المعرض التوثيقي التاريخي بعنوان «ذاكرة وطن» في صالة البعث للفنون بدمشق

05 حزيران 2012

.

بالتعاون مع الإدارة السياسية ودار البعث للصحافة والطباعة والنشر، أقامت جمعية سيدات سورية الخير في صالة البعث من مساء الأحد 3 حزيران 2012، المعرض التوثيقي التاريخي بعنوان: «ذاكرة وطن» حيث جاء المعرض نتيجة جهد خاص لنخبة من الموثقين التاريخيين السوريين وهم بشار منافيخي، أكرم رزق وصلاح صلوحة، وهم من الأسماء المهمة التي ساهمت وبشكل كبير في توثيق وحفظ المشهد التاريخي والنضالي لرجالات وسيدات سورية أبان الاحتلال الفرنسي وعهد الاستقلال كما شاركت في المعرض المناضلة والباحثة الأميرة بديعة الجزائري بمجموعة من الكتب عن سورية وحياة المناضل عبد القادر الجزائري، كما شهد معرض: «ذاكرة وطن» حفل توقيع ديوان الشعر «تيم البنفسج» للأديبة والشاعرة أحلام غانم، ويرصد ريع الكتب المباعة لصالح جمعية سيدات سورية الخير.

ضم المعرض التوثيقي ذاكرة وطن كماً هائلاً من الصور الفوتوغرافية التاريخية وصوراً عن وثائق نادرة تعود لبدايات القرن المنصرم، وتأريخ للذاكرة الجمعية لنضال الشعب سورية ضد طغيان الاحتلال الفرنسي. فمن الصور المهمة التي قدمها المعرض صوراً تعود لرؤساء وشهداء سوريين منهم الشهيد مصطفى عاشور، عبد الرحمن المط، العقيد عدنان المالكي، يوسف العظمة و شهيد الواجب عارف الشهابي. كما قدم المعرض صوراً لبعض المجاهدين ضد الاحتلال الفرنسي، منهم أحمد روطو، صالح العلي، إبراهيم هنانو و مصطفى شيخ حسين.


من افتتاح معرض ذاكرة وطن في صالة دار البعث بدمشق


كما قدم المعرض صورة عن احتفالات عيد الجلاء بحضور الرئيس السوري شكري القوتلي، وصورة متخيلة للبطل السوري سليمان الحلبي وهو يطعن الجنرال الفرنسي كليبر، وصورة لإعدام أحرار العرب في 6 أيار عام 1916.

كما حوى المعرض لبعض من الطوابع البريدية لرجالات العهد الوطني كطابع بريدي لسعد الله الجابري، وأخر لإبراهيم هنانو، إضافة لطوابع بريدية خاصة تعود لمناسبات وطنية وقومية، وصوراً لمعتقلين من زعماء مظاهرات مناهضة لزيارة اللورد بلفور لدمشق، وصورة للزعيم الهندي «نهرو» هو يفتخر بكفاح الشعب السوري ضد سلطات الانتداب الفرنسي.

كما ضم المعرض صوراً لمناضلات سوريات ساهمن من الحراك الثقافي والاجتماعي كصور لبعض رائدات الحركة النسائية السورية ومنهن «نازك العابد» برتبة نقيب فخري تعود الصورة لعام 1920، وصورة لـ«ثريا الحافظ»، و «ريما كرد علي»، كما قدم المعرض صوراً عن مشاركة المرأة السورية في المقاومة الشعبية ومنها صوراً للمناضلات السوريات منى اليوسفي، نزيه الحلقي، ونبيلة الزراز، كما قدم المعرض صورة مهمة ونادرة لسيدات سوريات شاركن في المؤتمر النسائي الشرقي الأول في دمشق عام 1930 . ومن الصور النادرة التي حفل بها معرض «ذاكرة وطن» صوراً منوعة عن دمشق تعود لعام 1920، وصوراً نادرة توثق لبعض النشاطات الثقافية و حراك الكشاف السوري.


من معرض ذاكرة وطن في صالة دار البعث بدمشق


كما ضم المعرض أصداء وعد بلفور على القصيدة العربية، ومن بعض العناوين: «أنين الديار» وعد بلفور وبعض من مواقف الصحف الفلسطينية التي كتبت عن زيارة اللورد بلفور للقدس عام 1925، ووثائق عن دور الحركة الصهيونية في خلع السلطان عبد الحميد الثاني. كما قدم الأستاذ صلاح صلوحة صور مكبرة لبعض النقود الأموية تحمل أسماء بعض المدن، كصورة مكبرة لفلس أموي تحمل اسم عسقلان وغيرها من المدن الفلسطينية.

«اكتشف سورية» تابع حفل الافتتاح والتقى السيدة إلهام سلطان المسؤولة الإعلامية لمجموعة سيدات سورية الخير وعن هذه الفعالية تقول: «نحن مجموعة من سيدات سوريات يعملن على الأرض محبة وعشق لهذا الوطن. فشاركنا الجماهير السورية في ساحات الوطن دعماً لعملية الإصلاح، كما أقمنا العديد من الفعاليات على مستوى المدارس والمشافي وزيارة الجرحى، كما أقمنا ندوة عن الشاعر السوري الكبير سليمان العيسى، ومعرض للفنان الكبير عاصم زكريا في صالة الشعب بدمشق».


من معرض ذاكرة وطن في صالة دار البعث بدمشق


وتضيف المهندسة سلطان: «فتح كتاب التاريخ للأجيال القادمة وتعريفهم بتاريخ هذه الأرض المشرفة هو هدف هذا المعرض وخاصة في هذه الظروف الصعبة. لقد كانت سورية على الدوام ومازالت جبهة الصمود والمقاومة وستبقى الرقم الصعب وطائر الفينيق الذي يخرج من الرماد، وسنتجاوز هذه الأزمة بما نملكه من إرث كبير وعظيم، فنحن أولاد التاريخ والحضارة الإنسانية، ولن ننكسر أمام هذا الحقد على ثوابتنا الوطنية والقومية».


الباحث والموثق صلاح صلوحة


كما التقى «اكتشف سورية» الباحث والموثق صلاح صلوحة وهو أحد أهم من وثقوا الذاكرة السورية الوطنية من كتب ووثائق وصور نادرة، وعن أهمية هذا المعرض يقول: «جاء هذا المعرض في ظل أزمة تعيشها سورية، أزمة تستهدف الذاكرة والتاريخ والحضارة السورية، يأتي هذا المعرض لتعريف أبناء سورية بتاريخهم النضالي ضد الاحتلال الفرنسي الذي خرج مهزوماً وذليلاً في يوم الجلاء، لقد شهدنا سابقاً استقلال عظيم شرف كل السوريين والعرب، وأنا لا أريد كمواطن سوري أن أشهد استقلال أخر أو يوم لجلاء جديد. ففي هذا المعرض نعاين جرائم الاحتلال الذي عبث بحياة كل السوريين ونشهد من جانب أخر عظمة رجالات وسيدات المقاومة السورية».

وعن أهمية حركة التوثيق يشير الأستاذ صلوحة إلى أهمية دعم الدولة والمؤسسات الخاصة للحركة التوثيقية: «لقد شركنا سابقاً كموثقين في المعرض التوثيقي القومي في أواخر التسعينيات وبعد توقفه، استمر العمل مع بعض الأشخاص مثل بشار منافيخي، أكرم رزق، علي خلف ، وغيرهم، حيث أقمنا معارض توثيقية فريدة وجماعية، ولكن يبقى لدعم الدولة الأثر الأكبر في استمرارية حركة التوثيق وذلك للارتقاء بالعمل التوثيقي لمستوى الحضارة والتاريخ السوري، فنحن نعمل كمبادرات شخصية ومجانية، و نحن لدينا القدرة على إقامة معارض توثيقية متخصصة في الحياة السياسية والاجتماعية والعمرانية و الصحافة السورية ولكن من هو الداعم لهذه المعارض».


الأستاذ بشار منافيخي


من جانبه يقول الأستاذ بشار منافيخي: «شاركت في هذا المعرض بعدة مواضيع، حسب الترتيب الزمني حيث وثقنا شهداء 15 أب 1915، حتى شهداء 6 أيار 1916، كما وثقنا نضال المرأة السورية من ميسلون حتى الجلاء، كما توجد صوراً لأبطال معركة ميسلون عام 1924، كما وثقنا حادثة العدوان الفرنسي على البرلمان السوري بما يسمى حوادث 29 أيار عام 1945، عندما رفض الدرك السوري تحية العلم الفرنسي، كما توجد صورا لحادثة مهمة عندما حاصر أهل الشام فندق فيكتوريا الذي نزل به اللورد بلفور عام 1925، حيث مكث به 16 ساعة محاصر من أهلي دمشق لمنعه من التجوال في شوارع دمشق، كما وثقت بعض من أرشيفي الشخصي بكتاب تحت عنوان: «وطنيون منفيون إلى جزيرة أرواد في عهد الانتداب الفرنسي" وثقت فيه 110 شخصيات وطنية سورية وعربية زجهم الاحتلال الفرنسي في سجن أرواد، منهم بدوي الجبل، عبد الرحمن الشهبندر، حسن الحكيم، هاشم الأتاسي، سعد الله الجابري، الشيخ محمد الأشمر، الشاعر اللبناني مصطفى الغليني».

وبدوره يقول أكرم رزق: «منذ أكثر من ربع قرن ونحن نشارك في التوثيق القومي في القيادة القومية بنسيج مختلف من الخرائط والصور والمجلات والطوابع التي تدل على منعطفات وأحداث هامة في تاريخنا الوطني و القومي، وقد جاء هذا المعرض بمناسبة أعياد الجلاء والشهداء بالإضافة الى الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد».‏‏

وأضاف رزق: «التوثيق يدل على التواصل بين الأجيال فالتواصل لا يتم لمواد صناعية لاصقة بل عن طريق التوثيق والأرشفة التي يوجد فيها الحقيقة».


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من معرض ذاكرة وطن في صالة دار البعث بدمشق

من معرض ذاكرة وطن في صالة دار البعث بدمشق

من معرض ذاكرة وطن في صالة دار البعث بدمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

لجين حاطوم:

إلى الأستاذ مازن عياس بداية الشكر على هذه التغطية الموسعة والتي تناولت جانب كبيرا من المعرض الوثائقي، ولكن لماذا تم إغفال توقيع ديوان الشعر «تيم البنفسج» للأديبة أحلام غانم، إلا تعتبر أن عمل الأديبة وتوقيع كتابها في هذه الظروف هي مساهمة كبيرة في دعم الحركة الثقافية السورية

سورية