لقاء شعبي بين جبل العرب وسهل حوران.. في إطار المصالحة الوطنية الشاملة

25 أيلول 2012

والمطالبة بتعميم هذا اللقاء في كل المحافظات

بمشاركة رجال دين مسلمين ومسيحيين وشخصيات رسمية واجتماعية وشعبية من محافظتي السويداء ودرعا عقد في السويداء أمس الأول لقاء شعبي أكد خلاله المشاركون ضرورة البدء بعملية مصالحة وطنية شاملة لتعزيز الوحدة الوطنية بين جميع أبناء الشعب العربي السوري.

وقال الشيخ حكمت الهجري شيخ العقل الأول لطائفة المسلمين الموحدين في سورية: "إن هذا اللقاء الذي يأتي تتويجا لرؤى مشتركة بين أهالي جبل العرب وسهل حوران ليس مستحدثا علينا في سورية لأننا نعتبر أنفسنا أسرة واحدة ولذلك نحن نأمل تجاوز المحنة التي تتعرض لها سورية بهمة الرجال الأشداء الشرفاء أصحاب الأخلاق الحميدة والنظرة الصحيحة".
ودعا الشيخ الهجري إلى "العودة لطريق الهداية والحق والرشاد والابتعاد عن الجهل والعوج مع التأكيد على المحبة التي تجمع بين أبناء الشعب العربي السوري التي تتجسد اليوم فوق ربوع جبل العرب المعطرة بأريج المحبة والمصالحة وطهر العقيدة" داعيا الجميع إلى أن يكونوا "أمناء على أوطاننا وجوهر ديننا الإسلامي الحنيف بعد أن أصبغ الله سبحانه على عباده نعمة العقل والتفكير لبناء هذا الكون بالتقوى والعمل الصالح بعيدا عن القتل والتدمير وظلم الأبرياء وسفك الدماء".
وأعرب الشيخ الهجري عن الحرص على "تعزيز أواصر المحبة واللقاء والبناء والجمع بين الأهل في درعا والسويداء وتضميد الجراح سوياً وحقن دماء الأبرياء ورجال قواتنا المسلحة الميامين والكف عن دروب الجهل والعبث والظلم والدعوة إلى المحبة مع التأكيد على ضرورة إطلاق سراح جميع المخطوفين ظلماً وعدواناً وعدم التنكيل بهم".
وقال الشيخ الهجري: "إن أعداء أمتنا العربية والإسلامية يتسللون من ضعفنا وتمزقنا ولا يسعدون إلا بضياعنا ولهاثنا وراء مسميات بغيضة يتلهى بها البعض ممن عقمت أفكارهم واعوجت مسالكهم متناسين الجوهر والحقيقة التي من أجلها كانت رسائل الأنبياء والعقيدة العصماء في سبيل إنسانية الإنسان والعز في الأوطان" مؤكدا أن العزف على أوتار الطائفية الضيقة والتكفير المقيت ليس من شيم وقيم السوريين وعروبتهم وأن أعداءنا يريدوننا "فاقدي الأحاسيس والمشاعر ولذلك هم ينفثون أحقادهم على أقدس أقداسنا.. يعبثون بمشاعرنا وبرموزنا الدينية من خلال إساءاتهم للرسول العربي الكريم (ص) وذلك كله بفكر صهيوني ومال عربي وتسويق أمريكي وغربي".
وأضاف الشيخ الهجري.. "نقول لكل العابثين الحالمين بتدمير سورية وتمزيقها خدمة للغزاة الصهاينة قتلة الأنبياء والرسل الكرام وأعداء المحبة والسلام إنكم واهمون فسورية بوعي شعبها وقداسة أراضيها وحكمة قائدها محروسة بأعمدة من نور وستبقى دفئاً للجميع وسيفاً يعربياً أصيلاً مدافعاً عن ترابنا ومقدساتنا في ظل دولة القانون والمؤسسات والأطر السياسية السليمة وضمن دائرة الحوار الهادف البناء والإصلاح الشامل الذي نسير في دروبه بكل ثقة واطمئنان".
وأشار الشيخ الهجري إلى أهمية المصالحة الوطنية في سورية التي تشهد محافظة السويداء اليوم "أحد أعراسها بين أهل أعزاء في السهل والجبل ممن آلوا على أنفسهم أن نبقى كأسلافنا دعاة محبة ورسل سلام بتنوعنا وأطيافنا وإخائنا الذي يشكل سر جمالنا وسحر وجودنا ومصدر قوتنا في سورية القلعة الشامخة التي لا تلين في ظل قيادة السيد الرئيس بشار الأسد" معربا عن أمله في أن تتوج لقاءات أبناء الوطن في جميع ربوع سورية بالمودة والمحبة والأخوة كي تبقى سورية متألقة بشعبها العظيم ونهجها القويم.

بدوره قال الشيخ عطوة أبا زيد من محافظة درعا: "إن قلب درعا في جبل العرب وإن حوران لا تعيش بلا قلبها النابض بكرم وطيب هذا الجبل الشامخ وستبقى درعا تحفظ الود والجميل والكرامة لافتا إلى أن أبناء درعا والسويداء كبروا بعيدا عن التفرقة الطائفية واستقوا حب الوطن داعيا إلى المحبة بين أبناء الوطن الواحد والابتعاد عن التخاصم والعودة إلى طريق الهداية سائلا الله أن يهدي كل ضال ويعيده إلى طريق الحق.

بدوره أكد المطران سابا اسبر مطران جبل العرب وحوران والقنيطرة والجولان للروم الأرثوذكس أن الشعب السوري واحد بمختلف أطيافه ولن تنال منه أي قوى خارجية معتبرا أن هذا اللقاء رد على كل من يريد بالشعب العربي السوري الأبي شرا وعلى من أطلق شعار صراع الحضارات والثقافات وعمل ليصبح هذا الشعار حقيقة على ارض الواقع.
وأشار المطران اسبر إلى أن "سورية هي رأس العالم وقلبه وتشكل مهد الحضارات التي اكتست فيها المسيحية ثوب الحق والقانون واللاهوت وأهدت للعالم حضارة جديدة ملؤها المحبة وأطلقت ثقافة المحبة والسلام وألبست الإسلام كيانه الفقهي والحضاري حتى وصل إلى أطراف المسكونة" مشيرا إلى تآخي الدينين المسيحي والإسلامي اللذين يهدفان إلى تمتين جسور المحبة بين مختلف ألوان العائلة السورية عبر الحوار البناء والنقاشات الهادفة.
وقال المطران إسبر إن "إنقاذ سورية هو إنقاذ للعالم أجمع وهذه الأرض المباركة كانت وما تزال على الدوام مسكونة بأهلها الأصليين أياً كان دينهم وهم يعيشون مع بعضهم أخوة وسيبقون كذلك وتاريخهم لم يعرف إلا لوناً واحداً هو المحبة".

وأكد الشيخ موسى العذبة من درعا "أنه لا مكان للفتنة بين أبناء سورية ونحن كشعب نسير على خطى أسلافنا في الوحدة الوطنية والمحبة التي تزيل من النفوس الأحقاد وتحول دون وقوع صراعات وخلافات تداس بها الحرمات فتاريخنا العظيم صنع شعبا عظيما وقدم لنا قائدا عظيما هيهات أن يأتي الزمان بمثله".

أما الشيخ حمود الحناوي شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين فقد دعا الى التأكيد على علاقات حسن الجوار وثقافة حب الوطن التي أحسنت السويداء قراءتها فكانت وستبقى دائما حاضنة السلام تجسد حسن الجوار لافتاً إلى أن هذا "اللقاء الشعبي يبعث بارقة أمل تطل في الجنوب لتحكي قصة تاريخ جمع أبناء درعا والسويداء في السراء والضراء".

وأشار الشيخ فؤاد السلامات من درعا إلى الوعي بين أبناء الشعب السوري وتلاحمه مع قيادته ووقوفه إلى جانب جيشه الباسل الذي يقوم بمهامه الوطنية في الدفاع عن أمن الوطن ووحدته واستقراره.

واعتبر عبد الله الأطرش عضو مجلس الشعب السابق أن لقاء اليوم أمر طبيعي بين الأحبة لا يمكننا تسميته لقاء مصالحة وإنما لقاء أخوة وتأكيد على العهد الذي توارثه وعمل من أجله أبناء المنطقة لتعزيز الصف الوطني والوحدة الوطنية لافتاً إلى أن المجموعات الإرهابية المسلحة حاولت أن تعبث لإيقاع الفتنة إلا أن مواقف الشرفاء من أبناء محافظتي درعا والسويداء حال دون وقوعها ليكون هذا اللقاء كي يعود السلام والاطمئنان وسيادة القانون لقرانا المتداخلة مع بعضها وليكون الوطن والوحدة الوطنية فوق كل اعتبار.

بدوره لفت الشيخ كميل نصر عضو مجلس اتحاد علماء المسلمين في بلاد الشام إلى أن هذا اللقاء يحمل قيما وأخلاقا عليا عنوانها الشعب العربي السوري ففي سورية لا يزال هناك خامات جيدة ورجال كرماء وعبر التاريخ عانق جبل العرب سهل حوران خاصة إبان الثورة السورية الكبرى حيث جبلت دماء الشهداء الأبطال بتراب هذا الوطن المقدس في وجه المستعمر الفرنسي البغيض.

وأعرب الشيخ نصر عن أمله في أن تتم العودة إلى الضمير والعقل والوجدان الإنساني والمحبة والتضامن ضمن لحمة وطنية قوية "لأن الخارج مهما يكن يملك من عناصر القوة فالعامل الحاسم هو الداخل".

وأكد الشيخ محمد سعيد العساودة ثقته بأن بشائر النصر قريبة وأن سورية قادرة على تجاوز هذه الازمة وستظل تعبق بالظفر في وجه من أراد لها الفتنة لأن أبناءها نهلوا من منهل التآخي والتسامح والضمير الحي ولا دور للتفرقة الطائفية بينهم مشيراً إلى أهمية عناق السهل والجبل اللذين تعمد ترابهما بدماء الشهداء الطاهرة خلال هذه الأزمة التي تستهدف جيش وكرامة ووحدة السوريين.

واعتبر الشيخ العساودة أن صحوة العقل الإنساني المتوجه لفعل الخير في الذود عن ارض الوطن عن طريق اللحمة الوطنية هو السلاح الأمضى في الحفاظ على سيادة الوطن وأمنه واستقراره.

وعبر جاسم النعيمي المتحدث باسم عشائر سورية عن أمله في أن يتم تعميم هذا اللقاء في كل المحافظات لما له من دور كبير في وأد الفتنة ودرئها داعياً الجميع إلى سلوك طريق المصالحة الوطنية والحوار الهادف والبناء لما فيه خير سورية وعزتها ومنعتها والوصول بها إلى بر الأمان بعيداً عن أي مكروه.

بدوره رأى الأب طوني بطرس خوري شهبا أن هذا اللقاء هو رسالة للعالم بأن الشعب السوري هو شعب مقاوم قادر على تخطي الأزمة التي يتعرض لها بلحمته الوطنية وتصديه لمحاولات الفتنة مؤكداً أن ثقافة الشعب العربي السوري هي ثقافة المحبة والإخاء والوحدة وأن على الجميع معرفة قيمة الوطن والعودة إلى رشدهم للعمل معاً لأننا أبناء وطن واحد تجمعنا سورية الأم التي تضم الجميع ولا تفرق بين مواطن وآخر.

وأشار عصام الحسين رئيس مجلس محافظة السويداء إلى أن لقاء اليوم بادرة طيبة وعمل وطني بامتياز رداً على كل المؤامرات التي تحاك ضد سورية آملاً أن يعمم هذا اللقاء على الوطن بأكمله لتعود سورية كما كانت بلحمتها الوطنية ونسيجها الوطني المتماسك ووعي شعبها وتلاحمه مع جيشه الذي مكنها من مواجهة المؤامرة والتصدي لها مؤكداً أن سورية ستبقى عصية على الأعداء والمؤامرات بقوة شعبها وجيشها وحكمة قائدها.

حضر اللقاء شبلي جنود أمين فرع السويداء لحزب البعث العربي الاشتراكي والدكتور عاطف النداف محافظ السويداء.


سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق