جوقة شام تحيي أمسيتها الغنائية «يا»

08 حزيران 2014

بريمو: لو أن الفن موجود بحياتنا أكثر لكان المصاب أخف اليوم

رغم الحزن والألم الذي يحيط بنا لا يزال للفن بأنواعه المختلفة مكان واسع في حياتنا، إذ أحيت جوقة «شام» إحدى جوقات لونا للغناء الجماعي بقيادة حسام الدين بريمو وبمشاركة اثني عشر عازفاً من أوركسترا ندى يوم الخميس أمسية غنائية حملت عنوان «يا» هذه الكلمة التي يستخدمها العربي كثيراً، فكان الهدف منها التأكيد على أهمية الآخر في حياة الإنسان من خلال تقديم مجموعة من الأغنيات القديمة بحرفية عالية، كما كانت كلمة الجوقة «من الحضور الكثيف للآخر في وجداننا تكثر «يا» في لغتنا وفي شعرنا وأغانينا».

الموسيقا.. دواء الروح
قدمت جوقة شام خلال الأمسية ما يقارب ثلاث عشرة أغنية قديمة كلها تبدأ بكلمة «يا» يسبق كلاً منها عزف انفرادي لعازف مشارك على آلة معنية. وعلى هامش الأمسية التقت «الوطن» مؤسس ومشرف جوقات لونا حسام الدين بريمو رئيس قسم الكورال في المعهد العالي للموسيقا، في البداية قال: «ما سعينا لإيصاله في حفلة اليوم هو الآخر الموجود بوجداننا والذي جعل نسبة كبيرة من أشعارنا وأغانينا تبدأ بكلمة «يا» وإلا بدأت بكلمة أخرى»، وأضاف: إن الجوقة قامت بإحصائية عشوائية لم يكن الهدف منها الإحصاء بقدر جمع أغان ليتم تقديمها فتبين أن 8% منها تبدأ بكلمة «يا» وهذه نسبة عالية جداً، وبالبحث توصلت الفرقة إلى أن «يا» كلمة يستخدمها العربي كثيراً للآخر ولربه «يارب»، «يا أحمد»، «يا حبيبي»... ، فوجود الياء يعود لوجود الآخر في وجداننا كثيراً، مؤكداً أن الفرقة أحبت أن تكرس الأمسية لهذا الموضوع.

وعن أهمية الفن والموسيقا في ظل الظروف التي تشهدها سورية أشار إلى أن ذلك مهم جداً مثل ما هو مهم قبل هذه الفترة، قائلاً: «الجرح يحتاج للمعالجة والفن هو الدواء للجرح النفسي الذي أصابنا ويصيبنا نتيجة الظروف الحالية فلا توجد عائلة إلا وفيها شهيد أو جريح أو خسارة مادية فنحن شعب وأمة تتألم وبحاجة ماسة للفن للتخفيف من آلامنا»، ويتابع كلامه مبيناً لو أن الفن موجود بحياتنا أكثر لكان المصاب أخف اليوم، مشدداً على أهمية الفن في ترقية ذوق وروح الإنسان.

وفي سياق متصل بيّن بريمو أن إشرافه على جوقات لونا للغناء الشرقي يحمله مسؤولية كبيرة في العمل.

السمو بالنفس
من جهته الياس بريمو مغن في جوقة شام أكد «للوطن» أن مشاركته في أمسية «يا» جاءت لتزيد من ثقته بنفسه لإتقانه فن الاتصال والعمل الجماعي الذي يفتقد إليه وطننا، ولاستفادته من جماليات الغناء، فيقول: «الغناء يسمو بالنفس وهناك قوة خفية عندما نغني مع بعضنا البعض وهذه القوة تزداد عندما نجد الناس تطرب لغنائنا».

ويضيف: «ما أحوجنا لبلسمة جراح الناس بهذه الأوقات وهذا ما نسعى إليه بما نقدم، وما يهمنا إسعاد الناس قبل أي شيء آخر»، ويرى الياس أن حاجتنا للغناء تكمن من جهة أننا لا نسمع دائماً إيقاع قلبنا لكي نعي أننا أحياء، ومن جهة أخرى الغناء يشعرنا بالسعادة وربنا يحب أن يرى نعمته على عبده الذي يغني نص الصلاة والشكر، وبالشكر تدوم النعم، وبالنسبة له أيضاً الفن والغناء يخفضان فاتورة الطب والدواء قائلاً: «عمري 70 عاماً، ومعايير الغناء ضمن الفرقة استفدت منها في عملي وأكسبتني المزيد من الإبداع».

زمن العمالقة
كما أوضح أن ما يميز أمسية اليوم عمّا سبقها إلقاء الضوء على التراث العظيم ولاسيما زمن العمالقة وإعادة الحضور إلى ذلك العصر الجميل، مشيراً إلى أنه لم ير معلماً كالرحباني مع احترامه للجميع بدعوته للحب والسلام والفرح والاستمتاع بالحياة، مؤكداً ما قيل في وقت سابق بأن سجل الرحابنة فتح ولن يخلق لأجيال.

أما ايمان النصر مغنية في جوقة شام فبينت أن الجوقة بما تقدمه تسعى لإيصال جمال الطرب والغناء والفرح للناس وأهمية الناس لبعضهم البعض، قائلة: «اخترنا عنوان أمسية اليوم (يا) لنؤكد مدى أهمية الناس لبعضهم، فلاحظنا أن هذه الأغاني الجميلة تقرب الناس وتبعث الحب ولاسيما عندما نغني بفرح وحب».

جوقة شام
تأسست جوقة شام إحدى جوقات لونا للغناء الجماعي في 2/5/2006، وتجمع عدداً من مغنين هواة يعملون في مجالات غير موسيقية أحبوا التراث الغنائي العربي، وسعوا للبحث عنه بكل أشكاله للتأكيد على حضوره في وجدانهم وآذان متابعيهم، فقدمت الجوقة حتى الآن ما يقارب خمسين أغنية من المدرسة الشامية والمصرية، كما شاركت جوقة شام في حفل افتتاح دمشق عاصمة الثقافة العربية ومهرجان موسيقا على الطريق الذي أقيم عام 2010.

هذه الأمسية التي احتضنها مسرح الحمراء يوم الخميس أعادتنا بكل ما فيها إلى زمن العمالقة والفن الأصيل.


لودي صارجي

الوطن السورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق