شهود عيان عن الإبادة الأرمنية... كتاب جديد للدكتور بولاديان

07 شباط 2015

يحتفل به في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق

برعاية الأستاذ عصام خليل وزير الثقافة أقامت هيئة إحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية حفل توقيع كتاب «شهود عيان عن الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية» للدكتور آرشاك بولاديان سفير جمهورية أرمينيا في سورية وذلك بتاريخ 3 شباط 2015 بقاعة المحاضرات في مكتبة الأسد الوطنية، ليتحول الحفل إلى فعالية تضامنية مع الشعب الأرمني ولا سيما ونحن على مشارف ذكرى الإبادة الأرمنية، هذه الجريمة الوحشية البشعة التي ارتكبها أجداد الدواعش اليوم الامبراطورية الاستعمارية العثمانية، حيث راحت ضحيتها أكثر من مليون ونصف مليون أرمني، قتلوا بدم بارد بدون شفقة ورحمة وبدون تميز بين طفل أو شيخ أو أمرأة، تماماً كما يفعلوا أحفادهم اليوم. وبهذه الاحتفالية تكون دمشق أول مدينة تحيي ذكرى المئوية للابادة الأرمنية، و قد توافد حشد كبير من المثقفين والاعلاميين والسياسيين ورجال العشائر من الجزيرة السورية ودير الزور فضلاً عن رجال الدين المسيحي والاسلامي لحضور المناسبة.

بدأت الاحتفالية بالنشيدين الوطني للجمهورية العربية السورية وجمهورية أرمينا، ومن ثم دقيقة صمت اجلالاً للشهداء سورية والابادة، ليعرض فيلم وثائقي بعنوان «مجزرة العثمانيين العظمى» من إعداد وإنتاج التلفزيون السوري، والذي يعتبر وثيقة هامة لهذه الجريمة بحق الانسانية التي اعتبرت من أبشع الجرائم المعاصرة، وإلى يومنا هذا تنكر تركيا جريمتها ولا تعترف بأنها قدمت على اشنع فعل مرفوض عند أي شخص يحمل ذرة من الإنسانية.



وفي كلمة لهيئة إحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية في سورية قال الدكتور سركيس بورنزسيان: «مئة عام مضت على هذه الإبادة التي امتدت من عام 1894 إلى عام 1923 وأكثر فصولها بشاعة ومنهجية كانت خلال الحرب العالمية الأولى وخسر خلالها الشعب الأرمني ما بناه أسلافه من صروح حضارية وثقافية عبر خمسة قرون ما يجعلنا نسمي هذه الجريمة بالإبادة الجماعية العنصرية لأن الغاية منها القضاء التام على الشعب الأرمني ومحو تاريخه وإرثه القومي والثقافي واغتصاب وطنه وإلغاء حضوره في أرض أجداده».



وأضاف بورنزسيان: «أعلن هذا العام عاما لإحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية في جمهورية أرمينيا وجميع أنحاء العالم حيث ستمتد فعاليات هذه المناسبة على مدار العام وستكون أبرز محطاتها يومي الثالث والعشرين والرابع والعشرين من شهر نيسان حيث سيتم إرسال دعوات إلى أكثر من مئة دولة للمشاركة في هذه الفعاليات».



وقالت الدكتورة نورا أريسيان عن الكتاب: «يقع الكتاب في مئتين وخمس عشرة صفحة ويحتوي عدد من الأبواب التي أوضحت خلالها التاريخ الحقيقي للأرمن وعراقتهم وأهمية توثيق عمليات المجازر والإبادة بحقهم والتي يجب طرحها أمام المجتمعات العربية والعالمية باعتبار قضية إبادة الأرمن تعد من أكثر القضايا الشائكة ذات الطابع الإقليمي والدولي مشيرة إلى أن هذا الكتاب تضمن بحثا وثائقيا عن محاولة إبادة الشعب الأرمني وملحقا بعنوان خسائر الشعب الأرمني».

وأضافت قائلة: «يتميز الكتاب بعرض مجموعة الوثائق المستخدمة التي تفضح السياسة التي اتبعت بحق الأرمن في فترة الامبراطورية العثمانية وهو إسهام في توثيق مذكرات شهود العيان عن إبادة الأرمن التي جرت قبل مئة عام ونقلها إلى الأجيال الجديدة في الوطن العربي».

أما صاحب الكتاب الدكتور أرشاك بولاديان قال: «طالت الإبادة التي ارتكبها العثمانيون الخارطة الأرمنية من كيليكيا إلى جبل أرارات مروراً بطرابزون والولايات الشرقية، واستعمل العثمانيون سياسة الأرض المحروقة من خلال عمليات اعتقال واعدام وتهجير ومصادرة الممتلكات وحرق القرى والمدن الأرمنية وهي السياسة العنصرية التي أدت عمليا إلى إفراغ الولايات الأرمنية من أهلها الأصليين إضافة إلى القضاء المنظم على أجيال كاملة من المثقفين والسياسيين واساتذة الجامعات ونهب الكنوز الأرمنية وتدمير التراث والتاريخ الأرمني بأوامر من طلعت باشا وأنور باشا وجمال باشا».



وأنهى بولاديان حدديثه قائلاً: «منذذ مئة عام تتهرب الحكومات التركية المتتالية من الاعتراف بالإبادة وترفض إدانتها وتضع القضية برمتها في إطار وقوف الأرمن إلى جانب روسيا في الحرب العالمية الأولى علما أن السلطات العثمانية بدأت بهذه السياسة قبل الحرب العالمية الأولى».

وقال الأستاذ توفيق الإمام معاون وزير الثقافة عبر كلمة وزارة الثقافة: العلاقة التي تجمع بين سورية وأرمينيا دائمة الاخضرار لأن عوامل الجغرافيا والتاريخ المشترك والدماء التي امتزجت حريصة على بقاء المحبة والألفة.



وأضاف: «الألم الذي تعاني منه دمشق اليوم يتردد صداه في يريفان الأرمنية وأن هذه العلاقة الوطيدة ستبقى إلى الأزل».

وختاماً ألقى المطران آرماش نالبنديان مطران الأرمن الارثوذكس لأبرشية دمشق وتوابعها كلمة قال فيها: «نحن أبناء الطائفة الأرمنية في سورية الذين نمثل الجيل الثالث والرابع من ابناء أولئك الذين نجوا من هول الإبادة ووجدوا في أرض هذا الوطن الملاذ والملجأ وفي شعبه النبيل الأخ والمجير أصبحنا جزءاً أصيلا من نسيج شعبنا في وطننا الحبيب سورية لنا ما لسائر أبنائه من حقوق وعلينا ما عليهم من واجبات فسورية بالنسبة لنا مساوية لمعنى القيامة والحياة لأنها كانت جسراً مر منه أجدادنا من براثن الموت إلى أحضان الحياة».



يتضمن كتاب «شهود عيان عن الابادة الأرمنية في الامبراطورية العثمانية» عناوين ووثائق تاريخية عديدة نذكر منها «الأرمن تحت نير العنصر التركي، تدويل المسألة الأرمنية في الامبراطورية العثمانية، الإبادة الأرمنية في المصادر العربية»، كما يحتوى الكتاب مذكرات لشهود عيان على الابادة، منهم «فائز الغصين، نعيم بك، العلامة الأب اسحق أرملة السرياني»، ويدون الكتاب إحصائية عن خسائر الشعب الأرمني في هذه الجريمة الوحشية.

الدكتور أرشاك بولاديان سفير جمهورية أرمينيا لدى الجمهورية العربية السورية منذ آب 2007، وهو من اصول سورية حيث أن مسقط رأسه بلدة رأس العين في القامشلي، وهو استاذ في قسم اللغة العربية في جامعة يريفان، له العديد من الدراسات والمؤلفات نذكر منها «الأكراد في المصادر العربية، دراسات في تاريخ وثقافة الشرق، تاريخ العلاقات الأرمنية العربية، أرمينيا والعالم العربي، الأكراد في حقبة الخلافة العباسية في القرنين 10- 11م، الإسلام ودين ودولة- اساليب ومراحل انتشاره.....».



يشار أن هيئة عموم الأرمن ستقيم العديد من الفعاليات في ذكرى المئوية للابادة الأرمنية والتي تصادف في بداية نيسان القادم بالقارات الخمس، لتذكير العالم باحترام ذكرى ضحايا الابادة حيث ترى الهيئة بأن هذه الذكرى هي مرحلة هامة في اطار الاستمرار في النضال من أجل العدالة التاريخية تحت شعار «أتذكر وأطالب».

إدريس مراد

اكتشف سورية

توقيع كتاب شهود عيان عن الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية للدكتور آرشاك بولاديان	توقيع كتاب شهود عيان عن الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية للدكتور آرشاك بولاديان	توقيع كتاب شهود عيان عن الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية للدكتور آرشاك بولاديان

بقية الصور..