موسيقى شباب حلب: شباب يغنون أمام قلعة حلب

05/15/2010

شهدت الساحة الواقعة أمام قلعة حلب مساء يوم الأربعاء 12 أيار 2010 أمسية موسيقية تضمنت عدداً من الفرق الموسيقية الشابة في تجربة جديدة تتم برعاية مجلس مدينة حلب تحت عنوان «موسيقى شباب حلب». وتقوم هذه المبادرة على تشجيع الشباب واليافعين، ودعم موهبتهم من خلال احتضانها وتقديمها للناس ضمن أمسيات موسيقية يرعاها مجلس المدينة، حيث ستتضمن عدداً من الحفلات الموسيقية المتنوعة.

وتقول السيدة رنا نخال عضو المجموعة الثقافية لمشروع «مدينتنا» التابع لمجلس مدينة حلب، وهي الجهة التي قامت بالإعداد والتنظيم للنشاط، بأن فكرة المشروع جاءت انطلاقاً من رغبة المجلس في توسعة نشاطاته ضمن المدينة لتتضمن الجانب الثقافي والفني، مضيفة بأن مشروع «مدينتنا» يقوم في الوقت ذاته على تحفيز الفئات المختلفة ضمن المجتمع ليأخذوا دورهم الفعال في تنمية المدينة من خلال تقديم ما هم موهوبون فيه: «ليس الهدف من هذه المبادرة الترويج الثقافي فحسب، بل إعطاء دور أكبر للشباب الذين يملكون الموهبة والذين يشكلون نسبة لا بأس بها من تعداد السكان. هذا الأمر يجسد فكرة مشروع "مدينتنا" القائم على مشاركة كل السكان في تنمية المدينة بالطريقة التي يراها كل شخص مناسبة له».

وتضيف السيدة نخال بأن سلسلة الحفلات ستكون قائمة على التنوع، حيث ستكون البداية مع هذه الحفلة ذات الطابع الشرقي وستليها حفلات قد تتضمن موسيقى جاز أو روك بالإضافة إلى الموسيقى الكلاسيكية وغيرها من الأنماط الموسيقية المختلفة، وتتابع بالقول: «البداية اليوم كانت مع الموسيقى الشرقية الخفيفة حيث اخترنا شباباً يمثل تواجدهم اليوم ظهورهم الأول خارج النطاق الذي يتواجدون فيه عادة، مثل كورال القديسة تريزا الذي سيقدم اليوم أعمالاً وطنية وشرقية خارج إطار الأعمال الدينية الذي اعتادوا القيام بها. الشباب الموجودون اليوم هنا ليسوا مجهولين تماماً، بل هم شباب في البدايات ونحن هنا نحاول تقديم فرصة لهم لكي يكونوا أكثر فعالية».

بداية الحفل كانت مع الشاب عبده اسطنبولي والذي قدم عدداً من الأغاني الوطنية وعدداً من الأغاني التي قدمها مطربون كبار أمثال السيدة فيروز والمطرب عازار حبيب وغيرهم، بعدها قدمت جوقة القديسة تريزا أغنيتين وطنيتين خاصتين بها وعدداً من الأغاني الخاصة بالسيدة فيروز، ومن ثم قدم الثنائي رنا معوض وجوزيف ناقوز بعض الأغاني القديمة للرحابنة وغيرهم. ويقول الشاب اسطنبولي: «وجهت لي الدعوة من قبل الجهة المنظمة للمشاركة في الحفل وتقديم أغانٍ شرقية أصيلة، حيث قدمت اليوم عدداً من الأغاني اللبنانية وبعضاً من التراث الحلبي وأغانٍ أخرى منوعة».

ويضيف في تصريحه لـ «اكتشف سورية» بأن فكرة مشاركته في هذه الأمسية هي نوع من التنويع مضيفاً بأن الخط الذي كان يمضي فيه في الماضي هو خط التراتيل الروحية والإنسانية، إلا أنه في الوقت ذاته مع فكرة التنويع وتقديم أمسيات راقية في أمكنة راقية وضمن أجواء راقية ويتابع بالقول: «أنا سعيد لأني اليوم سأتوجه لكل الناس هذه المرة. أما بالنسبة للأمسية المقامة هنا فهي فكرة جديدة، وهو أمر مميز أن تكون الجهة الراعية للحدث هي مجلس المدينة، وأن يكون المكان أمام القلعة ذلك الصرح الكبير. هي فكرة رائعة وأتمنى من الجمهور الحلبي أن يدعم هذا الموضوع الذي رأيناه سابقاً في دمشق وبيروت وبتنا نراه الآن للمرة الأولى في مدينة حلب».

وعبده اسطنبولي من مواليد مدينة حلب حيث يعمل في المجال الموسيقي كهاو، إلا أنه أصدر ألبومين، الأول في العام 2005 بعنوان «ابتدي من جديد» والثاني صدر من شهرين «عفواً، عذراً لا أراك»، وكلا الألبومين يحملان مضامين إنسانية وتراتيل روحية ودينية. وكانت آخر مشاركة له في مهرجان «قيثارة الروح» هذا العام (2010) والذي قدم فيه عمل «سلام ومحبة» والذي نال جائزة «أفضل عمل متكامل ضمن فئة الأغنية الوطنية».

أما السيد شادي نجار المسؤول عن جوقة القديسة تريزا فيقول بأن الجوقة تشعر بالسعادة الكبيرة لوجودها ضمن أمسية تتم برعاية مجلس مدينة حلب، مضيفاً بأن الجوقة ستقدم اليوم خمس مقطوعات اثنتان منها وطنية الطابع من تأليف وألحان الجوقة، وثلاثة أعمال للسيدة فيروز، ويتابع قائلاً: «هذا أول ظهور لنا بنمط موسيقي جديد بعيد عن الجانب الديني. بالنسبة لرسالة الكورال الأساسية فهي رسالة دينية ملتزمة، إلا أننا في الوقت ذاته نؤدي أغانيَ وطنية وإنسانية حيث ستتضمن مشاركتنا اليوم النمطين الأخيرين كما سبق وذكرت في البداية».

ويتابع بأن مدينة حلب بحاجة إلى مثل هذه المبادرات والأمسيات إضافة إلى أن الفكرة هي فكرة حضارية ومميزة مضيفاً بأنه يأمل في أن يكون هناك مناسبات أخرى قادمة للجوقة مماثلة لهذه المناسبة.

وجوقة القديسة تريزا هي جوقة تأسست في العام 1998 وتضم 35 مؤدياً، وتؤدي مقطوعات دينية وروحية من تأليفها الخاص مع تأدية مقطوعات أخرى ليست من أعمال الجوقة إنما مع إعادة توزيعها. وقد سبق للجوقة أن شاركت في مهرجان «قيثارة الروح» لأربع مرات كانت تنال فيها الجوائز في كل مرة حيث كانت آخر جائزة حصلت عليها جائزة أفضل توزيع عن أغنية «سورية الأمجاد» التي قدمت اليوم في الأمسية.

ومن الحضور التقينا الشاب مهند رفاعي والذي أبدى إعجابه الشديد بالفكرة القائمة على رعاية واستضافة المواهب الشابة حيث يتابع قائلاً: «الفكرة جميلة والخطوة رائعة. ومن الجميل أن نشعر نحن كشباب بأن هناك من يهتم بنا ويرعى مواهبنا. لي العديد من الأصدقاء الذين يتمنون لو تتاح لهم مثل هذه الفرصة ليصعدوا للمسرح ويقدموا ما لديهم. أتمنى لهذه المبادرة أن تستمر وأن يتم دعمها من مختلف الجهات».

يذكر بأن مشروع «مدينتنا» الذي أطلق هذه المبادرة هو مشروع يهدف إلى تنمية مدينة حلب من كافة النواحي وفق إستراتيجية مدروسة حيث يتضمن عدداً من المحاور الاجتماعية والاقتصادية المتنوعة من بينها دعم الحركة الفنية والثقافية في المجتمع عن طريق تبني عدد من النشاطات النوعية الفنية أو الثقافية.

أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

أثناء التحضيرات لأمسية موسيقى شباب حلب	عبده اسطنبولي يرافق رنا معوض في إحدى الأغنيات	جوقة القديسة تريزا في موسيقى شباب حلب

بقية الصور..