أديبات دمشقيات

08 12

لينا عريج تسلط الضوء على نخبة من نساء سوريات رفعوا لواء الأدب السوري عالياً

ألقت الباحثة الدؤوبة لينا عريج محاضرة في ثقافي حرستا تحدثت فيها عن أديبات متميزات نوّرن طريق الأدب والثقافة، وأشارت إلى تاريخ المرأة فكريا، وثقافياً، وسياسياً، ونضالياً ورأت «هي» أنَّ المرأة صارعت العزلة وتبوأت مراكز لا يُستهان بها في المجالات جميعهاً.
وبمناسبة الاحتفاء بدمشق عاصمة للثقافة العربية تحدثت عن بعض الدمشقيات اللاتي زودننا بمجدهن الثقافي، ووضعن البنى لمواصلة دروب الثقافة، فذكرت ماري عجمي ومحاضرتها الأولى «المرأة والمساواة» وفيها قالت: «ثبتَ للعلماء أنَّ صلاح البلاد لا يتم ما لم يُوجد التوازن بين الجنسين في العِلم والمعرفة للوصول إلى مركزهما العلمي»وقد توفيت عام 1965. ورأت أنَّ فلك طرزي أديبةٌ ثورية الروح متمردة بعيدة عن التقاليد الرجعية عاشقة للهدمِ والبناء، هِدم الأشياء الزائفة والتقاليد البالية وبناء المجتمع المتين، وطالبت السياسيين أنّ يعتمدوا على الطبقة الكادحة لأنَّها أساس المجتمع وركنه المتين، وتمسكت بعربيتها، منتقدة من يحشو حديثه بلغةٍ غير لغته، وقد وتوفيت عام 1987. أما ثريا الحافظ فقد أسست منتدى أدبياً سمته منتدى سكينة تخليداً لسكينة بنت الحسين، وكانت تَعقُد نشاطاتها في السابع عشر من كل شهر ويحضره الأدباء والأديبات وفيه يقول الأمير صقر بن سلطان القاسمي:
إيه يا منتدى سكينة مني لك أنّ أبقى في حماك لصديقا ‏
فاهد مني تحية للثريا وانشر الورد زاكياً وأنيقا ‏
أما ذهينة الخطيب فهي أديبة متميزة حموية الأصل دمشق المولد والمنشأ، دَرّست ثلاثين عاماً وجهت فيها الفتيات توجيهاً وطنياً، قومياً، ثورياً، وكانت ضمن من شاركن في المظاهرات أيام الاحتلال الفرنسي وتوفيت عام 1992.
أما نازك العابد فآمنت بأنَّ أقوى سلاح لمواجهة الاستعمار هو العلم والمعرفة، فأصدرت مجلة «العروس» بالتعاون مع رفيقاتها ومنهن ماري عجمي، فكانت «العروس» منبراً لقضايا المرأة، وكذلك أسست العابد أول جمعية نسائية ومدرسة خاصة للبنات، وشرحت قضايا بلادها الوطنية وحَظِيت بالتقدير ولقبتها الصحف الغربية جان دارك العرب، وتوفيت عام 1959.
أما إلفت الإدلبي فهي ياسمينة دمشق ولدت فيها عام 1912، درست في مدرسة التجهيز للبنات، وكانت سيدة في المجتمع الشامي، تَحَدثت في كتاباتها عن العلاقة بين الرجل والمرأة وانتقدت الزواج الثاني، صنعت للنساء العربيات والسوريات مجداً أدبياً لا ينسى، ومن أعمالها: العرس الشامي، والمسحراتي، والدار الشامية، والبحرة، وأشجار النارنج، والزغرودة الشامية، توفيت الأديبة الادلبي عام 2007، وحين تحدثت عريج عن دلال حاتم غالبتها الدموع وقالت: كُنت على وشك اللقاء بها وبعد أنّ اتصلت وهنأتها بالشهر الفضيل وإذا بحلمي ينكسر على صخرة موتها في 3أيلول 2008، هذه الكاتبة التي تابعتها من خلال مجلة «أسامة» تميزت بالجدية في سلوكها، ولدت في دمشق 1937، تحمل الإجازة في الأدب 1955، عملت في وزارة الثقافة ومن ثم في الاتحاد النسائي، وساهمت في إصدار مجلة المرأة العربية وكانت سكرتيرة التحرير، وساهمت في إعداد مسلسلات إذاعية للأطفال ومسرحيتين لمسرح العرائس ولها مؤلفات كثيرة.
وانتقلت عريج للحديث عن الأديبات اللواتي مازلن يقدمن ثقافة وأدباً فذكرت منيرة حيدر الرائدة في الحركة النسائية العربية والسورية، والتي قدمت خطط عمل تنموية باللغتين العربية والانكليزية، وأصدرت العديد من الكتب، وذكرت باسمة أنور عرابي التي اهتمت في آلية ترسيخ القيم الأخلاقية، والروحية، والبرمجة العصبية واللغوية، والطب النفسي الاجتماعي، ولم تنس عريج الأديبة سعاد مكارم التي أصدرت عدة كتب، والتي تُحضر الآن لنيل شهادة الدكتوراه في المسرح الانكليزي¬ مسرح العبث لصموئيل بيكيت.
وأخيراً تمنت عريج أنّ يُخلد هؤلاء بعمل تلفزيوني.


سهيل الذيب

تشرين

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق