ملتقى اللوحة الصغيرة لأول مرة في حلب

16 كانون الأول 2010

لوحات صغيرة بتوقيع فنانين كبار

أكثر من 70 فناناً تشكيلياً في مدينة حلب قدموا ما يزيد عن 300 لوحة ضمن ملتقى «اللوحة الصغيرة»، والذي يقام لأول مرة برعاية وتنظيم اتحاد الفنانين التشكيليين في حلب. وقد كانت اللوحات كلها بسعر موحد هو 2000 ليرة سورية للوحة الواحدة بغض النظر عن الفنان الذي قام بالرسم، كما كان قياس اللوحات واحداً هو 30×25سم لكل اللوحات المشاركة في المعرض.

والفكرة كما يقول عنها الأستاذ إبراهيم داوود هي بهدف تشجيع الفن والترويج له وذلك عن طريق تقديم إمكانية اقتناء أي لوحة لفنان معروف معروضة في المعرض وبسعر رمزي ويضيف: «كل اللوحات الموجودة هنا في المعرض قد تم رسمها خصيصاً لهذا المعرض، كما أن المشاركين هم من فناني حلب المعروفين أمثال جبران هدايا، وليد كموش، أحمد برهو، غسان صباغ، وغيرهم إضافة إلى عدد من الفنانين الشباب». ويختم بالقول بأن هذا المعرض يمثل ختام العام لحركة فنية نشطة ميزت الفن التشكيلي في حلب عن طريق جمع كل فناني المدينة المنتمين للنقابة للمشاركة في هذا الملتقى المميز.

ومن المشاركين التقينا الفنان بشار برازي، والذي قال بأن الفكرة مميزة خصوصاً أنها تقدم الفرصة للناس لاقتناء لوحات لفنانين كبار بأسعار معقولة، مضيفاً بأن هذه الفكرة تم تنفيذها في العاصمة دمشق أو في الصالات الخاصة، إنما تتم لأول مرة في حلب برعاية اتحاد الفنانين التشكيليين حيث يضيف: «كانت المبادرة من قبل اتحاد الفنانين التشكيليين في حلب الذي قام بتوزيع شاسيهات اللوحات على الفنانين بقياس موحد، وطلب لوحات موقعة من قبلهم وبهذا السعر الثابت لتقديمها في المعرض. هذا الأمر أدى لأن يكون هناك حالة تنافس بين الفنانين، خصوصاً وأن كل واحد منهم سيضع توقيعه على اللوحة في آخر المطاف. بصراحة كنت أتوقع أن تكون اللوحات الموجودة في المعرض "شغل هات إيدك والحقنى"، ولكني رأيت لوحات مميزة جداً من قبل الفنانين الذين صار همهم تقديم آخر إنتاجاتهم، حتى لو كان السعر قليلاً وذلك لاقتناعهم بأهمية أن يتم تعميم الفن على البيوت والمنازل في المدينة».

ويتابع الفنان برازي قائلاً أن ما يميز هذا المعرض عن معرض «ربيع حلب» هو أصالة اللوحات الموجودة هنا حيث يعلل هذه النقطة أكثر بالقول: «كانت هناك بعض الإشكالات في معرض ربيع حلب تمثلت في تبرع بعض الفنانين بلوحات قديمة من معرض ما أو من تلك التي لم تبع خلال فترات سابقة أو لوحة لا يحبها كثيراً. أما هنا فكانت اللوحات أصيلة ومرسومة خصيصاً لهذا المعرض».

ويتابع بأن من الأمور المميزة الأخرى الموجودة في المعرض تواجد فنانين كبار وصغار في العمر، قدامى ومتخرجين حديثاً، إضافة إلى التنوع والغنى في المدارس الفنية المشاركة والتعددية حيث يضيف: «كل اللوحات المشاركة هنا تحمل بصمات الفنانين المشاركين. كل فنان موجود هنا أبقى على أسلوبه الذي يرسم به سواء أكانت اللوحة كبيرة أو صغيرة. كما أنه من الملاحظ بأنهم احترموا أسماءهم من حيث قدموا فناً راقياً مع علمهم ببيع اللوحات بسعر بسيط. وبرأيي أن معظم الفنانين قدموا إنتاجاً كان أعلى من المستوى التقليدي الذي كانوا يرسمونه في الماضي».


من أجواء ملتقى اللوحة الصغيرة

أما عن مشاركة الفنان بشار برازي في المعرض فيقول بأنه شارك بثلاث لوحات (حاله حال كل المشاركين في المعرض) حيث اختار أن تكون الفكرة العامة لها متمثلة في مفردة «المفاتيح» والتي يشرح عنها أكثر فيقول: «أعمل على مفردة المفاتيح، حيث سبق وأن قمت بنحت مفاتيح خشبية لبيت جدي، تلك المفاتيح الكبيرة والتي كان يعلقها جدي مثل باقي السكان ويفتخر بعددها، ولدي عمل طوله ثلاث أمتار حول المفاتيح أصبح من مقتنيات وزارة الثقافة حالياً. قدمت ثلاث لوحات مرسومة بألوان الإكريليك + مائي والتي أقوم بها لأول مرة. ليست لدي تجربة سابقة في هذا المجال حيث قررت المغامرة، وأنا هنا لمعرفة رأي المشاهدين أو الزملاء. اخترت هذه المفردة لكونها تملك الكثير من المعاني والحالات الرمزية، منها أن المفتاح مثلاً يرمز إلى "القفل"، والذي يرمز إلى اختفاء الشخص لفترة كي يقيم نفسه ويراها على حالها. كما يمكن أن تكون فكرة المفتاح هي البداية لفترة جديدة على مبدأ أسطورة "الإله القتيل" الخاصة بموضوع أدونيس وعشتار، والتي تقول بأن أدونيس ينزل إلى العالم السفلي طوال السنة ويعود في فترة الربيع، كما أن رمزية المفاتيح تبرز بشكل كبير في المفاتيح التي يحملها الفلسطينيون كرمز للديار التي أخرجوا منها. حالياً أنا أعمل على هذه المفردة ولم تنته لدي بعد لأبدأ التفكير بغيرها».

أما عن مساهمة المعرض في نشر ثقافة الفن التشكيلي بين الناس فيقول بأن الموضوع حالياً سابق لأوانه حيث لن يتم معرفة أثر مثل هذا المعرض إلا بعد فترة، مضيفاً بأنه لكي تنجح عملية نشر الثقافة التشكيلية بين الناس فإن الأمر بحاجة إلى الإكثار من هذه المعارض ووضع لوحات أكبر حجماً بسعر أكبر بقليل.

ومن المشاركين في المعرض كان الشاب المتخرج حديثاً من كلية الفنون الجميلة أحمد كردي والذي يقول بأن الدعوة أتته من النقابة كخريج جديد للمشاركة في المعرض حيث يضيف: «طلب المسؤولون في النقابة مشاركتي لدعم مسيرتي الفنية الشابة ليكون هذا المعرض التجربة الثانية لي في مجال المعارض الجماعية. كانت فكرة رائعة جداً بالنسبة لي أن أعرض لوحاتي إلى جانب أسماء كبيرة في عالم الفن مع انتفاء العامل النفسي حول سعر اللوحة كون لوحاتنا كلها ذات سعر موحد، وبالتالي لا توجد إمكانية مقارنة بين مبيع لوحتي مع مبيع لوحة فنان معروف. كانت مبادرة جميلة أن يجتمع الفنان الشاب مع ذاك المخضرم، والتجربة الجديدة مع تلك القديمة». ويضيف بأن هذا المعرض هو المعرض الثاني له بعد المعرض الجماعي الذي أقامه لصالح بيت الذاكرة الفلسطينية، مضيفاً بأن مشاركته في مثل هذه المعارض ستغني تجربته الفنية بشكل كبير.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من ملتقى اللوحة الصغيرة في حلب

من ملتقى اللوحة الصغيرة في حلب

من ملتقى اللوحة الصغيرة في حلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق