معرض الفنان مروان عزي في السويداء

07/10/2010

تعددت مساحات التعبير في تفاصيل الأعمال، وكثرت الزوايا الفنية التي ينظر بها المتلقي إلى أشكال المجسمات والمنحوتات التي حملت بصمة الواقع الذي يعيشه الفنان كما حملت محاكاة للبيئة، وهذا بعد أن تهذبت وتناسقت بالأيدي التي حملت إزميلها بدقة واجتهدت على إعادة هذه الأعمال إلى الحياة بعد أن كانت مجرد أخشاب وأشياء تالفة لا تحمل شكلاً معيناً ولا أي قيمة جمالية في ذاتها.

هذه هي أبرز السمات التي قدمها المعرض الرابع للفنان مروان عزي المقام حالياً في غاليري ألفا للفنون التشكيلية في السويداء.

من يدخل إلى المعرض يقف بداية أمام جمل من خشب وكأنه وجد ليعطي الطابع العام للطقوس الموجودة في الداخل، فلا يستغرب الزائر من أشكال الطيور والحيوانات الأخرى ومن بقايا الأشجار التي حافظت على أشكالها الفنية حتى ولو تحولت إلى أغراض خدمية كطاولة أو كرسي، وبالطبع لا يمكن تجاهل المتأمل والمراقب لكل هذه المكونات وهو الإنسان الذي ظهر بوجوهه المتعددة من حزن وفرح وتأمل، وعن هذا يقول عزي لـ «اكتشف سورية» عن الأفكار والأعمال التي قدمها في المعرض: «تنوعت الأعمال التي عددها 28 عملاً نحتياً بين مجسمات لأشياء مأخوذة من الطبيعة ووجوه لأشخاص ظهروا على نفس المجسم الذي حمل أكثر من شكل على جوانبه في حالات إنسانية معينة مثل الحزن والفرح، كما عملت على وجود مجسمات لحيوانات مثل السمكة والسلحفاة والجمل وبعض الطيور».


الفنان مروان عزي في معرضه

الدقة في المنحوتات والتقنيات المستخدمة في بعضها مثل اللصق والتلوين ظهر واضحاً للمتلقي أنها جاءت بعد فترة طويلة من الزمن ومراحل تعاقبت للوصول إلى ما بدت عليه الأعمال، وهنا يتابع عزي: «استغرق التحضير للمعرض مدة شهرين متتالين من العمل المستمر، وهذا الجهد كان على مراحل من حيث تقسيم العمل، فالبداية كانت عبر رسم الشكل الذي أريده في خيالي ثم تلي ذلك عملية التطبيق، وذلك كله بأدوات بسيطة هي الإزميل والمطرقة، أما بعض الأعمال التي استخدمت فيها تقنية اللصق والتلوين والإضافة فكانت قليلة جداً كمثل استخدامي للوح البلور عبر وضعه فوق جذر نحتّه على شكل أرجل لتكتمل الطاولة، وهذا ما جعل بعض الأعمال النحتية تصبح صالحة للاستخدام العملي، وأغلب هذه الأعمال من بقايا أشجار الزيتون والسنديان التي أجمعها من المحميات الطبيعية في المحافظة».

وبالنسبة للمعارض التي قام بها عزي يتابع قائلاً: «هذا هو المعرض الرابع، والأول في غاليري ألفا للفنون، وكان لي مشاركات في معارض أخرى مثل المعرض المرافق للمؤتمر البيئي الأول الذي أقيم في شهر أيار الماضي».

بدوره تحدث الفنان جمال العباس أحد زوار المعرض قائلاً: «المعرض يقدم للزائر وجبة فنية غنية، والتجارب التي قدمت سمتها العامة تأملية في أساسها وتطبيقية في حيثياتها، وظهر هذا في الأعمال التي حملت جملة من المعاني التي توازن بين انشغالات النفس ومؤثرات الرؤية للطبيعة العامة في محاولة دائمة للتصالح مع الحس الجمالي، وإن جل الأعمال من التوالف البيئية التي حاول الفنان أن يوائم بين عناصرها والمقاصد المرادة منها، وأعمال المعرض بمجملها تصنف بقربها إلى النحت على الخشب وبصورة خاصة تلك الأعمال التي لم ينفذ فيها العمل بتقانة التشبه والإضافة والحذف واللصق والتلوين».

أما الفنان سعيد رشيد فقال: «إن أفضل ما قدمه المعرض هو ذلك الإحساس بالجمال الذي استطاع الفنان أن يجعله موجوداً في كل الأعمال المعروضة، وهذا يدل على تفوق الإحساس الإنساني في العمل، وقد ظهر هذا في الأعمال المجسمة المتوسطة الحجم التي دلت طريقة العمل فيها على كبر المخزون المعرفي الذي يمتلكه الفنان».

أما السيد مرهف زيتونة وهو من المتابعين للحركة الفنية فقال: «هناك نوع من الدهشة عند الإحساس بهذه رؤية الذي استطاعت أن تخلق انسجاماً بين المواد البسيطة المهملة في حياتنا العادية والأفكار المتنوعة التي طرحت خلال الأعمال إن كانت إنسانية أو كونية بشكل عام».

ويبقى أن نذكر أن الفنان مروان عزي من مواليد السويداء عام 1949.

أكثم الحسين - السويداء

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أعمال الفنان مروان عزي في معرضه بغاليري ألفا للفنون في السويداء

من أعمال الفنان مروان عزي في معرضه بغاليري ألفا للفنون في السويداء

من أعمال الفنان مروان عزي في معرضه بغاليري ألفا للفنون في السويداء

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق