«العشق الحرام» يوقع تامر إسحاق في فخ الأحكام المسبقة... مجدداً

28 تموز 2011

ليس استمراراً لفكرة مسلسل «الخبز الحرام»، أو استيحاءً من قصة المسلسل التركي المدبلج إلى العربية «العشق الممنوع»، وحتى لو كان الاسم هو حاصل التقاء الاسمين السابقين أو على الأقل هذا ما يستنتجه القارئ أو المشاهد للوهلة الأولى: يؤكد المخرج تامر إسحاق أن مسلسله الجديد «العشق الممنوع» المدرج على قائمة العروض الرمضانية للموسم 2011، وعلى أكثر من محطةٍ عربية بعيدٌ كل البعد عن تلك الاستنتاجات المبدئية، والتي قد تدخل في خانة الأحكام المسبقة بما يعتريها من تسرع أو بعد عن الإنصاف.

إلا أن تامر يؤكد على جرأة المسلسل في اقتحامه مساحة المحرّمات الاجتماعية التي ما زالت كثيرةً في مجتمعاتنا العربية، فمجدداً وللموسم الثاني على التوالي يحاول مع شريكه كاتب السيناريو بشـّار بطرس الدخول إلى خفايا البيوت، لتسليط الضوء على مجموعة من القصص الواقعية، والمشاكل التي من شأنها إثارة الجدل، أو تحريك المياه الراكدة في مجتمعٍ تغزوه الكثير من المساحات الظليلة، وإن كان يعترف بأن فن الدراما التلفزيونية يستهدف ترفيه المشاهد بالدرجة الأولى أكثر من كونه وسيلةً للنقاش والحوار، فمهما كانت مساحة الحقيقية في بناء النص التلفزيوني، إلا أنه في النهاية ليس ريبورتاجاً، فهو بحاجة إلى الخيال الذي ينتج الدراما.

وبالعودة إلى فكرة (الحرام) يقول تامر إسحاق إن مسلسل «العشق الحرام» لا يخوض مطلقاً في أيٍ من المحرمـّات الدينية، بقدر ما يتناول مجموعة من القصص غير المقبولة على المستوى الاجتماعي، كقصص الحب المستحيلة التي تصطدم بمشاكل اجتماعية شديدة الخصوصية، كأن يحب أستاذ جامعي الفتاة التي تربـّت في كنفه منذ الصغر، وما يمكن أن يقود إليه هذا الحب من صراع عائلي وأخلاقي، ووجهة نظر الدين في هذا النوع من الصراع، فضلاً عن قصص حبٍ أخرى كمحبة الصديق لصديقه، خاصةّ إذا كان هذا الصديق يعاني نوعاً من الإعاقة - ضرير- ومستعد للتضحية في سبيل إثبات صدق محبته، ومن هذا المحور يتطرق المسلسل إلى طريقة تعامل المجتمع مع ذوي الاحتياجات الخاصة، ويغوص في جذور هذه المشكلة.

ولقطع الطريق على أي أحكامٍ مسبقة شدّد تامر إسحاق على أن جرأة العمل لا تعني بأي حالٍ من الأحوال تجاوزه للخطوط الحمراء، خاصةّ أنه يعرض في رمضان، ويدخل على كل بيت، ولا يمكن أن يسئ في أيٍ من مشاهده لقيم العائلة، ويراعي إمكانية متابعته من كل الشرائح الاجتماعية.

ومن الناحية الفنية أكد تامر سعيه على تقديم عملٍ فني متكامل من كل النواحي، ابتداءً من خيارات الممثلين، وصولاً إلى كافة أفراد الطاقم الفني للمسلسل الذي تنتجه شركة «غولدن لاين»، ويضم «العشق الحرام» في قائمةً أبطاله كلاً من: عباس النوري، باسم ياخور، قصي خولي، كندة علوش، نادين، سلمى المصري، سعد مينة، أمارات رزق، وآخرون، وتغني شارة العمل المطربة اللبنانية: دينا حايك.

وانطلق تصوير «العشق الحرام» بالتزامن مع بدء الأحداث التي مرت بها سورية منذ أواسط شهر آذار 2011، في وقتٍ كانت فيه شركات الإنتاج تراجع خياراتها بخصوص الموسم الرمضاني، إلا أن شركة «غولدن لاين» من بين الشركات التي قررت الاستمرار في مشاريعها لتؤكد على أن الدراما السورية سلعة موثوق بها، رغم كل الظروف التي تواجهها البلاد، وكانت معظم أيام التصوير في تلك المرحلة لمشاهد خارجية، وتنقلت فيها كاميرا تامر إسحاق بين شوارع دمشق، ومناطق الغوطة المحيطة بها.

لكن مشكلةً من نوعٍ آخر اعترضت تصوير المسلسل في البدايات، وأدت إلى إيقاف التصوير من جانب نقابة الفنانين السورية باعتبار أن مخرج العمل غير مسجل على لائحة المخرجين المنتسبين للنقابة، قال تامر: «لا أعتبر نفسي طرفاً في هذه المشكلة التي تعود جذورها بالأصل إلى النقابة، خاصـّةً أن 70% من المخرجين السوريين الشباب غير منتسبين لنقابة الفنانين، والسبب في ذلك أنها لم تفتح باب الانتساب للمخرجين الجدد منذ أربع سنواتٍ تقريباً، في حين كانت تمنح لهم أذون العمل مقابل الحصول على مبلغ قدره 150,000 ل.س للعمل الواحد، وأنا شخصياً حصلت منهم على ستة تصاريح بالعمل، ولكن النقابة تنبهت إلى هذه المسألة على نحو مفاجئ هذا الموسم وقررت إيقاف المخرجين غير المسجلين على لوائحها عن العمل مما سبب إرباكاً لمجموعة من الأعمال إلى أن تم الاتفاق مع مجلس النقابة على تسوية الأمر لاحقاً، على أن تفتح نقابة الفنانين باب الانتساب لمجموعة من المخرجين الجدد لاحقاً بناءً على الإجراءات المعمول عادةً».

ورغم كل شيء يبدو المخرج تامر إسحاق متفائلاً، وأعرب لـ«اكتشف سورية» عن إيمانه بأنّ ما يجري في البلاد «أزمة وبتمرق»... ووجه تحيـّة لأفراد الجيش العربي السوري مع اقتراب عيد الجيش في الأول من آب.

محمد الأزن - دمشق

اكتشف سورية

من مسلسل العشق الحرام للمخرج تامر إسحاق	من مسلسل العشق الحرام للمخرج تامر إسحاق	الفنان القدير خالد تاجا يشارك في مسلسل العشق الحرام

بقية الصور..