محاضرة عن الشاعر خليل مردم بك مؤلف النشيد العربي السوري في ثقافي أبو رمانة

25 شباط 2012

ضمن سلسلة أعلام خالدون

أقيمت في المركز الثقافي العربي أبو رمانة ضمن سلسلة أعلام خالدون، محاضرة بعنوان: «الشاعر خليل مردم بك مؤلف النشيد العربي السوري»، وذلك يوم الثلاثاء21 شباط 2012، وقدمها الباحث عيسى فتوح بحضور عدد من المثقفين والأدباء، والصحفيين ومن رواد المركز الثقافي.

ويحدثنا الباحث عيسى فتوح عن الشاعر الكبير خليل مردم بك من خلال عرضٍ لمشوار حياته وإنجازاته قائلاً: «إنه منذ طفولته إلى أن أصبح شاعراً وناثراً خالداً في ذاكرة كل من عرفه، أنه كان معجباً بفصاحة الأعراب وكلامهم لما فيه من الجمال والأصالة، فقد أستطاع أن يتفرغ للأدب وأن يشبع نفسه من قراءة الأدب العربي القديم شعراً ونثراً، وكان العلم والثقافة والدراسة الذاتية ملازمانه طوال سنين حياته، وإيثاره للعزلة أثر في تهيئة أسباب هذا التثقيف حيث لم يتأثر بأي ثقافة أو فكر أجنبي، وكان بحكم محافظته لا يحب الأجانب ولا يعجب بثقافتهم أو لغاتهم أو آدابهم وهو مثال واضح للأديب العربي المحافظ التقليدي».

ويؤكد الباحث فتوح أنا الشاعر خليل كان متتبعاً ومعجباً بشعر البحتري الذي كان في نظره مقياسا للجودة، إضافة إلى أنه كان زعيم الطريقة الشامية التي تقوم على الوصف أولاً ولأن أسلوبه يقوم على العناية بالموسيقى وإحكام الصنعة والاهتمام باللفظ دون الغوص بالمعاني المبتكرة والأفكار المخترعة، وأنه لا يوجد شاعر وصف غوطة دمشق كما وصفها الشاعر خليل، حيث صور رياض الغوطة وجداولها وأزهارها والطيور والياسمين الدمشقي تصويراً دقيقاً مفعماً بأحاسيس النفس والاشتياق، ويحن إليها حنين العاشق إلى معشوقته من خلال الوصف الجميل لهذه البيئة والطبيعة الخلابة.

ويضيف الباحث فتوح إن اهتمام الشاعر خليل بوصف الطبيعة لم يكن أكثر أهمية من النواحي القومية والإنسانية في شعره، حيث كان يرى أن على الشاعر مسؤولية إنهاض قومه وإيقاظ شعبه من غفلته، إضافة إلى أنه رثى شهداء العروبة وتغنى بالاستقلال ودعا إلى الثورة على الاستعمار وتقديس الوحدة العربية الكبرى، وكان جامعاً في شعره الحماسي كل هذه الأغراض، ولا يقل شعره الاجتماعي أهمية عن شعره الوطني والقومي فقد دعا إلى إصلاح الفساد الاجتماعي، وذم من يتمسك بالقشور من رجال الدين وانتقد العادات الفاسدة، ونادى بالأخذ بما جاء في الحضارة الغربية من قيم صالحة، وعطف على الأطفال الجائعين كما في قصيدته اليتم الجائع، ولم يكن له شعر هزلي إلا قصيدة واحدة نظمها على طريقة ابن الرومي في الإضحاك وتبيين المفارقات والعيوب.

ويتابع الباحث فتوح أنه على الرغم من انصراف الشاعر خليل إلى الأعمال الإدارية والدبلوماسية في وزارتي المعارف والخارجية، فإنه ترك ثلاثة وعشرين كتاباً لم يعرف منها في حياته إلا كتاب شعراء الشام في القرن الثالث الهجري، أما الكتب الأخرى فقد بقيت مخطوطة.

ويختتم الباحث أن السبب و الدافع للشاعر خليل إلى تلك الدراسة الشاقة عن شعراء الشام يعود إلى عاطفته الشامية المتأصلة في نفسه، حيث اغرم بالشام وتاريخها وبتراحم أهلها فكأن الشام عنده قصيدة مختارة من عيون الشعر، ودمشق فيها بيت القصيد، وكل ذلك بأسلوب عربي مشرق تجلت فيه قوة الصياغة ورصانة الكلمات والنسيج المتين الذي يفيض بالعاطفة المفعمة بالحب والحنان إلى دمشق .

وبهذا نجد من خلال حديث الباحث ونقله لهذه السيرة العطرة لهذا الشاعر الكبير وحبه لدمشق فقد أستطاع أن يأخذ الحضور إلى زمن هذا الشاعر الذي كان يعبر عن العروبة وعن أهمية العرب ولغتهم في بناء أوطانهم وفي مدح بلادهم من خلال الشعر العربي القديم.


عبد القادر شبيب - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق