محاضرة عن الأديبة الراحلة إلفة الإدلبي في ثقافي أبو رمانة

12 شباط 2011

أقيمت في المركز الثقافي العربي أبو رمانة، ندوة أدبية بعنوان رائدة من
هذا الوطن تجاوزت إبداعاتها حدود الوطن، وذلك يوم الاثنين 7 شباط 2011، تناولت الندوة الأديبة الراحلة إلفة الإدلبي، وشارك فيها كلاً من الأستاذ عيسى فتوح، والسيدة عزيزة السبيني، وتندرج هذه الندوة تحت الكثير من الندوات التي يقيمها المركز، ويتحدث فيها عن أديبات مبدعات تركن أثراًكبيراً في المجتمع.

لا يمكن لنا أن نذكر دمشق وروائح الياسمين وصفحات مشرقة من تاريخنا النضالي والوطني، من دون أن نذكر أديبتنا الراحلة ألفت الادلبي، التي صورت حياة ذلك المجتمع الدمشقي، بكل تجلياته وبأسلوب من الواقعية والرومانسية، فهي محاضرة من الطراز الكبير، وكانت من القلائل من النساء والأديبات اللواتي حملن مشعل التنوير في المجتمع الدمشقي.

ويحدثنا الأستاذ عيسى فتوح: «لقد التقيت بالأديبة الراحلة إلفة الإدلبي، وحدثتني عن حياتها، لقد ولدت ألفت الادلبي في حي الصالحية، في تشرين الثاني من عام 1912، من أبوين دمشقيين، هما أبو الخير عمر باشا الادلبي ونجيبة داغستاني، التي يرجع أصلها إلى داغستان، وكان شقيق أمها الدكتور كاظم الداغستاني من أشهر الكُتاب.
و بعد أن نالت شهادة الابتدائي من مدرسة العفيف، انتسبت إلى دار المعلمات، وكان من أساتذتها الأستاذ أديب التقي البغدادي، والأستاذ علي السراج وغيرهم.

كان من هواياتها القراءة، تزوجت من الدكتور حمدي الادلبي، وأنجبت ثلاثة أولاد وهم ليلى وياسر وزياد، مرضت في عام 1932 وخلال مرضها كانت تقوم بإشباع هوايتها المفضلة وهي القراءة، مما جعلها تقرأ لكبار المؤلفين، ومنهم طه حسين وجبران خليل جبران، ويعد خالها الدكتور كاظم من أعلام الأدب في القرن العشرين، وهو واحد من الذين اصدرو مجلة الثقافة».


جانب من الحضور
في ثقافي أبو رمانة

ويضيف: «انتسبت الأديبة الراحلة إلفة الإدلبي في الثلاثينيات، إلى عدة جمعيات خيرية وثقافية كدوحة الأدب، والرابطة الثقافية النسائية، وحلقة الزهراء التي أسستها زوجة الرئيس الأول لسورية السيد محمد العابد. في عام 1947 كتبت قصة القرار الأخير، وأرسلتها إلى إذاعة لندن وفازت المركز السادس، وفي عام 1953 أصدرت أول مجموعاتها القصصية وهي قصص شامية طبعة عن دار اليقظة العربية بدمشق.

وفي عام 1963 أصدرت ثاني مجموعاتها القصصية باسم وداعاً يا دمشق، وفي عام
1964 أصدرت كتاب المنوليا في دمشق ويتضمن عدة محاضرات، وفي عام 1970
أصدرت ثالثة مجموعاتها القصصية يضحك الشيطان، وفي عام 1974 أصدرت كتابها
نظرة في أدبنا الشعبي، وألف ليلة ولية، وفي عام 1980 أصدرت دمشق يا بسمة
الحزن، وفي عام 1990 أصدرت حكاية جدي، وكتاب نفحة دمشقية، وقد ترجمت جميع
قصصها ومؤلفاتها، إلى خمسة عشر لغة أجنبية، ومنها الألمانية والفرنسية والانكليزية ولروسيا وغيرها».

بدورها السيدة عزيزة السبيني تقول: «ولدت ألفت عمر باشا الادلبي، في حي الصالحية في تشرين الثاني من عام 1912، من أبوين دمشقيين هما أبو الخيرعمر باشا الادلبي، ونجيبة داغستاني، تلقت علومها الأولى في مدرسة تجهيز البنات وترعرعت في كنف والدها، الذي لم يكن أديباً وإنما كان ذواقاً للأدب، وكان يحب الأدب القديم، وكانت مدللة عنده فهي وحيدة لخمسة إخوة وفي سنة 1929م، تزوجت من الدكتور حمدي الادلبي. وتنتمي الأديبة إلفة الإدلبي إلى جيل أدب الخمسينيات السوري، الذي شهد نهوضاً ملموساً في عدد النساء كاتبات القصة والرواية، وبنوعية فنّية راقية وكان هنالك أسماء كبيرة في الأدب النسائي، ومنهم ماري عجمي، ونازك العابد بيهم، وهن اللواتي مهدن الدرب لكاتبات الجيل التالي، في الستينيات والسبعينيات، من أمثال قمر كيلاني، ناديا خوست، وغادة السمان».

وتتابع: في كتاب دمشق يا بسمة الحزن، تدور أحداث هذه الرواية في دمشق إبان الانتداب الفرنسي، فتصف من خلال الرواية حياة أسرة دمشقية في ظل جو وطني يدعو إلى النضال والثورة على المستعمر، ويتداخل الحدث الخاص بالحدث العام فيصور فئات مختلفة من المجتمع، ويشرح المجتمع الدمشقي ويصوره من خلال علاقات عائلية، تهدم حقوق المرأة وتفيد حريتها وحياتها بتصوير بارع. مازلت أذكر صبرية بطلة رواية دمشق يا بسمة الحزن، بدموعها وضعفها وتوقها للانضمام إلى صفوف الثوار والمناضلين، المدافعين عن الوطن أيام الانتداب الفرنسي، و صبرية قرينة الصبر والمر الذي كانت تتجرعه النساء وهنّ يبحثن عن رقعة حلم وحب ووطن. وداعاً يا دمشق، مجموعة قصص أدبية تربط الماضي بالحاضر والمستقبل أيضاً، فيقف فيها القارئ على ما كان، ويعيش مع ما يكون ويتنبأ بما سيكون.

وفي كتابها نفحات دمشقية، تتوقف ألفة الادلبي عند معالم دمشق وتقول: «هذه النفحات الدمشقية لملمتها من هنا وهناك، بعضها أخذته من الكتب وما أكثر ما كتب عن دمشق، وبعضها جاءني بالتواتر من أحاديث الجدات والأجداد، فلا رابط بينها إلا مدينة دمشق، إلى أن تقول: من المخجل لنا حقاً، نحن أبناء هذا الجيل, أن تفقد دمشق في عصرنا هويتها التي عرفت بها عبر تاريخها الطويل كمدينة السحر والجمال».

يذكر أن توفيت الأديبة إلفة الإدلبي في عام 2007 في باريس، عن عمر ناهز السادسة
وتسعين عاماً, ولكن مؤلفاتها وقصصها باقية في عقول الشباب والكبار، فهي مدرسة تعلم به جميع القراء وعرف ما هي دمشق، وعرفها الغرب من الكتب والقصص، فهي ياسمينة الشام.


عبد القادر شبيب - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من المحاضرة في ثقافي أبو رمانة

من المحاضرة في ثقافي أبو رمانة

الكاتبة ألفت الأدلبي

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق