موسيقى على الطريق : وتهنئة مميزة بعيد الفطر السعيد

2009/22/09

بمناسبة عيد الفطر السعيد أتت معايدة مميزة من منظمي مشروع «موسيقى على الطريق»: جمعية صدى للثقافة الموسيقية، ومحافظة دمشق، والموسيقي السوري شربل أصفهان؛ حيث وضعوا برنامجاً خاصاً وقدموا فرقاً جديدة للموسم الحالي لكي يباركوا للجمهور في دمشق بعيد الفطر السعيد، وليسمع الأطفال والشباب والنساء والشيوخ موسيقى مميزة، ولتصبح فرحتهم فرحتين: فرحة العيد وفرحة مشاهدة موسيقيين سوريين وهم يعزفون أجمل الألحان.

في هذا العيد المبارك، تم تقديم أربع حفلات، فكانت فرقة «جسور» بحديقة تشرين، وفرقة «وجوه» بحديقة المنشية، و«أماديوس دنكل» مع عمرو حمّور بشرقي التجارة، و«تشيلي باند» بحديقة الجاحظ .

وسنلقي الضوء اليوم على فرقتي «جسور» و«وجوه» وغداً سنكون مع فرقة «أماديوس دنكل»، وبعد غد «خماسي شام النحاسي» و«تشيلي باند».

فرقة جسور
غناء من الشام والعراق

بين حشد أغلبهم من الشباب والشابات في حديقة تشرين، قدمت فرقة «جسور» وصلة غنائية تراثية من مقام البيات والحجاز، أدتها المغنية السورية منال سمعان بصوتها الجميل والشجي وسط تصفيق حاد وإعجاب شديد من الحضور الذي تواجد عفوياً في هذه الحديقة، حيث اختارت من الأغاني التراثية، مثل: هالأسمر اللون، من الشباك، على العقيق، قدك المياس، قالولي كن، تحت هودجها ... إلخ.

ثمَّ أدى الفنان العراقي قاسم الرحال بعض من الأغاني التراثية العراقية وأغاني للمطرب الكبير الراحل ناظم الغزالي، منها: طالعة من بيت أبوها، فوق النخل، أي شئ بالعيد أهدي إليك... إلخ. وقد نال إعجاب الجمهور الذي صفق له طويلاً.

ثم تابعت فرقة «جسور» بعض المقاطع الموسيقية، منها سماعي نهاوند لروحي الخماش، وقطعة موسيقية بعنوان «ياسمين الشام» وهي رقصة معروفة باسم «رقصة الهوانم»، كما قدمت قطعة بعنوان «رقصة أرمنية» ثم قطعتين بعنوان «سلاف وكفوكي»، وهما قطعتان من التراث الكردي.

تتالف فرقة جسور السورية من مجموعة من الموسيقيين الأكاديميين، الذين ينتمون إلى بيئات ثقافية مختلفة ويطمحون إلى تقديم موسيقى وغناء بلاد الشام وبلاد الرافدين بأنواعهما المختلفة، وذلك في إطار فني ممتزج بالرغبة والمحاولة في تجسيد الموزاييك الموسيقي لهذه المنطقة. وقد قدمت الفرقة عدة حفلات منذ تأسيسها عام 2007، كانت قد عرضت فيها أعمال لمؤلفين من سورية وفلسطين والعراق وتركيا، بالإضافة إلى الأعمال التراثية والفلكلورية العربية والكردية والأرمنية والسريانية.

«اكتشف سورية» كان هناك والتقى مؤسس الفرقة ومديرها الموسيقي السوري صلاح عمو، الذي كلَّمنا عن حفلات في الهواء الطلق قائلاً: «لها جوانبها السلبية والإيجابية، الإيجابي هو لقاء جمهور لم نتلقِ به سابقاً، لأن الحضور في الأماكن المغلقة له طقس خاص، وبالتالي لا يصل لكل الشرائح، وتقديم الموسيقى في الأماكن العامة ظاهرة إيجابية ينبغي أن تُدعم أكثر، فالناس هنا يجدون مادة موسيقية وثقافية عفوياً وبدون موعد مسبق». وعن خصوصية البرنامج المستقبلية لهذه الأماكن، يقول السيد عمو: «ستكون شبيهة ببرامجنا السابقة وبنفس السوية الفنية لأني أؤمن بأننا عندما نقدم للجمهور مادة مدروسة ومشغول عليها، فإنه سيستقبلها بانتباه بكل تأكيد».

أما عن الهدف من تأسيس الفرقة، فيقول: «نحن نعكس تراث المنطقة، الموسيقي والغنائي، وإيجاد حالة من التفاعل مع التطور الثقافي الموجود حولنا».

فرقة وجوه للموسيقى العربية
نسمة باردة وموسيقى حارة

مع غروب دمشق والنسمة الباردة التي سادت هذا المساء، التفَّ الناس حول الفرقة التي قدمت موسيقى من أمهر فناني سورية بصوت المغنية المعروفة ليندا بيطار، وليتوزع صدى صوتها بين أشجار وأزهار حديقة المنشية قبالة وقبب (+(بنك:التكية السليمانية من الجهة الثانية. لقد غنت بيطار أغانيَ وموشحاتٍ معروفة ربما سمعها أغلب الحضور سابقاً، ولكن ليس بصوتٍ قوي وجميل كصوت هذه المغنية الأوبرالية السورية، حيث أدت موشح «هاتها يا صاح» وموشح «يا زائري بالضحى» وأغاني «بنت الشلبية»، ومن ثمَّ وصلة من التراث السوري على مقام البيات، من قبيل: يا حبي حلالي زلالي، عشرة محبوبي، يا مسليني، آه يا حلو... إلخ. كما قدمت الفرقة بعض مقاطع موسيقية، وهي: لونغا حجاز، سماعي حجاز، ولونغا شهناز، بتقنية عالية جعلت الجمهور يصمت للسماع كلياً ليصفق كثيراً من الإعجاب والاندهاش.

الجدير بالذكر أن فرقة «وجوه» تأسست عام 2005 على يد مجموعة من الموسيقيين صاحبي الظهور البارز على المسرح الموسيقي السوري، كما ويأتي اسم الفرقة من تلاقي عدة أشكال من موسيقانا العربية والشرقية عموماً، مع التركيز على تقديم مؤلفات جديدة خاصة بالفرقة والتي تعبِّر عن مستواها الفني والإبداعي، وتقديمه للجمهور بطريقة سهلة وقريبة من أحاسيسه.

عملت الفرقة على استضافة عدة موسيقيين على مختلف الآلات، كالناي والبيانو والدبل باص، بالإضافة إلى استضافة المغنية ليندا بيطار في عدة حفلات. وقد شاركت الفرقة في عدة حفلات ومهرجانات في مختلف المدن السورية وكذلك في لبنان، وأوكرانيا، وألمانيا، وفرنسا.

وفي نهاية الحفلة التقى «اكتشف سورية» بالمغنية ليندا بيطار، التي حدثتنا عن تجربتها الليلة: «إن هذه هي تجربتي الأولى في الغناء مع مشروع "موسيقى على الطريق"، وقد كانت جيدة لأنها تتيح لأي عابر سبيل أن يسمع الموسيقى الأكاديمية، وكذلك الأغاني التراثية بشكلها الجميل». وعن الفرق بين غناء المسارح المغلقة والمسارح المفتوحة، تقول بيطار: «في الحقيقة، الصالات المغلقة تجعلنا نتحكم بالصوت أكثر، فهناك مشكلة دائمة في أجهزة الصوت في الهواء الطلق، ولحسن الحظ كان الجو لطيفاً اليوم وتفاعل الناس معنا بشكل إيجابي. وقد بدوا لي مستمتعين بالأغاني الجميلة عندما تقدم لهم بشكل مدروس، إلا أننا رأينا بعض المواقف التي لم نتعود عليها كرقص بعض الحضور أثناء الحفلة». وعن مشاريعها القادمة، تخبرنا ليندا بيطار «أحضِّر لحفلة قادمة سيُعلن عنها في حينه».

للتعرف أكثر على فرقة «وجوه»، التقينا بالموسيقي كنان إدناوي ليخبرنا عنها «تأسست الفرقة قبل أربعة أعوام تقريباً، ورؤيتنا هو تقديم موسيقى عربية جديدة لمؤلفين جدد، فضلاً عن تقديم موسيقى تركية وأذرية، أي موسيقى شرق-أوسطية بشكل عام. إن هدفنا الأول هو تقديم موسيقى صرفة، ولكننا نقدم الغناء في بعض حفلانتا لأننا نراعي ظروف كل حفلة وطبيعة جمهورها».

وعن سؤالنا عن وجوده في عدة فرق، يقول السيد إدناوي: «الحقيقة أنا موجود في فرقتين فقط هما "ارتجال" و"وجوه"، لكن نشاط "ارتجال" أكثر كثافة مما جعلني أظهر كثيراً في الحفلات ضمنها، فضلاً عن وجودي كضيف في بعض الفرق، كالفرقة الوطنية للموسيقى العربية وفرقة الجاز السورية. أعتقد أن هذا الأمر إيجابي للعازف من عدة جوانب». أما بالنسبة لمشاريع «وجوه» القادمة، فيخبرنا السيد إدناوي «لنا حفلة بعد عدة أيام في دار الأسد للثقافة والفنون، حيث ستقدم برنامج جديد بالطاقم ذاته الذي شارك في حفلة اليوم».

هكذا شاركت «موسيقى على الطريق» جمهور دمشق عيدهم، وكلنا أمل بأن يكون المشروع القادم في أكثر من محافظة سورية.

إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

موسيقى على الطريق : وتهنئة مميزة بعيد الفطر السعيد

موسيقى على الطريق : وتهنئة مميزة بعيد الفطر السعيد

موسيقى على الطريق : وتهنئة مميزة بعيد الفطر السعيد

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق