من المؤلف ميلي بالاكيريف الذي يتزعم مجموعة الروس الخمسة الكبار ذوي الاتجاه القومي في الموسيقى، بدأ العمل على افتتاحية مستوحاة من مسرحية روميو وجوليت لشكسبير، وقد ألهبت قصة العاشقين المأسوية مخيلته فأنهى العمل في نهاية تشرين الثاني وهيأه للتقديم في آذار من عام 1870 وقدمت الافتتاحية في موسكو بقيادة نيكولاي روبنشتاين. كان عملاً ناجحاً، فقد تمكن تشايكوفسكي من نسخ عناصر مأساة شكسبير بموسيقى درامية مجردة، إن قدر العاشقين في الدراما كان همه الرئيسي وقد عبرت مأساتهما في نظره عن انتصارهما الروحي، في بداية هذه المقطوعة توحي آلتا الكلارينيت وآلتا باصون مع هارمونيات وقورة بشخصية الراهب لورانس ثم تغدو الموسيقى أكثر إثارة في تصوير القتال بين آل مونتاجيو وآل كابوليت، يجري بعد ذلك التمهيد لظهور ثيمتي الحب، ثمة عودة إلى موسيقى النزاع والقتال مع ثيمة الحب التي تؤكد ذاتها، وتقود إلى تكرار لحن روميو العاطفي في النهاية ثمة ضربات طبول مكتومة مع بيتزيكاتو مع آلات الكونترباص تشير إلى موت العاشقين، تسمع ثيمة روميو في محاكاة النواح الختامي وتسمع كوردات ناعمة من آلات النفخ الخشبية وآلات هورن التي تقود إلى نهاية المقطوعة».

وأما العمل الثاني «السيمفونية الرابعة» فقد سجلت هذه السيمفونية التي قدمت أول مرة في كانون الأول عام 1878 بداية صداقة قوية مع الأرملة الثرية ناديجدا فون ميك التي رعته وحررته من مصاعبه المالية، وقد أهداها تلك السيمفونية، وفي رسالة بعثها إلى السيدة فون ميك أطلعها فيها على البرنامج الكامل لسيمفونيته يقول فيها تشايكوفسكي: «ثمة برنامج لسيمفونيتنا هذه، وبتعبير أدق إن من الممكن شرح مضمونها في كلمات، وسأحدد لك، لك وحدك معنى العمل بحركاته المنفصلة، تشكل مقدمة الحركة الأولى جوهر السيمفونية والفكرة التي يقوم عليها العمل بكامله إنه القدر، القوة، التي لا مفر منها والتي تكبح طموحاتنا نحو السعادة لكن ذلك ليس سوى حلم، إذ يوقظنا القدر بفظاظة، تصور الحركة الثانية مظهراً آخر من مظاهر المعاناة، إنه الاكتئاب الذي يخيم علينا ليلاً في وحدتنا، تمر أمامنا سلسلة من الذكريات، فتنحسر على الماضي الذي ولّى، ونشعر بأننا لا نملك الشجاعة ولا الرغبة في أن نبدأ حياة من جديد، في الواقع لقد مللنا الوجود، كم هو محزن وحلو أيضاً أن نضيّع أنفسنا في الانغماس في الماضي البعيد، في الحركة الثالثة ليس ثمة مشاعر محددة، هنا فقط فقرات مزاجية من الأرابيسك أشكال غير ملموسة تمر في رأس الإنسان حين يكون قد شرب الخمر فغدت أعصابه أكثر تهيجاً، ومزاجه ليس مفرحاً ولا محزناً ولا يفكر بشيء، فجأة تستدعي الذاكرة صورة فلاح ثمل وأغنية شارع من بعيد تأتي أصوات فرقة موسيقية عسكرية، إنها نوع من الصور المشوشة تمر عبر رؤوسنا حينما ننام، إنها صورة ليست مرتبطة بالواقع إنها ببساطة صور طائشة، وغريبة وشاذة، الحركة الأخيرة، إن وجدت أنه ليس ثمة مبرر للسعادة فانظر إلى الآخرين، اذهب إلى الناس، انظر إليهم كيف يستمتعون بالحياة، هناك صورة لاحتفال ريفي ولكن لا نكاد ننسى أنفسنا في مشهد فرح الناس حتى يذكرنا القدر ثانية بحضوره والآخرون لا يأبهون بوحدتنا وحزننا، شارك في مسرات الآخرين، فتغدو الحياة محتملة، صديقتي العزيزة لا أستطيع أن أخبرك أكثر حول السيمفونية ومن الطبيعي أن وصفي ليس واضحاً جداً أو مرضياً لكن هناك خصوصية للموسيقى الآلية».

يشار إلى أن المايسترو الضيف غريغوري بينتيليتشوك فرنسي من أصل أوكراني حصّل علومه الموسيقية في مدينة كييف الأوكرانية، حيث أتم دبلوم الدراسات العليا في قيادة الأوركسترا من مدرسة باريس للموسيقى في عام 1997. وحاز على جائزة مسابقة أوكرانيا الموسيقية ومسابقة الإتحاد السوفييتي عامي 1986 و1987.

قُدمت تحت قيادته أمسيات موسيقية ومشاركات في عدة مهرجانات في أوكرانيا ومونتينغرو بالإضافة إلى العديد من الأمسيات الموسيقية في أوروبا أيضاً. نذكر منها مهرجان ماسينيت في سانت إيتيان، ومهرجان آبي سانت فيكتور في مرسيليا، والمهرجان الدولي للموسيقى، ومهرجان فيفا ليفيفا في إسبانيا وغيرها. أنشأ بينتيليتشوك هذا العام «الأمسية السينمائية» كمفهوم جديد يمزج الموسيقى مع الصور السينمائية في مهرجان كان السينمائي.


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق