موقع حصن سليمان الأثري في محاضرة لجمعية العاديات بثقافي حمص

28 أيار 2015

.

موقع حصن سليمان الأثري وتاريخه وبناؤه وترجمة النقوش الكتابية الأثرية الموجودة في أمكنة متعددة ضمنه كانت المحاور الرئيسة التي تناولتها المحاضرة التي أقامها المركز الثقافي العربي في حمص لرئيس جمعية العاديات المهندس ملاتيوس جبرائيل جغنون.

وقدم المحاضر عرضا مفصلا تم خلاله توصيف الموقع بأنه معبد آرامي إضافة لتاريخ إنشائه والمراحل التي مرت بها عملية بناء هذا المعلم الأثري الحضاري العظيم الذي يقع في محافظة طرطوس ويبعد عنها 50 كم شرقا وتبرز أهميته لأنه نحت من حجر المكان نفسه الذي بني فيه الحصن في هندسة معمارية فريدة.

وأشار جغنون إلى أنه استناداً إلى النقوش والكتابات الأثرية على معالمه فإن حصن سليمان يحمل جذوراً سورية آرامية وصلابة حجارته وضخامتها تدل على مقدرة تفوق قدرة اليد البشرية ولاسيما أن وزن قطعة الحجر يصل إلى 70 طنا فتوهم البعض أن ذلك يعود إلى جن النبي سليمان.

وتحدث المحاضر عن علاقة معبد بيت خيخي أو ما يعرف حاليا بحصن سليمان بجزيرة أرواد فهو يتبع إلى مملكة مدينة أرواد منذ الفترة الاخيمينية حين كانت الجزيرة من أهم المدن على الساحل ولاسيما أن نفوذها يمتد إلى أعماق الجبال في الداخل وكان طوال فترة من الزمن معبداً للسوريين القاطنين في الجبل لافتا إلى أن المعبد كرس لعبادة إله محلي سوري آرامي اسمه «إله بيتو كيكي» منقوش باليونانية على أماكن مختلفة من المعبد.

وبين أن الحصن كان معبدا آراميا قديما جدد ووسع في الربع الثالث من القرن الثاني الميلادي وأن الآراميين بنوا هذا المعبد الذي يعد من أحسن المعابد ضخامة وفخامة بعد معبدي بل في تدمر وبعلبك في لبنان.

وأضاف جغنون إن بناء حصن سليمان يمتد على مساحة واسعة ويأخذ شكلا مستطيلا باتجاه شمال جنوب وينتصب هيكل المعبد في أعلى نقطة من منتصف الحرم وهو ذو ثلاثة أقسام رئيسية الحرم الكبير-هيكل المعبد -الحرم الصغير أو الدير فيما تم بناء سور الحصن من حجارة مستطيلة ضخمة يصل طولها إلى عشرة أمتار وارتفاعها إلى مترين ونصف المتر وفي كل جانب من جوانب السور الأربعة بوابة يتم العبور من خلالها إلى حرم المعبد.

ويحتوي الحرم الكبير للمعبد على زخارف باشكال للنسر وهي تشبه الرسومات التي وجدت في معبد باخوس في بعلبك فيما نشاهد على الباب الشرقي له نقش لرأس رجل وكتابة يونانية تؤرخ تكريس السكان لهذا المكان عام 171 للميلاد وفي نهاية الجدار الشمالي يوجد نقش أسدين وكتابة أضيفت فيما بعد عام 255 للميلاد خلال حكم الامبراطورين الرومانيين فاليريان وجالينوس.

وأوضح المحاضر أن هيكل المعبد في حصن سليمان يعود إلى القرن الثالث الميلادي وتم بناؤه بحجارة كلسية محلية منحوتة بشكل دقيق ويشبه تصميمه تصميم العديد من المباني الموجودة في لبنان وسورية فضلاً عن أن النموذج الأيوبي لتيجان الأعمدة مشابه لنماذج تيجان الأعمدة في معبد جرش بالأردن فيما يقع الحرم الصغير أو الدير إلى الشمال الغربي من الحرم الكبير والتقنيات المستخدمة في الدير وبواباته تشير إلى أن بناءها تم في القرن الثاني للميلاد وبقي على حاله هذه حتى الفترة المسيحية الأولى حيث بنيت الكنيسة ضمنه.

رافق المحاضرة عرض لفيلم وثائقي عن موقع حصن سليمان عرضته قناة الإخبارية السورية في شهر أيار العام الماضي.

تجدر الإشارة إلى أن جغنون باحث أثري وعامل في حقل علم الابيغرافيا أو قراءة النقوش الكتابية القديمة وتأتي محاضرته في سياق البرنامج الأسبوعي لجمعية العاديات بحمص.



حنان سويد

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق