ندوة كاتب وموقف مع الشاعر سليمان السلمان في ثقافي أبو رمانة

30 نيسان 2011

أقيمت في المركز الثقافي العربي أبو رمانة، محاضرة بعنوان ندوة كاتب وموقف مع الشاعر سليمان السلمان وشعره، وذلك يوم الثلاثاء 26 نيسان 2011، قدمها الإعلامي السيد عبد الرحمن الحلبي، بمشاركة الناقدة الدكتورة منيرة فاعور، والأديب باسم عبدو وقد حضرها عدد من المفكرين والأدباء، لأن للشعر أهمية كبيرة وهو لغة تواصل وحوار في المجتمع وقد يكون له وقعاً على الآذان من حيث الصفة التي يتمتع بها و إن كان شعراً غزلياً أو ثورياً.

وبداية الكلام مع الشاعر سليمان السلمان، محدثاً عن نفسه وعن شعره قائلاً: «لست أمرىء القيس القادم من الفلوات ولا عنترة المتقدم في أول الصفوف ولا النابغة المسافر بين القبائل، أنا سليمان السلمان ثمرة نضجت في اللجات، أتيت عالم دمشق البهيج، فنقلت من مواسم الجوع، نحو مواسم الحرية، أنا شاعر امتص حرفي من دمي وعلى فمي جمر ونار، أنا شاعر أقحمت صدري في اللظى ورسمت في حرفي النهار. هذا أنا في أشاراتي بعد رحيل أهلي من فلسطين عام 1948، وموت والدي وأنا في سن الرابعة عشر من عمري، والفقر الذي نعاني منه ولذلك قبلت، فأقول: أشرب الدنيا بكأسي، ثم أوديعها بنفسي، ثم أسقي الشعر كأساً عطرت حرفاً برأسي، ثم أنسى أنني حيٌ، مثل باقي الكأس منسي.
و هذه الدنيا بكل ما كتبتها حياةُ نضالً وسعياً ومواقف، سجلت فيها من أنا وما هو الشعر عندي، فكلماتي هي ليث مجروح شفق أحمر وخط أبيض في الأفق يلوح.
و يختتم الشاعر سليمان حديثه عن نفسه وعن حياته بقصيدة، يصف فيها حوار بين الأم وطفل الحجارة، قائلاً:
لي في شفاه جراحك الظمأ العنيدة قبلتان، وعلى جبينك وردتان، ومازلت أحمل منهما ياجنتي ظلم الزمان، والعمر يا عمري سراج العشق ذوب المقلتين، لاتسأليني بعدما دارت يميني دورتين، وتطاير الشرار المعبئ في دمي الأحجار فوق الخوذة الحمقاء يرسم نجمتين، لا تسأليني حجر كبرق الغمز هذا نيزك من عسجداً أم من لجين».


من أجواء ندوة كاتب وموقف مع الشاعر سليمان السلمان

وبدوره يحدثنا الأديب باسم عبدو قارئاً، لبعض من دواوين الشاعر سليمان وهو يوصف شعره من حيث الجمالية، قائلاً: «إن ديوان حنان خزامة، وهو ثالث ديوان صدر عام 2004، وهو ديوان غزل يتألف من 30 قصيدة، منها ثمانية عاموديه والباقي على وزن التفعيلة، وأما ديوان الذاكرة والأنسجة، يوصف على أمرين الذاكرة وهي النبع الذي لا ينضب وهي سجل التاريخ والإنسان والمجتمع، وأما الأنسجة فهي الحصار والقمع من قبل العدو والأنظمة الدكتاتورية، وفي قصيدة عن الزمان يقول: دمي بلون الزمن، ووجهي يرث الأرصفة، وفمي قلب يتكسر، والزمن في هذا الديوان يعبر عن وجود الإنسان، وهو غير منفصل عن المكان ولم يأتي من فراغ».

ويضيف إن هذا الديوان، يوجد به قصائد أكثر تفاعلية وناضجة في الكلمة والموسيقى والصورة، وهنا يعمل الشاعر على الصورة الانعكاسية، كما في قصيدة مغلقة أبواب الخلق فلا تنتظريني، يتقبل في هذه الصورة الزمان، وهدم الحاضر المتكئ على ماض مضطرب في مواجهة الصباح الجميل، وعبر الشاعر على هذه الرؤية بقوله: ليل ايديا يتهاوى فوقي، فهنا نجد أن القصائد التي زينت هذا الديوان اعتمدت على الحلم واللغة وعن الحياة التي عاشها الشاعر وحبه لفلسطين ولبرتقال يافا وجمال دمشق.

وبدورها تحدثنا الناقدة الدكتورة منيرة فاعور، عن دواوين الشاعر، وعن حياته قائلةً: «أول الكلام البلاغة، ومعناه هنا هي الفصاحة في الكلام، واحترام المقام، وليست هي الإيجاز ولا الإطناب وليست الفصل والوصل، لقد كان شاعرنا مختلف في رؤى الحياة، ورؤى الشعر، وفي الانتساب الوطني فهو مولود في يافا ومن طبقة فقيرة، وان شعره طبقي وجداني مقاوم، لا يرضى الذلة وقد أبدع في الغزل أيضاً».


من أجواء ندوة كاتب وموقف مع الشاعر سليمان السلمان

وتضيف أنه نال شهادة التعليم وأصبح معلما بالوكالة في دمشق وريفها، تأخر في نشر دواوينه لفقره ولأنه فلاح، لا يعرف كيف ُيسوق نفسه في عالم المدينة، حتى تعرف على الشاعر ميخائيل عيد وتلازما حتى نهاية الآخر.

نشر أول ديوان له جزر النار عام 1977، والثاني أعلم أني احترق في عام 1979، وقد ارتقى منصة جميع المراكز الثقافية خطيباً وشاعراً، وبعد ذلك في سورية كلها، تابع نشر دواوينه، وبعد تأخر وتقصير لمدة 13 سنة، نشر ثمانية دواوين، والتاسع قيد الطباعة، وبانورما الشعر لديه كأنها وردة القلب يفتحها قلبه على الوجوه، والشعر جنون أبداع، أو أبداع جنون.


عبد القادر شبيب - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أجواء ندوة كاتب وموقف مع الشاعر سليمان السلمان

من أجواء ندوة كاتب وموقف مع الشاعر سليمان السلمان

من أجواء ندوة كاتب وموقف مع الشاعر سليمان السلمان

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق