فصيح كيسو : في حوار مع «اكتشف سورية»
مركز الفن الحديث : أول صالة عرض خاصة في مدينة الحسكة

20/أيلول/2009

في ظلال مدينة الحسكة، وُلد وترعرع فصيح كيسو مؤسس ومدير «مركز الفن الجديد» الذي اُفتتح مؤخراً. لذلك فقد تابعنا في «اكتشف سورية» هذا الحدث غير المسبوق، وحصلنا على لقاء خاص مع السيد كيسو.

لماذا إقامة هذا المركز بالحسكة؟
من حق الإنسان معايشة الفنون الحديثة، ولو كان يعيش في مدن صغيرة بعيداً عن المدن الكبيرة، ليتعرف أهل المدن الصغيرة على هذه الفنون، ومن حقهم علينا أن تسافر الفنون إليهم. إن الفنان الذي يعيش في العواصم يستفيد من أمر قائم نظرياً وميدانياً، بينما الذهاب إلى الأطراف هي مهمة ليست فقط شخصية بل على يجب أن تكون على مستوى الوطن. إنني أعتقد أن تحريك المدن البعيدة ثقافياً، بواسطة الفنون الحديثة، مهمة ثقافية كبيرة لأنها تتفاعل مع المكونات المعيشية لبلد يميل للتحاور مع حضارة العصر.

أنا ابن مدينة الحسكة، لذا فعلي واجب وطني يتمحور حول مكان ترعرعي ووجودي. وبالمناسبة أدعو جميع الفنانين السوريين، خاصة من يقصدون المدن الكبيرة من المدن الأصغر، بأن يهتموا بتجربة مجتمعاتهم الأصيلة من أجل التحاور مع الفن التشكيلي فيها والعمل على دعم النتاج الثقافي المحلي.

ماذا تقدم الصالة لاحتواء بعض الفنانين وإدخالهم إلى عالم الفن؟
تسعى الصالة إلى التوجه إلى ما هو جديد في عالم الفن تقنياً ونظرياً، وبطرق مبتكرة وحرة في العرض. ستركز الصالة على المساعدة في إنتاج وتقديم وترويج الفنون الجديدة، بما فيها فنون الميديا «الفنون الإعلامية»، كالصورة الضوئية وتوظيفها في الفنون الجديدة والفيديو أو الفيلم بشتى أنواعه، وعلى الفنون التركيبية «فنون التجهيز»، إلى فنون الكمبيوتر والأداء الحي والفنون التي تعتمد الأفكار كأساس للتعبير البصري، وكل الأعمال التي تتبنى مواد وأفكار جديدة.

في «مركز الفن الجديد» سيكون للفنان حرية استخدام الفضاء الداخلي وتغييره تبعاً لفكرة العرض، كونه مركزاً للفن البديل. وبما أن هدف الصالة هو غير ربحي وتدار من قبل فنانين فيها، فإن نشاطاتها ستبدأ اعتماداً على المتطوعين المقيمين في الحسكة ومحبي الإدارة الفنية، وستكون مشاركة ودعم القوى الثقافية والإعلامية والتجارية والصناعية العامة، في مدينتنا خصوصاً وباقي المحافظات عموماً، أداةً فعالة لاستمرارية وتوسع هذه المؤسسة الثقافية. ومن المؤكد أن هذا الهدف سيترسخ بقوة أكبر في مشاركة وحضور أبناء الحسكة لنشاطات وفعاليات هذا المركز، وحبهم للمعرفة، والتعلم، وفي تشجيع الزائرين من مدن أخرى سورية أو عربية أو عالمية للمشاركة في إنعاش الحالة الثقافية في أطراف سورية.


فصيح كيسو مع مراسل الموقع في الحسكة

لماذا يتم تحويل بعض الفنانين إلى أبطال بالتركيز على أعمالهم دون غيرهم؟
لا يوجد أبطال في الفن. بالحقيقة، فإن الصالات التجارية هي التي تصنع الأبطال. أرى أنه من حق أي إنسان أن يعبر عن نفسه بطريقة فنية وإن لم يكن أكاديمياً.

من هو صاحب الصالة بشكل عام؟
لقد أصبحت صالةُ العرض مؤسسةً لها تأثير كبير على الجمهور، فهي تدير حالة التواصل الثقافي بين الفنان والجمهور. هناك صالات تدار من قبل فنان، وصالات تدار من قبل الدولة (صالات عامة، متاحف، صالونات)، وصالات تدار من قبل تجار لهم اهتمام بالفن حتماً.

أين تصنّف «مركز الفن الجديد»؟
قررتُ ألاّ يكون العمل في مركزنا بالطريقة التقليدية: مدير فني وعلاقات عامة... الخ. الفنانون هم من يديرون المعرض وفي الوقت نفسه أراقب وأقوم بالإشراف. فالصالة بخدمة فئات واسعة من الفنانين وحتى أصحاب الحرف الذين يرفعون أعمالهم إلى مستوى ما هو جديد ومميز.

هل تتوقع النجاح لمركز الفن الجديد؟
عندما أعمل شيئاً أتابعه للنهاية، ولا أقف كثيراً أمام باب الاحتمالات.

الناس قديماً أبدعوا مظاهراً فنية تنير وجودهم. فما هو الجديد في سورية برأيك؟
في الفترة الأخيرة، أصبح الفن السوري نشيطاً ومعروفاً أكثر بفضل مؤسسات حملت على عاتقها التسويق والإظهار، في الداخل والخارج. لكن علينا ألاّ ننسى جهودَ الفنانين السوريين في التأكيد على أهمية الفن السوري من خلال أعمالهم.

هل الفن الجديد هو جديد فعلاً؟
كانت هنالك تيارات فنية في الخمسينيات والستينيات شبيهة جداً بما يعرف اليوم بالفن الجديد. أما الجديد فهو بعض التقنيات الحديثة التي أدخلت عليها ولم تكن معروفة آنذاك. فالاختلاف ليس بالجوهر بل بالشكل وهذا مهم أيضاً.

ما هو دور المركز في توضيح مفهوم الفن الجديد؟
من خلال عرض أعمال تعبر عن ذلك المفهوم، وسيعمل المركز على إضاءة ما هو جديد في عالم الفن تقنياً ونظرياً.


ملصق معرض «انفعالات»

ما هي الانطلاقة الأولى للمركز؟
ستكون الانطلاقة الأولى في معرض «انفعالات»، وهو تكريم للفنانين المقيمين في الحسكة، والذين تقع أعمالهم الفنية ضمن تجارب التجديد، ليس فقط في الفن السوري بل العالمي، والذين لم تسنح لهم الظروف بالانتقال إلى المدن الكبيرة. يشارك في هذا المعرض الفنانون التشكيليون: أحمد علي، وخضر عبد الكريم، وخالد جورجيس، ورائد مرشو، وعمر يوسف، وعرفان حمدي، وندى الشيخ.

يُفتتح المعرض يوم الخميس 24 أيلول 2009، في السادسة مساءً، ثم وصلة غنائية للمغنية مادلين صلبو في السابعة مساءً، ويستمر المعرض أيام الثلاثاء-الأحد من الساعة الخامسة حتى التاسعة مساءً، لغاية الخميس 8 تشرين الأول 2009.

بطاقات تعريف
فصيح كيسو: خريج كلية الفنون بالجامعة اللبنانية، دكتوراه في الفن البصري من أستراليا، أستاذ في جامعة القلمون.

خالد جورجيس: خريج مركز الفنون بالحسكة، أقام معرضاً فردياً في الحسكة عام 2002.

رائد مرشو: مواليد الحسكة 1960، درس السينما في فرنسا، وله فيلم روائي قصير، أقام معرضاً في المركز الفرنسي للدراسات العربية بدمشق عام 2000.

عمر يوسف: مواليد الحسكة 1972، له معرض فردي والعديد من المشاركات الجماعية.

خضر عبد الكريم: مواليد عامودا 1967، له عدة معارض فردية وجماعية داخل وخارج القطر.


كولوس سليمان - الحسكة
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك
مصيافي:
خطوة رائعة من فريق العمل في أكتشف سوريا أنو حكوا عن هالموضوع
لانو كتير مهم انو يكون في غاليري خاص بالحسكة وبكل المدن السورية
لانوا الفن التشكيلي كتير بعتمد ع عرض مواهب الفنانيين السوريين
وعلى فكرة الصور يلي موجودين بصفحة الصور كتير حلوين وحبيت كتير شغل
خالد جورجيس
عرفان حمدي
خضر عبد الكريم

سوريا
عبدالوهاب حمزة:
بوركت سواعدكم التي تبني من طرف وتزيد الجمال جمالا من طرف اخر ولكم كل الاماني لمزيد من الابتكارات

syria
سمير حاج حسين:
البداية جيدة و لكن حبذا لو كان المركز أوسع و ليس منزل و الأجمل لو كان أسم المركز بأسم فنان راحل و مدينة الحسكة تزخر بالفنانين الأوائل و الرواد في هذا المجال 0
مجرد رأي و ليس أكثر

سوريا