ندوة كاتب وموقف تلقي الضوء على تجربة ناظم مهنا القصصية في ثقافي أبو رمانة

28 آذار 2012

أقيمت في المركز الثقافي العربي - أبو رمانة، محاضرة ضمن سلسلة ندوة كاتب وموقف، بعنوان «الكاتب ناظم مهنا في تجربته القصصية»، وذلك يوم الثلاثاء 27 آذار 2012، قدمها الإعلامي عبد الرحمن الحلبي، بمشاركة الكاتب ناظم مهنا، والقارئ الناقد الدكتور إسماعيل مروة، وقد حضرها عدد من الكتاب والمفكرين والأدباء، وعدد من الإعلاميين والصحفيين ورواد المركز الثقافي.

ويحدثنا الكاتب ناظم مهنا عن مشاركته وتجربته القصصية قائلاً: «لقد بدأت تجربتي القصصية في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، وهي عبارة عن أربع مجموعات قصصية مطبوعة: حراس العالم، الأرض القديمة، مملكة التلال، و منازل صفراء ضاحكة، وهناك أربع مجموعات لم تطبع بعد، وتنبع كتابتي للقصة من رغبتي في اكتشاف الوقائع التاريخية القديمة، من خلال الأسماء الكبيرة للأماكن والشخصيات، بصياغة جديدة تعطي المتلقي معرفة موسعة وشاملة عن الأحداث التي أوردها في هذه القصة، وأهم المواضيع التي أتناولها هي مواضيع بسيطة ذهنية ومنها مثيولوجية تتناول الأساطير وبعضاً من القصص الواقعية».

ويضيف الكاتب: «إن القصة التي أكتبها تحاكي شخصيتي وهي هوية لي، وكانت بداياتي في كتابة الشعر، ولكني أعتبر القصة فناً تعبيرياً أتمسك به، ولم أتطرق إلى كتابة الروايات أو القصص المسرحية، كما أعتبر مثل هذه الندوات النقدية مهمة للكاتب تكشف له ثغرات مهمة يجب أن يتجنبها، وأشكر الأستاذ عبد الرحمن الحلبي على هذه الدعوة الكريمة في هذا البرنامج القديم كاتب وموقف».


جانب من الجمهور في ندوة كاتب وموقف

وبدوره يحدثنا الإعلامي عبد الرحمن الحلبي عن هذه الندوة قائلاً: «حسب تواريخ قصصه الأربعة، يتبين أن الكاتب ناظم مهنا انطلق في هذا الفن الصعب منذ ثمانينيات القرن العشرين، وعندما أصف هذا الفن بالصعوبة فلأنه محددٌ حكماً في زمنٍ معين وأن لغته لا تقبل الزوائد الكلامية، وقد سجل أحد النقاد الكبار رأيه في هذا الفن منذ ستينيات القرن الماضي بقوله أن القصة القصيرة من أصعب الفنون الأدبية على الإطلاق، وفي تجربة الكاتب مهنا يبدو عشقه للقصة القصيرة متمثلاً في ذكره لبعض الأسماء في قصصه مثل فريد الدين العطار، ابن عربي، عبد الغني النابلسي، القفطي وغيرهم، فهو لا يذكرها تعالياً وإنما يذكرها عن علم ومعرفة بما قدمت هذه الأسماء من عطاءات كثيرة».

ويتابع الحلبي: «إن أعماله تتبلور في معظمها حول حالةً لا حول حادثة والحالة تستدعي إليها الحوار والتحليل، بينما الحادثة فيها التاريخ، وعلم الجمال أولى بها من القصة. إن هذه الأعمال يصعب عرضها بشكل موسع مثل ما يصعب اختزالها، فهي كتبت لتقرأ وهنا يقوم القارئ بتحويلها من الرؤية البصرية إلى الحالة القلبية، وبهذا يستطيع المتلقي التواصل مع هذا الكاتب الجريء في أعماله».

بدوره يحدثنا الناقد الدكتور إسماعيل مروة عن رأيه في هذه القصص قائلاً: «لقد قرأت للكاتب ناظم مهنا بعضاً من أعماله في جريدة تشرين، ولبعض من المجموعات، فتوقفت عند مجموعة الأرض القديمة لأنها تربط الأرض بالعهد القديم، وببدء التكوين، وبحثت في قضية الإنسان، وقد وجدت أن هذه المساحات قد غلفت من قبل الكاتب بكلمة الأساطير، وفي نهاية هذه المجموعة وجدت ملحقاً من الشهادات أتمنى من الكاتب عدم وضعها لأن النص هو الشاهد الوحيد على إبداع الكاتب».

ويضيف أن النقد الإبداعي يجب أن يتركز على نص قدير وإبداعي وكل نقد يكتفي بالتشويه فهذا ليس بنقد، وأهم النقاد قاموا بذلك ومنهم محمد مندور، وطه حسين. وأضاف الناقد أن هذه المجموعة قد امتازت بالتفجر اللغوي لدى الكاتب بشكل جميل ومعبر، فقد استطاع الكاتب أن يوظف معرفته اللغوية ليرسل دلالة رمزية توصل إلى أمرين، سلامة الكاتب في زمن الكتابة، والأمر الثاني إبعاد النص عن الثرثرة الحكائية يحث لا نستطيع أن نحذف كلمة واحدة منه.


مناقشة قصص الكاتب ناظم مهنا في ندوة كاتب وموقف

وبدوره يحدثنا الكاتب ناظم مهنا عن دور اللغة حاملة الفكر والفلسفة، ويرى أنه من خلال القص يجب على الكاتب أن يحول هذه الفكرة إلى حدث قصصي يتم سرده بشكل ممتع ويصل إلى القارئ بشكل مبسط، وذكر المكان بحيث يكون أقرب إلى الواقع ويعطي نظرة شاملة وقريبة من القارئ لهذه الأحداث.

وعلق الأستاذ مهنا على سؤال من الأستاذ عبد الرحمن الحلبي حول مجموعة «منازل صفراء ضاحكة» قائلاً: «إن مجموعة منازل صفراء ضاحكة قد اشتملت على مجموعة من القصص المختلفة الأنماط، وقد اعتمدت هذا العنوان ليشير إلى هذا التنوع، أما قصة دع الأسرار يايحيى فقد سمعتها من صديق لي وحولتها إلى حدث قصصي في مخيلتي يعبر عن صراع بين منظومتين فكريتين، هما ما يسمى بالعالمين الظاهر والباطن، دون الانحياز إلى أحد منهما إذ بإمكانهما أن تتعايشا لأنهما بحاجة إلى بعضهما البعض».

وأنهى الناقد الدكتور إسماعيل مداخلاته بالقول: «إن العامل المشترك بين الأحياء والأموات والذي تم تشبيهه بمنظومتين كما يقول الكاتب، قد ظهر بامتياز في مجموعته، ولكن بتعابير مختصرة تفيد المعنى دون حوار طويل، وامتازت اللغة عند الكاتب في كثير من الأحيان بالكثافة والتركيز، فكانت لغة الحوار المطولة نادرة نوعاً ما».

واختتم الأستاذ عبد الرحمن الحلبي الندوة بشكر الكاتب ناظم مهنا على هذه المجموعات القصصية، وشكر الدكتور إسماعيل مروة على قرائته لبعض من المجموعات القصصية، ونقده لها من خلال الإيضاحات اللغوية وتبيينه لإبداع الكاتب في وصفه للوقائع القديمة التي تبدو وكأنها تضع القارئ في أحداثها وأوقاتها.


عبد القادر شبيب - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق