المؤتمر الآثاري الدولي بعنوان «ماري بين الشرق والغرب» يبدأ أعماله

19 تشرين الأول 2010

بمشاركة أكثر من أربعين باحثاً من سورية واسبانيا وألمانيا وفرنسا

افتتح صباح اليوم الإثنين 19 تشرين الأول في المتحف الوطني بدمشق المؤتمر الأثري الدولي بعنوان «ماري بين الشرق والغرب» بمشاركة أكثر من أربعين باحثاً من سورية واسبانيا وألمانيا وفرنسا وذلك بمناسبة مرور 75 عاماً على بدء عمليات التنقيب في موقع مملكة ماري شمال شرق سورية.

وذكرت وكالة الأنباء سانا أن جلسات والتي ستستمر ثلاثة أيام ستركز على عدة محاور منها العلاقات الحضارية بين ماري والممالك الداخلية والخارجية والأوضاع الجغرافية والسياسية في المملكة إضافة إلى المعتقدات والفنون والجهاز الإداري ودور المرأة السياسي والاقتصادي والاجتماعي فيها.

وقال الدكتور رياض عصمت -وزير الثقافة- حسب سانا: إن انعقاد هذا المؤتمر في دمشق أقدم مدينة مأهولة في التاريخ يأتي من أهمية التعريف بحضارة مملكة ماري مثمناً الجهود التي يبذلها الباحثون الآثاريون في هذا المجال ليس من أجل سورية فقط وإنما من أجل الحضارة الإنسانية والاستفادة من دروس الماضي من أجل المستقبل.

وأشار الدكتور بسام جاموس -المدير العام للآثار والمتاحف- إلى أهمية المحاور التي سيطرحها المؤتمر موضحاً أنه سيتم نشر الأعمال المقدمة للندوة في مجلد كبير بهدف وضعها بين أيدي الباحثين والمهتمين.

وقال جاموس إن عمليات التنقيب الأثري بدأت في مملكة ماري منذ ثلاثينيات القرن الماضي وما زالت مستمرة حتى يومنا مبيناً أن ماري قدمت أهم مكتبة في العالم حيث وصل أرشيفها الملكي إلى عشرين ألف رقيم مسماري تتضمن نصوصاً حول الاقتصاد والمجتمع والسياسية والكلمات المعجمية والتي ساهمت في زيادة معرفتنا بأهمية تاريخ بلاد الشام وبلاد الرافدين.

وأضاف المدير العام للآثار والمتاحف أن هذا المؤتمر مناسبة لافتتاح مركز الزوار في موقع ماري الذي من المقرر الانتهاء من العمل فيه نهاية الشهر الجاري.

بدوره أشار ديدي لاروك المستشار الأول في السفارة الفرنسية في كلمته إلى أهمية تاريخ مدينة ماري وأثره في تعميق الهوية الثقافية لسورية المعاصرة موضحاً أن حضارتي ماري وسورية ذات أثر إنساني مشترك لا يستطيع الإنسان المتحضر اليوم ان يحل مشاكل العصر إلا بالعودة إليه.

مارك غريزينز -مدير قسم الآثار في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى- تحدث عن مرور 75 عاماً على اكتشاف ماري ودورها في تعزيز التاريخ القديم في سورية وأهميته لتاريخ الحضارة العالمية.

وأشار إلى التعاون الوطيد والموثق بين المنقبين الفرنسيين والسوريين في المديرية العامة للآثار والمتاحف بهدف تعزيز أواصر العلاقات الإنسانية والثقافية بين البلدين مضيفاً أن أعمال التنقيب في ذلك الموقع مازالت مستمرة نتيجة التعاون مع المديرية والتي تظهر مدى اهتمام المؤسسات الثقافية ومشاركتها في هذا العمل العلمي المهم لحضارة العالم كله.

وتوقف جان كلود مارغرون -مدير الدراسات في المعهد العالي التطبيقي للدراسات العليا في باريس- في مداخلته التي جاءت تحت عنوان بين الشرق والغرب عند اهتمام علماء الاثار بموقع مملكة ماري بين عالم ما بين النهرين وعالم سورية موضحاً أن ماري تظهر في الألفية الثالثة وبداية الألفية الثانية كعاصمة لشمال بلاد ما بين النهرين.

وتطرق مارغرون إلى الدراسات الجديدة لمسائل التسلسل التاريخي ذات الصلة بقصور المدينة وأهم المكتشفات الأثرية فيها مشيراً إلى أن هناك مسألتين مهمتين تتطلبان دراسة معمقة في موضوع التسلسل الزمني والوظيفي للقصور الموجودة في مملكة ماري إضافة إلى دراسته مشكلات طبقات المدينة في المملكة.

وخلص الباحث إلى أن المستوى العمراني للمملكة ماري واحد وثبت لمدة أربعة قرون إضافة إلى أنه لا توجد أي دراسة طبقاتية حقيقية ولا أي تطور محتمل للخزف .

بدوره أشار الباحث خوان لويس مونتيروفينيلوس من جامعة كورونيي في مداخلته بعنوان ثغر الخانوقة.. الحدود السياسية والإقليمية في الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد إلى ان أعمال الاستكشاف والسبر التي قام بها الفريق السوري الاسباني أسفرت عن أن منطقة هانوكا كانت مأهولة منذ العصر البرونزي وكان جزء من هذه المواقع مأهولاً في أطوار مختلفة لمدينة ماري كما هو الحال في تل قبر أبو العتيق الذي يشكل جزءاً من مشروع جديد لدراسة كيفية ارتباط مملكة ماري بالعصر البرونزي القديم وخصوصا في حدودها الشمالية إضافة إلى دراسة الحضور الأشوري الوسيط في الفرات الأوسط .

من جانبه استعرض الباحث بياتريس مولر من المركز الوطني للبحوث العلمية في جامعة فيرساي في مداخلته بعنوان مدينة ماري الأولى ميزات الفترة الحضارية الأولى من تاريخ مملكة ماري والشكل الإنشائي للمدينة إضافة إلى الجانب المعماري والنشاط الحرفي الكثيف الذي عرف من خلال وجود أفران الخزف والتجهيزات المتعلقة بأعمال الطين وغيرها .

وينظم المؤتمر المديرية العامة للاثار والمتاحف في سورية والمعهد الفرنسي للشرق الادنى وبعثة ماري الأثرية إضافة إلى وزارة الشؤون الخارجية والأوروبية الفرنسية وجامعات فيرساي وجنيف وستراسبورغ.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق