مدير الآثار والمتاحف: سورية موطن الإنسان منذ مليون عام

11 نيسان 2012

.

ركز الدكتور بسام جاموس المدير العام لمديرية الآثار والمتاحف في محاضرته بعنوان سورية مهد الحضارات ومبعث الاديان على مشروع وحدة تطوير المتاحف والمواقع الأثرية التي انطلقت بهدف ربط المجتمع المحلي بالتراث.

وأوضح في محاضرته التي القاها في ثقافي كفرسوسة أمس أن المشروع يتضمن إدارة المواقع الأثرية وتنمية الكوادر البشرية والتوثيق الإلكتروني للقطع والمدن الأثرية وقصص الحضارة السورية كقصة النار والكتابة وصناعة الفخار إضافة إلى مشروع تعديل قانون الآثار.

وقال جاموس ان سورية صنفت موءخرا كأغنى بقاع العالم من ناحية عدد المواقع الأثرية وأشهرها من ناحية المعطيات الأثرية مبينا ان الموقع الجغرافي الهام لسورية ساهم في استقرار الإنسان لاسيما على مواقع الأنهار الكبرى الكبير الشمالي والعاصي والفرات وحوض البادية التدمرية.

وأوضح جاموس ان المكتشفات واللقى الاثرية دلت على ان الإنسان سكن في سورية منذ مليون عام خلت حيث ساعد على استقراره توفر المناخ البيئي الطبيعي وكافة مستلزمات الحياة .

واستعرض جاموس المكتشفات الاثرية التي عثر عليها في سورية لاسيما العثور على أقدم الفوءوس الحجرية قي قرية ست مرخو الواقعة شمال مدينة اللاذقية على بعد 14 كم التي تعتبر من أقدم ما عثر عليه خارج القارة الإفريقية والعثور على أرضيتي سكن في موقعي اللطامنة و القرماشة على حوض العاصي.

كما تم العثور حسب ما أوضح جاموس على هيكلين عظميين لطفلين في موقع كهف الديدرية في وادي عفرين في ريف حلب لإنسان النياندرتال وتعود أهمية هذا الاكتشاف إلى ان أحد هذه الهياكل هو الأقدم والأكمل في العالم وأجاب على الكثير من التساؤلات ومصيره وعلاقته بالإنسان الحالي.

وبين جاموس أنه في مرحلة الألف الثامن قبل الميلاد دخلت منطقة بلاد الشام مرحلة التطورات الحضارية حيث حدثت الثورة الزراعية الأولى في العالم انطلاقاً من موقع المريبط في الفرات الأوسط وانتقل الإنسان من صياد لاقط إلى منتج مستهلك أي تحول إلى الزراعة والتدجين وهنا تشكلت القرى الأولى من المريبط والجرف الأحمر والعبر وجعدة المغارة وحالولة وبقرص وأبو هريرة وتل أسود ثم أوغاريت وبنيت المساكن الدائرية والمربعة وتم تصنيع رؤوس السهام وأدوات الطحن.

وكشف جاموس عن ان هذه المرحلة شهدت تصنيع لوحات حجرية فنية عليها رموز وإشارات رمزية تصويرية أكدت على بدايات لغة التعارف ومن أشهرها لوحة طائر النسر السوري ملك العقبان التي تعتبر أقدم وثيقة في العالم تؤكد أن هذا الطائر كان يعيش في سوريا إضافة إلى لوحة العد الأولى لمجموعة من الثيران وتعود إلى عشرة آلاف عام خلت.

وأضاف المدير العام لمديرية الآثار والمتاحف إلى ان المكتشافات الاثرية دلت كذلك على العثور على الكثير من أرضيات السكن الملونة إضافة إلى جماجم مقولبة وملونة في موقع تل أسود في غوطة دمشق تدل على ممارسة طقوس شعائرية واجتماعية ثم تطورت القرية إلى مدينة فتشكلت الممالك الأولى منها ماري وإيبلا وأوغاريت وقطنا وتل بيدر ومن خلال أرشيف ماري وإيبلا تعرفنا على التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمنطقتي بلاد الرافدين وبلاد الشام.

وبين جاموس ان مكتبتي إيبلا وماري تعتبران من أغنى المكتبات في العالم حيث بلغ عدد أرشيف ماري 17 ألف رقيم وأرشيف إيبلا 20 ألف رقيم عمقوا معارفنا بأسماء الملوك وعلاقاتهم الدبلوماسية والحركة التجارية وأسماء المناطق الجغرافية والمكانية.. إلخ.

وأشار المدير العام لمديرية العامة للاثار والمتاحف ان من أجمل الهدايا الحضارية التي جعلت من سوريا مهداً للحضارة هي الثورة الزراعية والأرشيفات الملكية الكتابية والأبجدية والمقطوعة الموسيقية والتعرفة الجمركية والعمارة المسيحية والإسلامية وخاصة دير سمعان ومار مارون وكنيسة حنانيا ودير الراهب بحيرا في بصرى وطريق بولس الرسول وجامع مبرق الناقة والجامع الأموي ومدينة هارون الرشيد والقلاع والمسارح إضافة إلى المدن الشهيرة ومنها تدمر أفاميا بصرى اللاذقية وغيرها من المواقع الهامة.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق