معرض تشكيلي مشترك بعنوان تحية للتشكيلي الراحل صبري رفائيل في الحسكة
14 آذار 2011
افتتح بصالة الباسل للمعارض في المركز الثقافي العربي بالحسكة معرض تشكيلي مشترك بعنوان تحية للفنان التشكيلي الراحل صبري رفائيل وذلك يوم الأحد 13 أذار 2011.
إن المعرض المشترك لتشكيليين سوريين مقيمين في الحسكة يجمعهما كما يبدو الخط التعبيري و بأسلوبين متباينين فالتشكيلي عرفان حمدي يعتمد على الصياغة المباشرة لإبراز حالة إنسانية لا تخلو من الألم و المعاناة الوجودية فهو لا يتوانى عن تصوير الشناعة و إن كانت خلف مظهر مغر بصورة تقريرية فشخوصه تحلم من جهة و تصرخ من جهة أخرى بنحو من المفارقة التي نقبل بها من باب الصدق بالتصوير المباشر دون مواربة فعرفان لا يركن إلى مفهوم فلسفي متعمق لذلك نرى القبول الضمني العام بأعماله التعبيرية و إن كانت في العموم أعمالاً خطابية لا تخلو من الحس الجمالي باللون على أقل تقدير , فالصورة تبدو لعرفان واضحة و جليّة ولا تحتاج لتوضيح إضافي فهو يقدمها وينزوي بعيداً عنها تاركاً المتفرج يقطف المتعة من شجرة المعاناة فلقد تمثل عرفان كلام الفنان العالمي عمر حمدي عندما قال: «أعرف كيف يكون الفنّ لونا يتحول إلى دمّ و بهذا الدم لازلت أرسم وردة بيضاء».
أما التشكيلي رئيف رفائيل الذي أختار أيضاً الشخوص الإنسانية ليعبر بوساطتها عن حالته الفردية ولكنه اختار منحى آخر بعد ذلك فشخوصه لا تشترك مع الواقع إلا بما هي كذلك وما تبقى فهي تعبر عن حالة ذاتية لا تشعر بالاكتفاء أو الأستناد الضمني لما يريده التشكيلي أن ينطلق منه نحو آفاق أرحب كنوع من اللاإدرية الفلسفية لذلك نراه لا يدعي في شخوصه الحالمة فهو بخلاف عرفان لا يشرك عاطفته المباشرة في أعماله التي تبدو فطرية في الشكل و المضمون ومعتمداً على الحقل اللوني لذلك يختار أقصر الطرق للتعبير و قد تكون أبسطها للتخلص من هواجسه التشكيلية كما يقول الفنان عن أعماله : «إني على تماس مع ريشتي و لوني ينتابني هاجس تصل بي إلى أني بدون قناعات تشكيلية أو اكتفاء بالرؤيا».
كان التشكيلي أحمد الأنصاري موجوداً في المعرض فهو يقول عن تجربة الفنانين : «اعتمد التشكيلي عرفان حمدي في صياغة أعماله الفنية على الشخص الإنساني الذي يتطلع إلى فسحة واسعة من التفاؤل و الأمل, اتجه في معالجة مواضيعه إلى الصيغ التعبيرية و اعتمد على الألوان الحارة لتخدم ذلك التوجه فالتشكيلي عموماً يمتلك أدواته بشكل حسن و قد استطاع إيصال أفكاره إلينا و يستحق الشكر على ذلك».
التشكيلي رئيف استطاع أن يجسد أعماله بصياغة لونية و كتل مبسطة معتمداً على الفطريّة و العفويّة دون اعتماد على مرجعية فنية معينة فله أسلوبه الخاص المعتمد على الاختزال و التبسيط و إظهار الجمال الداخلي لعناصره الفنية و أتمنى له التوفيق.
وأخيراً يقول الأستاذ عبد الوهاب حسين مدير المركز الثقافي العربي بالحسكة عن هذه التجربة: «إذا كان الفن هو تجسيد لما يبدو في النفس الإنسانية فقد حقق الفنانان هذا التجسيد المبدع و ما يلفت النظر هو استقطاب هذا المعرض لهذا الكم الكبير من وجوه الفن في هذه المحافظة الخيرة التي تتميز بتنوعها الثقافي و المعرفي و باهتمام واضح بحركة الفن بشكل عام ,أتمنى لهما التوفيق».
يذكر أن التشكيلي الراحل صبري رفائيل مواليد الحسكة 1935 توفي في 23 أذار 1998 من الفنانين الأوائل في محافظة الحسكة و هو من الرواد الذي كان له فضل واضح على الحركة التشكيلية في محافظة الحسكة.
أما الفنان رئيف صبري رفائيل من مواليد الحسكة 1961 درس التصوير و تعلمه من مدرسة الفنان الراحل صبري رفائيل عضو مجلس اتحاد الفنانين التشكيليين فرع الحسكة له مجموعة من المعارض الفردية و الجماعية في داخل القطر و خارجه و نال عدة شهادات تقدير.
و التشكيلي عرفان حمدي من مواليد الحسكة درس الفن دراسة خاصة له مشاركات عديدة في معارض جماعية في القطر بالإضافة إلى معرض فردي في مدينة القامشلي عام 2009 و هو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين.
كولوس سليمان - الحسكة
اكتشف سورية
من أعمال التشكيلي الراحل صبري رفائيل |
من أعمال التشكيلي عرفان حمدي |
من أعمال التشكيلي عرفان حمدي |