تجاوز الستين وانطلق بمشروعه.. مروان عزي قصة إرادة

23 تشرين الأول 2014

.

لم تمنعه سنواته الخمس والستون من الحلم فانطلق بمشروعه الفني ليضع فيه عصارة تجربته وخبرته وحبه للحياة والطبيعة وينتج في أقل من خمس سنوات نحو 300 منحوتة خشبية.

مروان عزي بدأت قصته المتاخرة مع الفن عام 2009 حيث استوقفه مشهد تقطيع جذور الأشجار المترابطة مع بعضها ودفعه للتفكير بضرورة الاستفادة من مخلفات البيئة وعدم حرقها أو رميها وانطلق منها لتصنيع أشكال ومجسمات.

ويقول عزي لمراسلنا «بمرور الوقت قمت بتطوير أعمالي واتجهت للنحت على جذوع وأغصان الأشجار وأنجزت في السنة الأولى 74 منحوتة وأطلقت معرضي الأول في المركز الثقافي بمدينة السويداء عام 2010 ليتلوه فيما بعد العديد من المعارض».

ويتحدى عزي بسنواته الخمس والستين إصابته في إحدى رجليه جراء تعرضه لحادث سير منذ 38 عاما ويصر على متابعة مشروعه بأدوات تقليدية ومشغل بسيط.

ويقول عزي «إرادتي وعزيمتي وحبي للعمل ومعرفتي بالأرض والإنسان تساعدني على إيجاد أفكار جديدة دائما والبحث عن التميز لاستكمال تجربتي الفنية رغم عدم دراستي الأكاديمية للفن وضعف إمكانياتي المادية».

وتحول منحوتات عزي الثلاثمئة منزله إلى معرض فني وتتوزع في أماكن متفرقة منه وتتنوع موضوعاتها فيظهر في واحدة منها خارطة سورية والجندي العربي السوري حامي الديار فيما تجسد أخرى شخوصا وحالات إنسانية مختلفة.

ويكبر طموح عزي مع منحوتاته الأكثر تميزا على حد قوله وهي لسلحفاة يتجاوز وزنها 150 كيلوغراما حيث يحلم بدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية عن أكبر منحوتة خشبية.
ويختار عزي لمدخل بيته منحوتة كبيرة خاصة تجسد عبارة وراء كل رجل عظيم امرأة ويعلق عليها قائلاً: «إنها بمثابة تكريم لزوجتي التي تشجعني دائما وتقف إلى جانبي في وجه متاعب الحياة وهمومها التي عشناها سوية».

وحظي عزي بتكريم العديد من الجهات لكنه يأسف مع ذلك لعدم وجود اهتمام حقيقي بالفن التشكيلي لأن تفكير الناس تحول إلى المسألة المادية بعيدا عن جماليات الحياة الروحية والطبيعية على حد تعبيره.

وتترافق تجربة عزي الذي شغل في حياته العديد من الأعمال وخاض حرب تشرين التحريرية بحبه للقراءة والمطالعة ونجاحه بتأسيس مكتبة تضم نحو ألف عنوان لكتب فلسفية ودينية وتراثية ومخطوطات قديمة تعود لمئات السنين إضافة لهوايته المتمثلة بجمع العملات النقدية وقد تمكن من امتلاك مئات القطع النقدية السورية والمصرية واللبنانية والأردنية والجزائرية حتى اليوم.

ويرى رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين بالسويداء نضال خويص «أن عزي يقارب في أعماله الجميلة وتجربته الغنية تجارب عالمية ويبذل جهدا وطاقة هائلة مقارنة مع أدواته البسيطة ويعمل بطريقة فطرية وبكل صدق وقناعة دون تقليد أحد»، مبينا أنه يحتاج لتشجيع ودعم واحتضان تجربته.

ويبين خويص أن الكثير من الفنانين حاولوا استثمار مخلفات الطبيعة لكنهم «لم ينجحوا مقارنة بما قام به عزي فقد أثبت قدراته بأدواته التقليدية البسيطة وبفضل نباهته وفطنته من تحويل جذوع الأشجار إلى كتل نحتية بعيدة عن التكلف وتلامس البيئة بكل محتوياتها وتوحي بالكثير من المشاعر والانفعالات وتحيي في ذاكرتنا ذائقة بصرية مميزة».

ويرى خويص أن عزي انطلق بمشروعه الفني من ظروفه القاسية حتى انبثقت تماثيله الخشبية لتريح جسده المنهك وتبهج روحه التواقة إلى خلق الجمال بكل إصرار ومحبة.

ويتحدث الفنان جمال العباس عن تجربة عزي بالقول «إنه يتفرد بإصراره على اختياراته والطريقة التي يتعامل فيها مع المادة الخام أي الخشب حيث يتجنب أن يقطعها كي لا يفسد قدسيتها بل يبتكر أشكالا مما هو موجود ويحقق بمنظوره الفني نماذج رائعة».

ويؤكد العباس أن أعمال عزي تستحق المشاهدة كما تستحق تجربة صاحبها الشكر والتشجيع على الجهد المبذول والإصرار على العطاء والتعامل مع الفن على أنه أسس الحياة.


عمر الطويل

سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

من أعمال الفنان مروان عزي

من أعمال الفنان مروان عزي

من أعمال الفنان مروان عزي

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق