من سورية: بتوقيع أوركسترا الأمل بحلب

08 كانون الأول 2010

«من سورية» كان عنوان الأمسية التي قدمها 70 طفلاً وطفلة هم أوركسترا «مدرسة الأمل» بقيادة شادي نجار في مديرية ثقافة حلب، تم فيها تقديم أغاني وطنية وقومية وإنسانية: «بلاد العرب أوطاني»، «موطني»، «كان عنا طاحون»، «حلوة يا بلدي»، وغيرها. وهذه الحفلة هي الثالثة التي قدمها هؤلاء الأطفال منذ تأسيس الفرقة قبل ثلاث سنوات تقريباً.

يقول شادي نجار: «الفكرة بدأت في العام 2008 حيث طرح أخي فادي فكرة إنشاء أوركسترا صغيرة من طلاب هذه المدرسة التي أدرس فيها الموسيقى، وتقوم بتقديم بعض المقطوعات الموسيقية والغناء والعزف. آنذاك، عملنا على تجميع أفراد الفرقة من خلال وضع إعلان في المدرسة ندعو فيه كل الطلاب الموهوبين للتقدم لهذه الجوقة وذلك بمباركة ودعم من الإدارة. أقيمت الأمسية الأولى في أيار من العام الماضي واحتوت على أغانٍ وطنية وذلك على مسرح مديرية الثقافة، ومن ثم قدمنا أغانٍ ميلادية في أواخر العام نفسه»، ويضيف: «الأمر الذي اختلف في الجوقة بعد مرور هذه المدة هو تقدم الطلاب وتحسن مستواهم. في البداية كانت هناك صعوبات تكمن في أن كل عازف وفرد من أفراد الأوركسترا أتى من مدرسة معينة وتدرب عن طريق أستاذ معين وفكر معين. هذا الأمر أدى إلى وجود صعوبة في البداية وذلك أثناء عملية دمجهم مع بعضهم البعض ضمن الأوركسترا وتوحيدهم في نغم واحد. بدأنا نحس بتقدم من الحفلة الأولى إلى الثانية إلى الحالية، كما بدأنا نرى ردات فعل إيجابية من الناس وخصوصاً في هذه الأمسية حيث صنفها الكثير من أساتذة الموسيقى الحاضرين على أنها كانت مميزة للغاية».

هذا التميز سببه الالتزام والتفاني من قبل 70 طفلاً وطفلة هم أفراد الأوركسترا طوال فترة التدريبات التي استغرقت حوالي 7 أشهر حيث يقول: «أنا شديد جداً أثناء البروفات، والفن الملتزم يتطلب أن يكون هناك انضباط والتزام. هذا الأمر أبداه الطلاب حيث كانت نسبة الحضور تقارب 90% في حين كانت النسبة الباقية تعتذر إما بسبب المذاكرات أو المرض أو لأسباب خاصة يكون لدي علم مسبق بها. ومن ناحية أخرى كان هناك تعاون كبير من قبل الأهالي وخصوصاً دعمهم لفكرة ترك أولادهم معنا فترة طويلة أثناء التدريب. بالنسبة لي فإن النجاح هو عبارة عن مثلث مؤلف من كل من الطلاب، الإدارة، والأهالي».


كورال مدرسة الأمل بقيادة شادي نجار

العام الماضي شهد مشاركة عدد من طلاب المدرسة القدامى في حين كانت المشاركة أقل هذا العام، والسبب كما يقول الأستاذ شادي: «الفكرة من مشاركة الطلاب القدماء هو أن مدرسة الأمل لا تنتهي عند مرحلة الشهادة الثانوية، وقد دفعتنا هذه الفكرة إلى جذب الكثير من العناصر القديمة في الحفلة الماضية، هذا العام تواجدت مواهب كبيرة في المدرسة ما جعلنا نقلل الاعتماد على الطلاب القدماء إذ كنا ما نزال نعمل على فكرة أن مدرسة الأمل لا تنتهي بانتهاء المرحلة الثانوية فيها».

ولم تمض فترة التحضيرات بالسهولة المتوقعة والسبب هو دخول طلاب جدد وخروج طلاب قدماء كحال أي جوقة مدرسية حيث يشرح هذه النقطة أكثر بالقول: «إن دخول الطلاب الجدد في الجوقة أمر يصعب العمل علي ضمن الجوقة خصوصاً مع خروج الشخص القديم الذي اجتهد كثيراً في الجوقة لسبب دراسي أو ظرف معين، ودخول الطلاب الجدد الذين يدخلون للمدرسة مع بدء العام الدراسي ويرغبون دخول الكورال. ولكن مع الجهد كانت نواة الأوركسترا ثابتة ومستقرة».

أما عما زُرع في الطلاب من خلال تواجدهم في هذه الجوقة فيقول: «أغلب الطلاب الموجودين في هذه الجوقة كانوا معتادين على الحفلات الفردية في معاهد الموسيقى التي يدرسون بها. ما حققته الأوركسترا لهم هو فكرة العمل الجماعي والإصغاء والانتباه لزميله العازف والموسيقي الموجود معه في الأوركسترا والتعاون معه لتحقيق النتائج المرجوة، كما خلقت لدى الشخص فكرة المحبة والتعاون من أجل إنجاح هذا العمل».

البعد عن الانطوائية والعلاقات الجماعية الأخوية هي أبرز الرسائل التي تزرعها هذه الأوركسترا في أذهان الطلاب كما يقول مدير مدرسة الأمل الأستاذ بيير تيودوري والذي يضيف: «إضافة إلى العلاقات الجماعية الأخوية التي تنشأ بين الطلاب، هناك علاقة التواصل التي تنشأ بين أهالي هؤلاء الطلاب وبين إدارة المدرسة، إضافة إلى العلاقة بين هؤلاء الطلاب وبين الإدارة أيضاً. هذه العلاقة تجعل الحواجز تنكسر بين الإدارة والطلاب وتجعلنا أقرب إلى هؤلاء الطلاب من خلال التواصل المستمر معهم خصوصاً ضمن فترة التدريبات الطويلة، حيث إن الإدارة تتكفل بنقلهم ذهاباً وإياباً إضافة إلى الاهتمام بهم وتقديم الوجبات الخفيفة لهم في حال تأخر وقت التدريبات. هذا الأمر يجعلني أعلم أنني عندما أطلب منهم أمراً ما فإنهم سيلبونه كما يعلمون أنهم عندما سيطلبون أي طلب منا كإدارة فسوف نلبيه لهم».

جانب من جمهور كورال مدرسة الأمل

ويضيف بأن اختيار الأغاني كان حول الأغاني الوطنية والقومية من أجل شد الجيل الجديد لهذه الأغاني المميزة، كما جاء اختيار مسرح مديرية الثقافة بدل مسرح المدرسة لتقديم هذه الأمسية انطلاقاً من رغبة المدرسة في التواصل مع شريحة أكبر من الجمهور ويضيف: «كان الهدف من إقامة النشاط هنا بدل مسرح المدرسة إيصال رسالة مفادها حب الوطن، كما أن العامل الآخر يتمثل في أن الخدمات التي تقدمها المديرية خدمات متميزة وبرسوم بسيطة جداً بهدف تشجيع الثقافة».

ويختم الأستاذ تيودوري بالقول بأن المدرسة تقدم نشاطات أخرى متنوعة للطلاب بخلاف هذه الأوركسترا مثل الرياضة والنشاطات الثقافية والمنافسات التي تتم مع المدارس الأخرى لتطوير الطلاب وتحسينهم.

تجربة مميزة تقوم بها إحدى المدارس الخاصة في مدينة حلب، قد لا ينتهي المطاف بكل أعضاء هذه الأوركسترا إلى احتراف أو متابعة الموسيقى، ولكن الشيء الوحيد الذي سيبقى ماثلاً في ذهن الكثيرين منهم هو هذه التجربة المميزة والتي من المؤكد أنها ستغنيهم ولن ينسوها لفترة طويلة جداً.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

كورال مدرسة الأمل بقيادة شادي نجار على مسرح مديرية الثقافة بحلب

جانب من جمهور كورال مدرسة الأمل بقيادة شادي نجار على مسرح مديرية الثقافة بحلب

كورال مدرسة الأمل بقيادة شادي نجار على مسرح مديرية الثقافة بحلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق