جمر أشعل الرماد، جديد إسماعيل مروة

24 02

شخصيات سورية حولت رماد الوطن إلى جمرات

وقع الكاتب والأديب السوري إسماعيل مروة مساء الاثنين 23 شباط 2009 كتابه الجديد «جمر أشعل الرماد»، وذلك في حفل أقامته «دار الجندي للطباعة والنشر والتوزيع» في فندق برج الفردوس في دمشق.
وحضر حفل التوقيع عدد كبير من الشخصيات في مقدمتهم مفتي الجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون والشاعر السوري الكبير سليمان العيسى، ومعاون وزير الثقافة السوري الدكتور علي القيم، والأستاذ وضاح عبد ربه رئيس تحرير جريدة الوطن السورية. كما حضر الحفل عدد من الكتاب والأدباء السوريين وممثلون عن الفعاليات الثقافية والاجتماعية في البلد ولفيف من وسائل الإعلام المحلية إلى جانب عدد من الفنانين السوريين مثل زهير عبد الكريم ووفيق الزعيم وغيرهم.

وفي كلمة له قال الدكتور حسون : «حين يتحدث إنسان عن إنسان آخر، فإما أن يدخل عواطفه وآراءه وفكره السياسي في هذا الأمر فيمدح أو يقدح، أو أن يكون حيادياً فيكتب ما سمع وما رأى بحيادية». وأضاف : «في مجتمعنا العربي اليوم ليس عندنا الجرأة أن نقول للآخر كيف يجب أن يكون، ونحن اليوم بحاجة لأن نكتب عن بعضنا وليس على بعضنا، وأن نكتب كيف نريد أن نكون نحن في مجتمعنا وليس كيف يحطم بعضنا بعضاً، وليس كيف نهدم قمننا فيما نعملق أقزاماً، فمشكلة مجتمعاتنا العربية اليوم أنها تكتب من خلال الهوى لا من خلال الحقيقة، وإسماعيل مروة اليوم استطاع أن يكتب شيئاً وأشياء من الحقائق التي أراد أن يقدمها للمجتمع العربي في سورية».
الشاعر السوري سليمان العيسى
من جانبه قال الشاعر سليمان العيسى: «منذ أكثر من أربعين عاماً وأنا أكتب للطفولة والأطفال، وجعلتهم همي الأول، ولم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن يتحول توقيعي الذي أخطه في نهاية كل قصيدة إلى جزء من هذه القصيدة. فشكراً لأطفالنا وشكراً لأهلهم، فهي أجمل الهدايا التي أتلقاها كل يوم».
من جانبه أيضاً، أكد الدكتور علي القيم في كلمته أن الحب هو الذي يجمع الناس، وعبر الآلاف من السنين كانت سورية ولا تزال ملتقى الحضارات والشعوب وبلد المحبة والتسامح والإخاء والتعاون مع الآخر.
وفي هذه المناسبة قال الأستاذ وضاح عبد ربه رئيس تحرير جريدة الوطن: «عرفنا عن الأديب إسماعيل مروة حماسته الدائمة للكتابة، ومن يزوره سيدهش حتماً بحجم وعدد الكتب المكدسة عنده والمصنفة من أصغرها إلى الأمهات من هذه الكتب».
وأكد عبد ربه أن الحضور إلى جانب الكتاب والأدباء في مثل هذه المناسبات هو بمثابة التشجيع لهم على الاستمرار في العطاء والكتابة اليومية.

وحول ما يمثل كتاب «جمر أشعل الرماد» بالنسبة له، قال الأستاذ إسماعيل مروة في تصريح لـ «اكتشف سورية» : «كتاب "جمر أشعل الرماد" يمثل لي شيئاً مختلفاً بين كتبي التي نشرتها من قبل، والقضية ليست قضية كمية، لكن هذا الكتاب يحمل رقم عشرين بين مؤلفاتي التي تنوعت بين التحقيق والتراث والقصة والرواية والنقد. وإن كانت النسبة الغالبة منها في ميدان القصة والرواية، لكنني لم أستطع أن أتخلص من فضول القراءة النقدية، قد لا أكون ناقداً بالمعنى الحرفي للكلمة، ولا أنتسب إلى مدرسة ألسنية أو بنيوية أو غير ذلك، لكنني أنتمي إلى المدرسة النقدية العربية القديمة القائمة على التذوق، وأغلب دراساتي النقدية تندرج تحت عنوان التذوق للنص الأدبي، بل إن أحد كتبي النقدية الغالية على نفسي يحمل عنوان متعة التذوق».
وعن اختياره للعنوان (جمر أشعل الرماد) قال مروة: «العنوان يأتي آخِراً بعد إعداد الكتاب، وأنا بعد أن أنجزت هذه الدراسات بحثت عن عنوان جامع لها، فلم أستطع الثبات على عنوان تقليدي، والعنوان الوحيد الجامع هو سورية، ولكن سبقني إليه الأستاذ الإعلامي نبيل صالح في دراسات أوسع ولشرائح متعددة، وبعد تفكير طويل وجدت أن الشخصيات التي أردت الحديث عنها سواء كانت حية أم انتقلت إلى العالم الآخر هي شخصيات تركت أثرها في سورية، ولا يزال أثرها مستمراً، كما أن هذه الشخصيات تركت أثرها فيّ تحديداً، إن كان من خلال القراءة التراكمية أو المعايشة. ومن هنا جاءت فكرة العنوان، فهذه الشخصيات جمرات أيقظت فيّ أشياء من التذوق والمعرفة لم تكن لولاها، وحولت رمادي ومعارفي المتواضعة إلى جمر بفضلها».
وأضاف: «إن أردنا أن نتوسع في الأمر أكثر فنقول إنها حولت رماد الوطن إلى جمرات فلا بأس، لأن أي واحد منا هو جزء من الوطن والاشتعال قد ينطلق من جزء صغير ليغطي مساحة الوطن الكبيرة».
وعن دلالة أخرى لهذا العنوان يقول مروة: «بلى هناك دلالة محزنة للعنوان، وهي أن هؤلاء الأعلام أشعلوا الحياة الثقافية في سورية ولا يزالون، ومع ذلك تحولوا بنظر الكثيرين إلى ذكريات في زاوية النسيان المهملة، وهذا بحد ذاته مؤلم. فهل رأيت الجمر بعد الإضاءة والدفء يتحول إلى رماد. أردت من هذا الكتاب على تواضع تجربتي أن أعيد هؤلاء إلى مسرح الحياة. وأنا لا أستطيع أن أفعل شيئاً حيال عبقرياتهم، لكنني أتقدم منهم تلميذاً وقارئاً ومعترفاً بالفضل، وهذا الأمر يحتاج كما تعلم إلى الكثير من الغيرية والابتعاد عن الأنانية».
وعن سبب اختيار شخصيات كتابه من السوريين فقط قال مروة : «هذا أمر مدروس ولم يأت مصادفة، فأغلب الأدباء العرب أشبعوا دراسة وتحليلاً، إذ لا تجد كتاباً عن الشعر في مصر إلا ويذكر حافظ إبراهيم، فأين هي دراساتنا عن محمد البزم مثلاً؟ ولا تجد كتاباً عن القصة في مصر يهمل يوسف إدريس، فأين سعيد حورانية وزكريا تامر وألفة الإدلبي؟ نحن نمارس قهراً غير عادي على مبدعينا حتى بعد وفاتهم، ولست أدري السبب الذي يجعل مثقفنا قادراً على تقزيم الآخرين إن كانوا معاصرين أم انتقلوا إلى رحمة الله».


اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق