أسرة مسلسل المنعطف تبدأ بتصوير عملها في حلب

16 كانون الأول 2010

ومؤتمر صحفي بمناسبة الانطلاق

عقدت أسرة مسلسل «المنعطف» (أو مسلسل «في الميزان» سابقاً) مؤتمراً صحفياً في حلب بحضور عدد من الوسائل الإعلامية المختلفة وذلك بمناسبة بدء أعمال تصوير المسلسل الذي اختار مدينة حلب كموقع للتصوير، والفساد كأساس لقصة العمل. المؤتمر ضم كلاً من كاتب العمل الأستاذ ماهر دروبي، ومخرج العمل الأستاذ عبد الغني بلاط، إضافة إلى الممثل القدير عمر حجو والنجم باسم ياخور، كما ضم المؤتمر أيضاً كلاً من مدير الإنتاج ومدير فندق ديديمان.

بداية المؤتمر كانت إعلان المخرج عبد الغني بلاط تغيير اسم العمل إلى «المنعطف» وهو الاسم الأصلي للعمل قبل تحويله لاحقاً إلى «في الميزان» ومن ثم العودة إلى الاسم الأصلي والسبب كما يقول: «بعد التعديلات التي قمنا بها في حبكة المسلسل، قررنا كفريق للعمل إعادة الاسم القديم للمسلسل حيث وجدنا أن الاسم يعطي قوة أكبر للعمل، الأمر الذي أحسسنا به أكثر بعدما بدأنا بالتصوير».

وتدور قصة العمل في مدينة حلب والتي تتعرض إلى ما تتعرض له باقي الدول من آثار العولمة والفساد، حيث تتحدث عن الفساد المستشري في كل من الدوائر الحكومية (متمثلة بالبلدية) والفساد في القطاع الخاص (متمثلة بمعمل هالة) وعملية التصدي له من قبل الأناس الشرفاء، كما يتحدث المسلسل عن الهجرة التي تجري سعياً وراء مفاهيم العولمة والهجرة المعاكسة التي تجري من مغتربين قرروا العودة إلى الوطن واستثمار أموالهم فيه وما يتعرضون له من مشاكل قانونية وإدارية عن طريق استغلال بعض رموز الفساد للإجراءات المكتبية إضافة إلى بعض الأحداث الدرامية الأخرى التي يشرحها مؤلف العمل الأستاذ ماهر دروبي فيقول: «من خلال الملخص الذي رأيناه، نرى أن العمل تناول قضايا اعتبرها ضرورية لهذه المرحلة. منها الحديث عن المنظومة الأخلاقية التي تربينا عليها والتي أرى أنها بدأت بالانهيار نتيجة فراغ في المعايير والقيم والروح. على سبيل المثال نرى سفر حسان إلى الخارج جاء نتيجة لسبب واحد فقط هو "الحلم الأمريكي" والذي روجت له الولايات المتحدة كسلعة باعتها عبر العالم لتشتري أحلام الشباب به. هذا الحلم سحب الحس الوطني من حسان ومن كثير غيره من الشباب، كما أنه سحب الثقافة المحلية التي تشكل وجداننا أو محصلتنا أو هويتنا التاريخية، والتي باتت مهددة بشكل أو بآخر. الموضوع الآخر المهم هو عودة طارق بطل العمل، عودته جاءت لكي يكمل مشروعه الاقتصادي ويستثمر في الوطن من ناحية، ومن ناحية ثانية بسبب الحب والشوق لهذا الوطن، ومن ناحية ثالثة وهي الأهم أن طارق عاش في أوروبا كمواطن درجة ثالثة أو رابعة! صحيح أنه حقق إنجازه المادي هناك، إلا أنه لم يحقق إنجازه الروحي والذي بدوره يستحيل أن يتحقق إلا في الأوطان وهذه هي المقولة الرئيسية في العمل». ويضيف المؤلف بأن العمل يحوي العديد من القصص الدرامية مع تطرقه إلى تأثير الفساد في المنظومة الأخلاقية المنهارة والنسيج الاجتماعي وروح الفرد وغيرها من المواضيع.


من المؤتمر الصحفي لمسلسل المنعطف

أما مخرج العمل عبد الغني بلاط فيقول بأن هذا العمل هو الرابع له مع حساب الفواصل الزمنية الطويلة بين المسلسلات التي قدمها، إلا انه أحس ولأول مرة بأنه مستمتع بهذا العمل رغم ضغط الوقت، مضيفاً بأن سبب الاستمتاع كان العمل في مدينة حلب بحد ذاتها حيث يشرح هذه النقطة أكثر بالقول: «أعزو استمتاعي بالعمل إلى الممثلين الحلبيين من الصغير إلى الكبير. أحسست أن كل الممثلين تربوا على المسرح وكلهم مبدع حتى الهاوي الذي يمثل لأول مرة. أنا أستغرب من عدم قدوم المنتجين إلى حلب لأن الأجور أبسط مقارنة بدمشق انطلاقاً من رغبة الممثلين في الظهور على الشاشة مع امتلاكهم الموهبة التي تجعلهم يقومون بأداء الدور لمرة واحدة دون تكرار رغم ظهوره الأول على الشاشة».

بدوره قال الفنان باسم ياخور بأن ما شده للنص هو تناوله كلاً من حالة فساد المؤسسات إضافة إلى التفاخر الاجتماعي ويضيف: «هناك نوعان من الشخصيات، الإيجابية والتي قد تبدو مثالية جداً وفوق مستوى الخطأ، وهناك الفاسدة الشريرة. برأيي أن أهم ما يميز هذا العمل هو حالة التعامل الجماعي فيه، حيث لا يوجد أي نوع من الديكتاتورية أو التفرد. كان مخرج العمل يفتح باب النقاش دائماً ويأخذ بآراء الطاقم بما يتناسب مع الرؤية العامة للعمل، ولا يتردد في قبول وجهات النظر الجديدة».

ويضيف بأن سبب اختيار مدينة حلب لتكون مكاناً لتصوير العمل الجديد هو تجسيد لمقولة أنه ليس من الضروري أن تكون الدراما السورية مصنعة دوماً في دمشق، بل يجب أن تعبر عن سورية بكل بيئاتها حيث يقدم مثالاً هو هذه النقطة بالقول: «هناك تجربة قمنا بها هي مسلسل "ضيعة ضايعة" والتي حققت نجاحاً ليس فقط على المستوى السوري بل حتى على المستوى العربي رغم أن اللهجة كانت مغرقة بالمحلية وقليلٌ من السوريين من يفهمها؛ هذه التجربة سبقها تجارب أعمال تمت في الجزيرة وأخرى في حلب مثل عمل "خان الحرير" وغيرها من الأعمال المهمة. وقد فوجئت في الخليج برؤيتي للعديد وهم يشاهدون مسلسل "كوم الحجر" باستمتاع رغم الطابع المحلي له. إن الدراما السورية ليست الدمشقية فقط بل يجب أن تتوزع وتخاطب أمزجة الجمهور السوري. والعمل الجيد المصاغ بقصة حلوة إن كان بلهجة حلبية أو بأي لهجة سيستمتع بها المشاهد في أي مكان».


من كواليس مسلسل المنعطف

أسئلة الصحفيين:
بعد ذلك توالت أسئلة الصحفيين، وكان السؤال الأول عن سبب اختيار المخرج لهذا العمل تحديداً، الأمر الذي أجاب عليه بالقول: «اخترت النص لأن الحكاية الأساسية تمسني عملياً وهي المنظومة الأخلاقية والمعاناة التي تعانيها هذه المنظومة. اخترت إخراج المسلسل ليس للانتقام أو الحكم على الفاسدين، بل لتوصيف الحالة وتشخيصها، فالدراما لا تعطي حلولاً إنما تدعم الخط الذي يعمل حالياً في مكافحة المفسدين. أتمنى أن يؤثر العمل في المسؤولين الفاسدين أو على الأقل أن يراجع الفاسد نفسه أو يشتد عود الشريف. كما أن الفساد في العمل لا يتحدث فقط عن القطاع العام، بل أيضاً عن القطاع الخاص وهناك بانوراما أكبر وأوسع مع عدم التركيز على الفساد ضمن الدولة فقط».


مشهد من المسلسل

أما عن السؤال حول اختيار مدينة حلب كمكان يتحدث فيه المسلسل عن الفساد فقد أجاب المخرج بأن كاتب العمل هو من أهالي مدينة حلب وبالتالي يعرف كل خبايا البيئة الحلبية، مضيفاً بأن الفساد في مدينة حلب يمثل الفساد الموجود في أي مدينة عربية أو سورية ولا يوجد توجه مقصود للحديث عن حلب، ويتابع بالقول بأن المسلسل يقدم أيضاً بعض الشخصيات الإيجابية مثل بطل المسلسل المغترب العائد إلى الوطن، والشخصيات المدافعة عن الحق والمحاربة للفساد في المجتمع الحلبي.

أما مؤلف العمل السيد دروبي فيقول بأن روح العمل ككل مستمدة من الواقع ومن أحداث واقعية يعرفها الجميع في حين أن الشخصيات الموجودة في المسلسل هي من وحي الخيال ولا تمت بصلة لأشخاص حقيقين يعلمون أو عملوا في البلدية، مضيفاً بأن المسلسل يتحدث عن فترة معاصرة قد تكون قبل عشرين عاماً أو حتى بعد عشرين عاماً».

بعد ذلك تم تقطيع قالب الحلوى إيذاناً ببداية أعمال التصوير في مدينة حلب والتي ستستمر خلال الأسابيع القليلة القادمة.

يذكر بأن مدينة حلب قدمت عدداً كبيراً من المسلسلات التي سلطت الضوء على واقع المدينة ونالت استحسان المشاهدين أبرزها كان مسلسل «خان الحرير» و«سيرة آل الجلالي» وغيرها من المسلسلات.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

تقطيع قالب الكاتو إيذاناً بانطلاق تصوير مسلسل المنعطف في حلب

من كواليس مسلسل المنعطف

من كواليس مسلسل المنعطف

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق