مقابلة الفنان زياد الرحباني مع هيام حموي في إذاعة شام إف إم

20 08

بعد ترحيب هيام حموي بالموسيقار الكبير زياد الرحباني وشكره على حضوره إلى الإذاعة، بدأ اللقاء المباشر على الهواء يوم الأحد 17 آب 2008، من الساعة 12.30 حتى الساعة 14.00.

كيف أقنعوك بالحضور إلى دمشق؟
النيّة موجودة من 2005، حيث كان من المقرّر إقامة حفلٍ موسيقي في صيف ذلك العام، لكن التطورات السياسية خلقت أجواءً رديئة حالت دون ذلك. ثم جرت اتصالات هذه السنة ولم يتطلب إقناعنا وقتاً طويلاً.

كيف وجدت التجهيزات والوضع العام في قلعة دمشق، وكيف تشكلت الفرقة؟
بالنسبة للفرقة، هذه الصيغة نعمل عليها منذ حفلات بيت الدين مع فيروز، ومسألة اختيار الكورال من البلد المضيف تكون إمكانياتها صعبة عادة، لكن المناسبة التي جئنا لأجلها على ما يبدو سهلت الأمر. وليست هذه الجمعة دائماً سهلة الترتيب من دون مساعدة الدولة، والموسيقيون السوريون الموجودون في الفرقة والذين يشكلون أكثر من نصفها هم ممتازون وكذلك الكورال.

منذ عام 1975 لم تأتِ إلى سورية، ونحن نتمنى أن لا تغيب كثيراً عن محبين فنّ زياد الرحباني!
بعد ما رأيته من محبة السوريين، يجب أن أفكر جدياً بإيجاد صيغة للتواصل الدائم معهم.

ما هي الذكريات القديمة التي تحملها عن دمشق؟
أكثر ما أذكره هو معرض دمشق الدولي، حيث كانت الإقامة في فندق الشرق، ووقتها كان أول ما تعلمت المشاركة بالعزف مع فرقةٍ موسيقية، وكنت معاون عازف أوكورديون يعني «استبنة» كما يقولون.

كانت الصدفة بتزامن زيارتك إلى سورية مع زيارة الرئيس اللبناني!
أنا أرى أن زيارة الرئيس اللبناني خطوةٌ جيدة جداً، يا ريت تركزوا عليها وتخلصونا. وإذا كل ما جيت على سورية بدو يجي، رح ضل روح و إجي.

كتبوا في جريدة الأخبار إنك في حفلات دمشق سوف تُجسّد رؤيتك الصافية لأعمالك الموسيقية، ماذا كان المانع سابقاً من تحقيق ذلك؟
هذا النوع من الكتابة الموسيقية لم يعد يجد له منتجين، مثلاً من المؤكد أن شركة روتانا لا يهمها هذا الموضوع، فبرأيها لماذا جُمع 54 موسيقياً لعملٍ واحد، إذا كان من الممكن مع ماكينتين أو ثلاثة يعملون ايقاع و يغنون وحدهم.

هل يتخيلون أن هذا الأمر غير مربح؟
لا طبعاً، هو أقلُّ ربحاً. هناك أمرٌ لا يعرفه الناس. إنّ فيروز عندها أسطوانةٌ جديدة منذ عام 2004، وفيها أغاني جديدة ولكنّ ليس من السهل ان تجد منتجاً لها.

معقول؟
لأن إنتاج أسطوانة لا يضمن ربحاً مباشراً، فكلّ منتج يبدي موافقته يطالب بعمل حفلات، أي يفاوض على حفلة يُنتج على هامشها الأسطوانة، لأن الحفلة ربحها مباشر على شبّاك التذاكر، فلماذا عليه ان ينتظر السوق والمردود البطيء لأرباح الأسطوانة.

خاصة أن حقوق النشر والتوزيع معرضةٌ للسرقة؟
ليس بالأمر مشكلةٌ كبيرة، فإن الشركات بالرغم من القرصنة، تحصل حقوقها في النهاية مع مرور الوقت، ولكنهم لا يدخلون بمشاريع طويلة الأمد، ولولا وجود دولة لما كان هذا النوع من الإنتاج، ولم يكن بالإمكان جمع هؤلاء الموسيقين.

زياد الرحباني في شام إف إمإذا كان الآن هناك شركة انتاج تسمعنا ويهمها الأمر هل الإنتاج مكلف لهذه الدرجة؟
لا يمكن أن يهمهم الأمر، المسألة صعبة.

أنا أعرف أحدهم يمكن أن يهمه، «كناية عن إدارة شام إف إم» وهو مجنون وبيعملها؟
إذا هو مستعد أن يخسر لأنه مهتم بعملٍ ثقافي. ولكن هذه المشكلة موجودة على الصعيد العالمي عموماً، وليس فقط بالعالم العربي، هذا النوع من الموسيقى الذي يتطلب وجود هذا الكمّ من الموسيقيين لم يعد له راغبون.

ألبوم فيروز سمعنا عنه كثيراً ولم نره حتى الآن، مع أننا سمعنا أنه نزل إلى السوق وعنوانه «الله كبير»؟
أغاني هذا الألبوم جاهزةٌ منذ أواخر 2003 ومطلع 2004، وقد غنّت منه ثلاث اغاني آخر مرة في بيت الدين على أساس أنه سينزل إلى السوق بعد فترة بسيطة، و تأجل الموضوع بسبب الأوضاع والإنتاج، حتى أنها قررت أخيراً أن تنتجه بنفسها لتستطيع تنزيله.

هناك من يقول أنها هي التي تصعب الامور؟
صحيح أنها صارت الآن تفكر كثيراً قبل أن ينزل أي ألبوم إلى السوق، وهذا من حقها، أصبحت هنالك مسؤولية نظراً لعلاقة الجمهور بها، وأيضاً هي التي تتحمل النقد والمتابعة، كل هذا يجعلها «تعتل هم زيادة»، خاصة عندما تكون هناك نوعيةٌ مختلفة من الأعمال، مما يدفعها الى التريث فترة.

في مقطوعتَي «وقمح» و«ضيعانو»، حوَّلت صوت فيروز الى آلةٍ موسيقية، هل تعتقد ان هذه التجربة نجحت بالقدر الذي تتمناه؟
من غير المؤكد ان تنجح مقطوعة موسيقية من دون كلام بنفس القدر لنجاح أغنية مغناة، ولكن ما لاحظتُه الأمس وأول الأمس -وتفاجأت به كثيراً- هو أنّ جمهوراً كبيراً يعرف هذه المقطوعة، يعني أنها وصلت مع أني لم أكن أتوقع ذلك. ومن ضمن الأشياء المفاجئة أيضاً أن علاقة الناس بهذه المقطوعات الموسيقية هي نفس علاقتهم بالأغاني.

أنتم تقيمون حفلات في البلدان الغربية: لوس أنجلوس أو باريس أو لندن، ولكن جمهور هذه الحفلات عبارة عن عدد ضئيل من الغربيين والكثير من المغتربين العرب. والسؤال لماذا لم تخترق ألحانك وسائل الإعلام الغربية مع أنها بأعراف العديدين تصنف بأنها موسيقى عالمية، على سبيل المثال أغنية «وحدن»، فهي جديرة بأن تُبث إلى جانب أجمل مقطوعات البلوز، في الإذاعات العالمية؟
أنت تعرفين أن هنالك أقنية للوصول إلى وسائل الإعلام الغربية وطبيعة النظرة إلى الثقافة العربية، ولوضع العرب في العالم في كل المجالات، وعلاقتهم باللوبيات المسيطرة على الثقافة والإقتصاد، فالأمر ليس متعلقاً بالأغنية ذاتها. الغرب بالنسبة للشرق بوضعه الحالي لا يحب أن يعرف ما إذا كان الشرق مستعداً أن يتطور حتى بموسيقاه بل يفضل أن يستقيها منه كمادة خام ليعود ويصدرها له، وكأنهم في الغرب يقولون لنا: خليكم أنتو هيك على بدائية الموسيقى والأشكال والعوايد، وإذا في أي تطوير نحنا بنعملو عنكم.

هل أنت متفائل أم متشائم بالنسبة لهذا الموضوع؟ فمعروف أنهم يقولون أنك سابق لعصرك وأنك ترى أبعد مما يراه غيرك؟ وبالمناسبة ماذا يفيدك أن تكون سابقاً لعصرك؟
إذا ثبت هذا الأمر فهو لا يفيد شيئاً، ولكن بالعودة إلى سؤالك السابق أحبُّ أن أخبرك أنه كان هاجسنا منذ 15 عاماً أن نوصل موسيقانا العربية للعالم، ولكن مع الوقت يمكنك التأكد أن الأمر ليس بهذه البساطة، وأن شركات إنتاجٍ غربية ممكن أن يأخذوا من الشرق «نتعة» ويتبنوها، فيكون السبب أن رأس مال السوق قرر حاجته لشيء جديد وتكون هذه «النتعة» مرّة من أفغانستان ومرة من إيران، وبشرط أن لا يفهموا عليهم، تماماً كما يبيعون هناك الكوفية الفلسطينية. أنا كنت أتصور كما قلت انت أن شركة الإنتاج، أيام أغنية «وحدن»، سوف تهتم بالأغنية وتوزيعها في الخارج، ولكن المغنية عربية، حتى لو كانت فيروز، لكن هذه هي هويتها، وخلينا نحنا مبسوطين ببعضنا.

وصلنا الآن من الدكتورة حنان قصاب حسن، الأمين العام لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، أن الأمانة العامة على استعداد لإنتاج أسطوانة خاصة بفيروز.
بتعملها الدكتورة حنان متل ما عملت هذه الحفلة، (ضحك) خسارة بخسارة، خسارة بثقافة.

من المسؤول عن جعل الثقافة خسارة؟ هل هي العولمة؟
لا، إنه فكر السوق عموماً، أي تحويل كلّ شيء إلى شيء يباع، الأمر له علاقة بالغرائز البدائية للإنسان، كالأكل، والجنس، والعنف، والقوة، والضعف، أما الثقافة فهي لا تأتي دائماً مع كل هذه الأمور بل تأتي بعدها. الأشياء البدائية يستغلها السوق عند الإنسان لأنها تبيع أكثر من غيرها وبالتالي يُغذّيها، وهذا الأمر في كل العالم وليس فقط عند العرب.

لكن برأيك لماذا هذا الإنحدار؟ أنت الذي تُمثّل بالنسبة للكثيرين البوصلة بدليل ما نجده في صحيفة الأخبارعن غيابك وعن صمتك في الفترة الأخيرة؟
مشاركتي في صحيفة الأخبار كانت لمساعدة رفاق وأصدقاء، ولمساندتهم في انطلاق المشروع لجريدة، ولم تكن النيّة أن أتفرغ للكتابة، وحين وجود موضوع يتطلب الكتابة فأنا أكتب.

ولكنك كنت صامتاً في الفترة الأخيرة، فهل يعود السبب للأوضاع السياسية؟ بما أنك بالنسبة لنا تمثل حالة الشخص الذي «عنا ثقة فيه»؟
في كلامك شيء من الصحة لأن الوضع السياسي الأخير كان يفرض على من يرغب الكتابة أن يكتب شيئاً معيناً، أو لا يكتب. نعم هذا أحد الأسباب، وفي البدايات كان طلب الأصدقاء أن تكون الكتابة شبه يومية، ولكن الصمت في الفترة الأخيرة كان بسبب الأوضاع السياسية كما قلت أنت.

الجمهور دائماً متعطش لزياد الرحباني فإذا لم تُحيي حفلاً موسيقياً أو تُصدر ألبوماً جديداً لفيروز، أو تظهر على التلفزيون، أو حتى من خلال جريدة، فكيف لنا أن نتواصل معك في حين أنك تشكل حاجة ملحة عندنا؟
هذه هي الورطة.

بالنتيجة نعود للسؤال الأولي، لماذا هذا الإنحدار وكأنه لم يعد هناك أفق؟
هذا التراجع سببه علاقة الإنسان بالآخر، وبرأيي ليست هناك أسرار على الكرة الأرضية، هناك علاقة الناس ببعضهم وبالماديات، وتبين مع الوقت أنه كان يوجد معسكران كبيران في العالم، الرأسمالي والإشتراكي، وكانت نكسةٌ كبيرة في أول التسعينات في المعسكر الإشتراكي بسبب الذين عملوا على النظام الإشتراكي، وهم بشر، فارتكبوا عدّة أخطاء. وتبين بعد تفرّد الرأسمالية بزمام الأمور، أن العالم تراجع كثيراً. هذا التراجع أدى أيضاً إلى تراجع الصناعات بنوعيتها ولم يعد هناك حتى خطر التصادم بين المعسكرين، صار هنالك معسكر أوحد، ومن الصعب أن يكون متعدداً، والرأسمال الباقي يريد ان يسيطر على الأصغر والأصغر على الأصغر وهكذا. الفكرة الأساسية التي تروج لها الرأسمالية أن المنافسة في العالم الحر هي في سبيل الأفضل، ولكن ما تبين في النهاية أنها منافسة في سبيل الأكثر وليس الأفضل، وهذا الأمر يعني أن الشيء الجيد يجلب الخسارة ويوازي الخسارة.

ما زال هناك فئةٌ تؤمن بالجيد، لكن غير محسوب حساب أفراد هذه الفئة، مع أنهم يمكن أن يمثلوا قوة شرائية؟
إذا فيه شي بيربح أكتر شو بدك فيهم؟ (ضحك) بتشوفي مثلاً بألمانيا اللي مُصرّين إنه يعملوا شي أحسن، بعد فترة المصانع عم تضطر تسكّر.

زياد الرحباني في شام إف إم حابب تضيف شي بالنسبة لانطباعاتك عن دمشق؟
عم لاحظ إنه فيه ناس ما بيعرفوني بالهيئة وحافظين هالأعمال بأكملها، أمر مدهش، أنا مش معوّد استوعب هيك شغلة بسهولة. مثلاً، اليوم الناس عندهم نجم، عندن صورتو وبيلاحقوه، بس لما يجي واحد يسألني «أي ساعة جاية الأستاذ زياد؟ بيقوللو صار واصل!». وبنفس الوقت هالشخص اللي ما بيعرف شكل الأستاذ زياد حافظ كل أعماله الموسيقية، يعني هيك الأمر مش معلق بالصورة، الناس متابعين حتى من دون معرفة التفاصيل، لأنه ما في أعمال تلفزيونية حتى يقدر بعض الشباب يعرفوا الصور عن طريق الانترنت، هادي الملاحظة الأولى. ثانياً نسبة المتابعة ملفتة، مثلاً بيعرفوا «صباح ومسا» من أول نوتة عندما تعزفها الأوركسترا، هنالك طريقة سمع، طريقة تذوق للموسيقى. بتذكر إيام اللي كنا نجي على المعرض أحياناً كان يكون فيه صمت غريب أثناء الأغنية، كنت بفتكر إنه الناس مش عاجبها، بيكون بالعكس عم يصغوا بتركيز شديد.

عن علاقتك بالسيدة فيروز، وقت اللي بتكون عاطيها لحن، مين اللي بتمشي كلمته؟
هي مبدئياً بتقول «اللي بدك ياه منعملو»، بس عند التنفيذ بترجع بتطلع الأمومة، بقلها «لأ ماما».

بتقلها ماما ولا ست فيروز؟
لأ، طبعاً «ماما» وإلا ما بتعود ترد. كمان إذا أعطيت ملاحظة بنبرة قوية بترجع فجأة بتقول: «إنو كيف بترفع صوتك بوجهي»، بس عموماً بتقدر تفصل وبتقول بالبداية إنه هي جايه تاخد تعليمات.

ما هي النصيحة التي قدمتها لك فيروز في بداية مشوارك الفني؟
أعطتني نصيحة، وبدك تصدقيني، وياريتني سمعت هالنصيحة، قالتلي «إعمل لك شغلة غير الموسيقى، شفت بيّك شو عمل»، إنه خللي الموسيقى هواية.

البروفا في ألبوم «كيفك إنت»، نزلتها حتى تعطينا فكرة كيف بيكون التعامل أثناء التسجيل، بينك وبين فيروز، وهل المقطوعة خضعت لمونتاج؟
هالقطعة مسجلة بدون علم فيروز، لأنه غير هيك، ما كانت قالت ولا كلمة، كان هنالك جهاز تسجيل أخر غير المسجلة اللي عم تسجل عليها فيروز صوتها، مشيناها وصرت اسألها قصداً بعض الأسئلة، لتجاوب عليهن، وما كان خاطر ببالها أبدا إنه عم نعمل هيك أبداً.

وقت اللي سمعتها في الألبوم، شو قالت؟
قالت: «لو مخبرني كان بيطلع أحسن من هيك». هي عادة ما بتحكي بين المقاطع أثناء البروفا، لأنه بتضل عتلانة هم إنه ممكن فيه حدا عم يسجل لها، خاصة إذا فيه مهندس صوت تاني، بس أنا دوّرت المسجلة، وحضرت بعض الأسئلة إنه يفترض تقول هيك إذا بسألها هيك، وبعدين جمعت الأجوبة وعملت لهم مونتاج ونزلوا بالألبوم.

أنا غير مقتنعة أن الست فيروز ما بتحكي، أكيد بتحكي ومهضومة، بس ليش ما بترضى تحكي؟
بتصور إنه فيها تحكي وبتحكي منيح، بس فيه عندها انطباع إنه مين الشخص اللي ممكن يسألها الأسئلة المناسبة لتحكي. يعني عملت بعض المرات مقابلات قليلة، كانت تحكي وتفصّل، بس بتتصور إنه لازم الواحد يقنعها إنو تحكي لأنو فيه أشياء ما حدا بيقدر يشرحها عن تجربتها غيرها.

ماذا عن عاصي الرحباني الأب، وماهي نصيحته بالبداية غير إنه كان يسمِّعُك موسيقاه؟
هو اللي نزعني لأنو كان مش منتبه إنه أنا ما عم روح عالمدرسة، مع إنه هو اللي عم يبعتني، يعني وقت المفروض كون عم أدرس، يناديني ويقللي «شو عم تعمل؟»، وقول «أنا عم راجع دروسي»، فيقول هو «بعدين بتراجع دروسك». كان عم يختبرلي إمكانياتي كمان، أنا بشوف هيك منيح، بس أمي كانت تشوف هيك مش منيح.

مين محظوظ أكتر برأيك، عاصي الرحباني بإبنه زياد أم زياد بأبيه عاصي؟
بفتكر أنه أنا المحظوظ أكتر لأنو أنا مكفّي، بعد ما أخدت من أبي كل شي تقريباً.

نتذكر بعض الأسماء الهامة بالنسبة إلك. سيد درويش، لماذا تحبه إلى هذا الحد؟
أعتقد أنه لو عاش مدة أطول، لكان وصل إلى شيء يشبه أعمال عاصي الرحباني، أو شيء له علاقة بها، بتصور إنه في خط واحد بالموسيقى العربية، اللي هو السهولة الظاهرية في الأغنية لدرجة إنه يمكن أن تسمى طقطوقة، لكن ضرب من الإعجاز أن تعمل شيئاً على طريقتها. وأبلغ مثال على ذلك، مثال بسيط وعمومي، اللي هو «زوروني كل سنة مرّة»، مركبة موسيقياً تركيبة عجيبة ونادرة حتى أن سيد درويش بنفسه لم يستطع أن يعمل لها كوبليه. «زوروني» عبارة عن مقطع واحد فقط.

لماذا لا نعرف نحن كمستمعين مثل هذه التفاصيل؟
شو بدنا فيها، ماشي حالنا بلاها.

وماذا عن جوزيف صقر؟
فيه شي تذكرتو كتير منيح، بس وصلت عالشام، اللي هو جوزيف صقر. عم أتذكر إنه أول اتفاق تم مع جوزيف صقر، لأنه هو كان بالكورس مع الرحابنة، وكنت أنا جايه مساعد أو معاون أكورديون في الفرقة، فأول اتفاق مع جوزيف تم على إنه يجرب يغني شي، وكنت ولد وقتها، شي 17 سنة، وبدي ألف عمل متل الرحابنة، عملت شي اسمه «سهرية»، كان نسخة طبق الاصل عن مسرحية غنائية للرحابنة، الأغاني والحوارات فيها كانت فقط حجة بهدف الترويج للأغاني، ومش مهم الحوار. حصل هذا الاتفاق مع جوزيف هنا في دمشق في فندق الشرق، وبعدها مع بداية الحرب الأهلية، أصبح اسم جوزيف صقر مرتبطاً عندي بدمشق، لأن جوزيف في هذا الوقت كان يأتي دائماً إلى دمشق وهو لم يغنِّ خارج لبنان الا في دمشق، أي أن نشاطه كله كان في دمشق، لم يغنِّ في بيروت بمحلات أو ما شابه.

هل تبحث بعد غياب جوزيف صقر عن صوت، أم أنك تريد الاعتماد على الكورال؟
والله القصة صعبة كتير، في الفترة الاولى لوفاة الراحل جوزيف صقر لم أكن أدرك حجم غيابه، أنا أعلم أن لديه شي مميز بشخصيته يحبه الناس أكثر من الشيء الذي في صوته، بعبارة أخرى أنه الشخصية مبينه بالصوت. وبالرغم من كثرة المغنين، لم نستطع اكتشاف أحد كجوزيف صقر وهذه مشكلة فعلية، الكورال لا يستطيع ان يحل محل الغناء المنفرد. هل تعلمين أنه لولا وجود انطباع لدي من قبل عن الوصف والجمهور و كيفيه استعداداته، لما استطعت ان اتخذ القرار بأن يغني الكورال بشكل متواصل بالرغم من ان الكورال كان ممتاز ويغني أنواع متعددة كالأوبرا والكلاسيك والشرقي، أي أنه لولا انطباعي أن الناس ستغني ضمناً، يعني إذا مو براسها على العالي، كان من الصعب اتخاذ هذه الخطوة. مبارح كانوا عم يغنوا «عايشة وحدا بلاك»، وكان صوت الجمهور مسموع لدرجة أن العازفين اضطروا لتخفيف صوت الآلات ليستطيعوا التفاهم مع بعضهم البعض، لولا هذا الجو لما استطاع الناس تحمل الكورال فترة طويلة.

الكثير من الأصوات تحلم أن تغني من ألحان زياد كما حدث مع الفنانة لطيفة. هل لديك الاستعداد لتكرار تجربة لطيفة؟ مثلا الفنانة أصالة صرحت أن حلمها أن تغني من ألحان زياد الرحباني؟
أكيد، إذا كان هناك شيء جيد وكلمات جيدة فلمَ لا! وطبعاً هذا الشيء يعود للمغني فيما اذا كان يجيد الغناء أم لا.

هناك جوزيف آخر أود أن أسألك عنه وهو جوزيف سماحة -رحمه الله-، وهو الذي أقنعك بالكتابة في جريدة الأخبار؟
جوزيف سماحة صديق العمر وصديق حرب أهلية طويلة الله يرحمه.

هل نستطيع العودة الى عاصي الرحباني بسؤال آخر؟ كنت قد صرحت في أحد اللقاءات أنك اكتشفت أن كل ما كان يقوله لك عاصي عن أمور عدة كان صحيحاً إلا رأيه في المرأة، هل أنت اليوم ما زلت مختلفاً برأيك عن رأي الوالد ام حتى كلامه عن المرأة اصبحت تجده صحيحاً؟
(يضحك) شو درّاكم؟ أعتقد أنه ما كان على أن أتسرع وأصرح عن هذا الموضوع لأني أعتقد أن كل ما قاله عاصي كان صحيحاً.

هل صحيح أنك قد قدمت طلب زواج في السفارة التشيكية؟
نعم.

من ماذا يشكي زيوان البلد لتحضر قمح جلب!؟
حالياً لا يوجد سوى المعجبات، الإعجاب شيء والزواج شيء آخر. بدك حدا تعيشي انت وياه، المعجبة إلى متى تبقى معجبة، من الأفضل أن تبقيها معجبة. الإعجاب لا يبني حياة أسرية.

ما هي أهم صفات المرأة التي ممكن أن تعجب زياد الرحباني؟
لو كنت أعلم لكنت وجدت. وعندما يضع الانسان مواصفات ويعتقد انها هي الصفات المطلوبة يكتشف أن هذه الصفات غير موجودة وأنه يستطيع أن يجد إنسانة أخرى مناسبة أكثر ولا تحمل هذه الصفات.

كما تعلم إن عالم النفس فرويد قد قال إن كل رجل يبحث عن امرأة شبيهة بوالدته لانه لا يوجد اطيب من رائحة أمه وطبخها. أنت كيف ستجد امرأة تنافس فيروز؟
إذا فرويد طلع معه حق ما في أمل، وبعدين أصبح الإنسان بعمر لا يستطيع وضع مواصفات أو شروط. بكل الأحوال، هذه قصة قديمة لكني لا زلت طالب زواج.


شام إف إم

Share/Bookmark

صور الخبر

زياد الرحباني يدخل الإذاعة

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

ابنة الشهباء:

من منا لا يحب الجمال من منا لا يحب الإبداع من منا لا يحب زياد الرحباني وهيام حموي !!! أنا شخصيا عاشقة لفن و موسيقا العبقري زياد الرحباني و إني من أشد المعجبين بالإعلامية الرائعة هيام الحموي العظيمة ,,, لقد تابعت هذا اللقاء الذي جمع مابين الرومانسية والحرية متمثلة بالمبدع زياد والرائعة هيام ,,, شكرا لك هيام وأهلا وسهلا بك زياد!!!

سوريا - حلب

ميشيل عضوم:

يا عين

الشام