غزوان الزركلي يعزف للعمالقة في دار الأسد للثقافة والفنون

20 آذار 2012

.

اختار عازف البيانو السوري الشهير د.غزوان الزركلي لحفلته التي أحياها أمس الإثنين 19 آذار 2012 على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون (أوبرا دمشق) مجموعة متنوعة من الأعمال الموسيقية لعمالقة الموسيقى الكلاسيكيين، حيث بدأ بمقطوعتين (سوناتا) للمؤلف دومينيكو سكارلاتي، الأولى من مقام سي مينور (حركة متهادية) والثانية من مقام سي مينور (حركة معتدلة السرعة). وتعد «550 سوناتا» التي كتبها سكارلاتي في إسبانيا ذات الحركة الواحدة من التمرينات الهامة بالإضافة إلى كونها مؤلفات مبتكرة تتوهج إلهاماً، كذلك كتب أربع عشرة أوبرا وسبع عشرة سيمفونية واثنا عشر كونشيرتو غروسو، قداسات، ستابات ماتر، كانتاتات.

كما عزف الزركلي لجوزيف هايدن سوناتا مقام دو ماجور مصنف هوبكن رقم50 من ثلاث حركات (سريعة، بطيئة، بالغة السرعة). بعدما تولى هايدن المهام الموسيقية في قصر الأمير استر هازي كتب معظم أعماله وهو في خدمة الأمير وتشمل أعماله ما يفوق المئة من سيمفونيات وكونشرتوات متنوعة وافتتاحيات وأغان.


غزوان الزركلي في دار الأسد للثقافة والفنون

ومن ثم انتقل الزركلي إلى لودفيغ فان بيتهوفن ليعزف له سوناتا «ضوء القمر» مقام دو دييز مينور مصنف 2/27 من ثلاث حركات أيضاً (بطيئة ممتدة، مائلة للسرعة، سريعة جداً وانفعالية)، و«ضوء القمر» هو الاسم الشائع لهذه السوناتا ويعود ابتكاره إلى الشاعر هنريش هايني الذي كتب يقول إن الحركة الأولى من هذه السوناتا ذكرته بضوء القمر على صفحة بحيرة لوتسيرين.

ليؤدي الزركلي بعدها عملاً بعنوان «وجد» للمؤلف الموسيقي الروسي سيرغيي رخمانينوف وهو مقتبس من عمل للمؤلف النمساوي فريتس كرايسلر من مقام لا مينور. كان رخمانينوف واحداً من أهم عازفي البيانو في عصره، وقد برع في الكتابة لهذه الآلة ووضع لها روائع الأعمال، ويعد آخر مؤلفي القرن التاسع عشر الأساتذة في فن التلوين الذين تميزوا بموهبة خلق الألحان الطويلة الرحبة المشربة بسوداوية مستسلمة.

والعمل التالي لم يكن بعيداً عن رخمانينوف حيث عزف الزركلي للمؤلف الروسي أيضاً بيوتر تشايكوفسكي وعمله «الفالس العاطفي» مقام فا مينور مصنف 6/51، وألف تشايكوفسكي أعمالاً كثيرة متنوعة وبجميع الصيغ الموسيقية بأسلوبه المتميز، إذ سرعان ما طوّر أسلوبه الخاص في التأليف، ووضع نفسه بعيداً عن جماعة الخمسة الكبار وتوجههم القومي، مع حفاظه على الصداقة القوية التي تربطه ببعضهم، ولكن هذا لا يعني أنه لم يضع موسيقى روسية صميمة. إن الحساسية والانفعالية والمزاج المتقلب والسوداوية كما عبر عنها في موسيقاه هي روسية صرفة، كما ابتكر ألحاناً روسية الطابع.

وبقي برنامج الحفل ضمن الموسيقى الروسية حيث استمعنا إلى عمل للمؤلف نيكولاي ميتنر، سوناتا بعنوان «ذكرى» من حركة واحدة مقام لا مينور، وصاحب العمل كان قد غادر روسيا عام 1920 وعاش في ألمانيا وفرنسا، قام بجولة واسعة في أنحاء أوربا بصفته عازف بيانو ووضع ميتنر الكثير من الأعمال لآلة البيانو التي تضمن كونشرتوات وسوناتات ومقطوعات متنوعة.

غزوان الزركلي في دار الأسد للثقافة والفنون

من خلال هذه الجولة الصعبة التي قام بها العازف والموسيقي د.غزوان الزركلي بين أعمال موسيقية متنوعة لم ينسَ المؤلف الصعب فريدريك شوبان بعمله «بولونيز» مقام لا بيمول ماجور مصنف 53، وهذا العمل رقصة بولونية معتدلة السرعة وفي ميزان 3/4 ظهرت هذه الرقصة في القرن السادس عشر وهناك العديد من المؤلفين الذين وضعوا البولونيزات أمثال باخ وهاندل، وموتزارت.

ولم يخلُ الحفل من النكهة الموسيقية السورية حيث عزف الزركلي عملاً من تأليفه بعنوان «فالس من سورية» مقام دو مينور.

ويقول د. غزوان الزركلي عن مسيرته في التأليف وعن هذا العمل: «بدأت بالتأليف عام 1976 بشكل مواز لمهنتي الأساسية وهي العزف على البيانو وتدريسه، وقد سجّل جزءاً من أعمالي دار الأوبرا السورية، التي تضمنت بمجملها أعمالاً غنائية بالدرجة الأولى، وموسيقى تصويرية (سينما، مسرح، تلفزيون)».

وتابع أيضاً: «أما الفالس الذي نحن بصدده فهو يشدّ الانتباه بغنائيته وعنفوانه، وبالتجديد الشكلي لهذه الصيغة العربية البحتة فيما يخص المقدمة (موال) وفيما يخص الثنائية المقامية المتصاعدة (انتقال القرار من دو مينور إلى فا مينور)».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

غزوان الزركلي في دار الأسد للثقافة والفنون

غزوان الزركلي في دار الأسد للثقافة والفنون

غزوان الزركلي في دار الأسد للثقافة والفنون

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق