بعد انتهائه من الدبور تامر إسحاق يقتحم المساحات الحسّاسة في العشق الحرام
16 نيسان 2011
يبدو أن هناك الكثير من القواسم المشتركة في أعمال المخرج تامر إسحاق خلال موسمي 2010، و2011، وأهما أنه يستعد للموسم الرمضاني المقبل بمسلسلين أحدهما من أعمال البيئة الشامية، والثاني يقتحم من خلاله المساحات الحسّاسة على المستوى الاجتماعي، والعملين كما في الموسم الماضي من إنتاج شركة «غولدن لاين» للإنتاج والتوزيع الفني، ومن المتوقع أيضاً أن تكون قائمة أبطال العملين الرمضانيين المقبلين ضمن خانة القواسم المشتركة التي تحدثنا عنها بين «الدبور» بجزأيه الأول 2010، والثاني 2011، و«الخبز الحرام 2010»، و«العشق الحرام 2011».
وفي مقابلة مع «اكتشف سورية» قال تامر إسحاق إن أحداث الجزء الثاني من مسلسل «الدبور» الذي انتهى من تصويره مؤخراً: «ستكون امتداداً لأحداث الجزء الأول من المسلسل الذي كتب أساساً على جزأين، وحظي بنسبة مشاهدة عالية بما يحمله من معاني تجسدت في حكاية العمل، وشخصياته التي أدّاها نخبة من كبار نجوم الدراما السورية»، وتوقع أن يحمل الجزء الثاني تشويقاً أكبر لمتابعي أحداث الجزء الأول، باعتبارهم ينتظرون تتمة القصة التي أصبحت عناصرها أكثر متانةً، كذلك الأمر بالنسبة لإيقاع الأحداث التي ستحدد نهاية «الدبور» في الحلقة الأخيرة من المسلسل، مؤكداً أنه لن يكون هناك أية أجزاء أخرى منه.
وحينما سألناه فيما إذا كان الجزء الثاني من «الدبور» أكثر اقتراباً من وقائع الفترة التاريخية التي تدور في إطارها أحداث العمل بين عامي 1918 و1920 في دمشق؟ أجاب إسحاق: «المسلسل هو مجرد حكاية بعيدة عن التوثيق التاريخي للفترة التي تدور فيها الأحداث، وهي فترة الحكم الفيصلي لسورية، وتروي قصة شاب طرد من حارته وعاد للدفاع عن حقّه، وطالما أن العمل مكتوب بالأساس على أن يكون مؤلفاً من 60 حلقة، فمن الطبيعي أن لا يكون الجزء الثاني منه أكثر اقتراباً من الوقائع التاريخية المرتبطة بتلك المرحلة من تاريخ دمشق، فالحكاية بمجملها اجتماعية، وما يربطها بالتاريخ هو عبارة عن استيحاء لمجموعة من التفاصيل المرتبطة بالمجتمع الدمشقي في تلك الفترة، من ملابس، أزياء، وعادات، وطريقة حديث... إلخ».
أما على المستوى الفني فأكد تامر إسحاق أنه استفاد من ملاحظات المشاهدين، والنقاد التي طالت الجزء الأول، بالإضافة إلى ما لاحظه هو بعد عرض الجزء الأول، وأخذ كل تلك الملاحظات بعين الاعتبار انطلاقاً من مواكبة التطور الطبيعي لسباق الأعمال الدرامية التي تتطور من موسمٍ لآخر في سورية.
وحول أسماء الفنانين الغائبين عن قائمة نجوم الجزء الثاني من «الدبور» والمنضمين الجدد لأبطال المسلسل، قال إسحاق: «غاب عن الجزء الثاني كل من الفنانين: إياد أبو الشامات، زهيرعبد الكريم، وغزوان الصفدي، بينما انضم إليه: صباح عبيد، وميلاد يوسف بدوري "أبو ناجي، وناجي" العائدين إلى الحارة من اسطنبول بعد غيابٍ دام عشرين عاماً، وسعد مينة بدور"حمدي"، وعلاء القاسم، ونزار أبو حجر، وآخرون».
وأضاف حينما لم تسعفه الذاكرة بأسماء بقية الفنانين:«انضم إلى الجزء الثاني من المسلسل حوالي العشر شخصيات، رأينا أنها ضرورية جداً لاكتمال قصة العمل، كما أنّ لحضورها تأثير قوي ومهم على سيرورة الأحداث، وأنا سعيد جداً بانضمامهم لأسرة العمل الذي أرجو أن يكون عند حسن ظن المشاهدين، كما في الجزء الأول منه».
ولم يذكر تامر إسحاق سبباً محدداً لتغيـّب عدد من نجوم الجزء الأول عن الجزء الثاني من «الدبور»، باستثناء تضارب مواعيد التصوير بين هذا المسلسل ومسلسلات أخرى يقومون بتصوريها استعداداً للموسم المقبل، مؤكداً أن قيامهم بالتوقيع على عقود الاشتراك في المسلسل بجزأيه الأول والثاني، لا يمكن أن يلزمهم بالاشتراك بالجزء الثاني على حساب أريحيتهم في العمل، الأمر الذي قد ينعكس سلباً على أدائهم، وعاد للتأكيد أن الفنان الذي كان مرشحاً لأداء شخصية «أبو ناجي» هو الفنان عباس النوري، والذي اعتذر عن المشاركة في المسلسل منذ تصوير الجزء الأول لأسباب تتعلق به، وبارتباطاته الفنيّة، مما جعل الدور يذهب للفنان صباح عبيد.
وفيما يخص الانتقادات التي طالت مسلسل «الخبز الحرام» الموسم الفائت، باعتباره تجاوز «الخطوط الحمراء، وأن عدداً من المشاهد تضمنت إيحاءاتٍ جنسية» من وجهة نظر بعض النقـّاد قال إسحاق: «موضوع العمل جريء بحد ذاته، ولكن لا أعتقد أنه يتجاوز الخطوط الحمراء، فأنا في النهاية أحد أبناء هذا المجتمع، ولا يمكن أن أقدّم في أعمالي ما يخرق عاداته وتقاليده، أو يخدش حياء الناس، وليس عندي مشهد ساخن واحد في العمل بالمعنى المتعارف عليه، وقد يشير البعض إلى المشهد الذي تظهر فيه إحدى الممثلات أثناء استحمامها، لكنّه صوّر بالطريقة التي شاهدناها في العديد من الأعمال، وكان ضرورياً في سياق الأحداث»، وأضاف: «في العموم لا يوجد أي تفصيل في مسلسل "الخبز الحرام" دون أن يكون له مرجعية واقعية، بل يمكنني القول أن ما تم عرضه في المسلسل أقل بكثير مما نقرأه في صفحات الجرائد المختصة بالحوادث، ومن القصص التي سمعتها أو شاهدتها على المستوى الشخصي، بوصفي أحد أبناء هذا المجتمع الذي أجد نفسي معنياً بتسليط الضوء على بعض الجوانب السلبية فيه».
وعن جديده للموسم 2011 بعد الجزء الثاني من «الدبّور» ضحك تامر إسحاق قائلاً: «أرجو أن لا يتم الربط بين العنوانين، لأن العنوان المبدئي لمسلسلي القادم "العشق الحرام" عن نص مشترك لي وللكاتب بشار بطرس، والمسلسل أيضاً من إنتاج شركة غولدن لاين»، وعن الخطوط الرئيسية لموسمه الجديد قال:«العمل بمجمله اجتماعي، ويتناول قصص الحب التي قد تلامس الخطوط المحرّمة في المجتمع، أو المبنيـّة على أساسٍ خاطئ».
محمد الأزن - دمشق
اكتشف سورية