الكاتبة والصحفية هناء طيبي في المنتدى الثقافي الشهري بحلب

23 حزيران 2011

«الصحافة في حلب .. تجارب وأفكار»

أقام المنتدى الثقافي الشهري الذي تقيمه مديرية الثقافة بحلب كل شهر، ندوة حول الصحافة «في حلب ...تجارب وأفكار»، استضاف فيها الصحفية هناء طيبي في دار رجب باشا، لتتحدث عن تجربتها الصحفية حلب، وقد أدارت الندوة الأديبة والإعلامية بيانكا ماضية، مشيرة في البداية إلى غنى تجربة الطيبي الصحفية، والتي بدأتها في عام 1961 في مجلة السنابل التي كانت تصدر في حلب، مؤكدة أنها أثبتت جدارة وتميزاً في الكتابة والإبداع، فقد كانت تعمل بصمت، فلاتلهث وراء الأضواء، إنما كان همها الحرف والكلمة.

وهي خريجة كلية الاقتصاد بجامعة دمشق عام 1980 ودرّست مادة الاقتصاد والحاسب الإلكتروني حتى منتصف الثمانينيات في ثانويات حلب التجارية، لتستقيل بعدها من العمل الوظيفي متفرغةً للكتابة. نشرت في معظم الصحف والمجلات المحلية والعربية، كما مارست النقد التشكيلي في زمن كانت فيها الذكرى الوحيدة في مجال هذا النقد لابل في المجال الصحفي أيضاً وذلك في فترة الستينيات والسبعينيات.


الصحفية الأديبة
هناء طيبي

ثم تحدثت بعد ذلك الصحفية الأديبة هناء طيبي عن تجربتها في الصحافة والتي انطلقت من مدينتها حلب إلى سائر الدول العربية، عبر الدوريات والصحف، مشيرة إلى خصائص الجو الثقافي العام في مدينة حلب، والمؤثرات الفكرية والسلوكية السائدة آنذاك، ومتوقفة عند المحطات المهمة في تاريخها الصحفي، وأبرز الصحف والمجلات التي كتبت فيها، ونوعية المواد التي كانت ترسلها إليها، واشتغالها في النقد التشكيلي لسنوات طوال إثر معايشتها للجو الفني الذي كان يسود عائلة خالتها، إذ كان زوج خالتها التشكيلي إسماعيل حسني الذي كان يعج منزله بالفنانين والأدباء والمثقفين، هذا الجو الأسري الذي عايشت تفاصيله، بالإضافة إلى تعلمها أصول الفن التشكيلي من خلال ملاحظات زوج خالتها، وقراءاتها المتعددة في هذا المضمار، جعلها تتقن هذا النقد في الفترة التي تخلو من نقاد فنيين، وهذا مادعا الدكتور أسعد عرابي في مقالة له بعنوان «المحترف النسائي السوري والاستلاب الإبداعي» نشرها في إحدى المجلات الصادرة في لندن، دعاه للإشارة إلى خلو القطر العربي السوري من أية ناقدة تشكيلية متخصصة أو متعددة اللغات إلا من ذكرى هناء الطيبي في حلب، وهي الذكرى الوحيدة في مجال النقد التشكيلي.

كما أشارت في تلك الندوة إلى المواضيع الخاصة بالمرأة تلك التي كانت تكتبها في «باب حواء» في مجلة السنابل الصادرة في مدينة حلب آنذاك، وإلى الأديبات اللاتي عاصرتهن ومنهن الصحفية فيكتوريا كالوس التي عملت معها لمدة سنتين ثم انقطعت أخبارها عن المجلة.

فتحت هناء طيبي في تلك الندوة نافذة نحو الماضي البعيد، فأضاءت جوانب متعددة من الحياة الثقافية والفكرية والصحفية السائدة في تلك الفترة، كما سلطت الضوء على وضع المرأة آنذاك، المرأة الكاتبة التي كانت تشق طريقاً نحو إثبات الذات والشخصية، وعلى الأسماء التي مدت لها يد العون والمساعدة لبلوغ هدفها، ومن تلك الأسماء الأديب ألبير أديب الذي نمّى لديها موهبة الكتابة باحتضانه كتاباتها في مجلته «الأديب».

بالإضافة إلى ذلك توقفت الصحفية هناء طيبي عند أبرز المحطات المهمة في تاريخها الصحفي، وعند الفترة الصحفية الذهبية في مدينة حلب الرائدة في عالم الصحافة، تلك الفترة التي كان يصدر فيها عشرات الصحف والمجلات، والتي كانت بداية ظهور الصحافة في العالم العربي، ومن هذه المدينة رحل إلى لبنان وغيرها من الأقطار العربية، وكذلك إلى البلدان الأوروبية، بعض من مؤسسي تلك الصحف الحلبيين، ما أغنى العالم العربي بالصحافة والصحفيين، وقد ذكر هذا الأمر الأديب والمؤرخ جرجي زيدان في كتابه «تاريخ آداب اللغة العربية»: «إن الحلبيين كانوا أسبق الشرقيين إلى إنشاء الصحف السياسية العربية»، ومادعا أيضاً أحد الرحالة الذين زاروا حلب في القرن التاسع عشر، إلى القول: «في حلب تسمع كل مايجري في أقطار العالم».

مختتمة حديثها بالإشارة إلى الكتاب الذي أصدرته «ومضات تشكيلية» عام 2008، وإلى الكتب التي تفرغت لتأليفها والتي هي قيد الطبع. تحدث بعد ذلك في مداخلات حول الصحافة والصحفيين بين الماضي والحاضر، كل من الأدباء وضاح محيي الدين، محمد أبو معتوق، محمود أسد، د. فايز الداية، د. زهير أمير براق، سليمى محجوب، محمد العبد الله، مطانيوس مخول، محمد الزينو السلوم، وغيرهم.

إذ دارت المداخلات حول الصحافة في مدينة حلب، وحول مكانة المرأة الكاتبة في الساحة الحلبية، وحول تجارب صحفية أخرى كانت قد أنجبتها هذه المدينة الشهيرة بأدبائها وأعلامها الكبار. وفي ختام الندوة قدم السيد غالب البرهودي مدير الثقافة درع المديرية للكاتبة والصحفية هناء طيبي تقديراً لجهودها الغنية ولمسيرتها الطويلة في المجال الصحفي في مدينة حلب.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق