بشرى مصطفى في حوار مع اكتشف سورية

16 أيار 2010

بمناسبة معرضها الفردي الأول في غاليري رواق القشلة

تجربة جديدة قدمتها النحاتة بشرى مصطفى في معرضها الفردي الأول والمُقام تحت رعاية الدكتور بشر الصبان محافظ دمشق، في غاليري رواق القشلة على الشارع المستقيم في دمشق القديمة.

نستشف من خلال أعمال النحاتة بشرى مصطفى رؤيتها الخاصة وأفكارها التي جعلت منها مقولات فنية مُجسدة بأعمال نحتية تضعها وجهاً لوجه أمام الناظرة في محاكاة للذات البشرية بتعقيداتها وتناقضاتها الكثيرة.

ضم المعرض 27 عملاً نحتياً و13 عملاً غرافيكياً من وحي معرضها، والذي كانت تيمته الرئيسية الإنسان بحالات تعبيرية مختلفة لتجعل منه أسيراً لقوقعته التي لا تنفك عن كونها جزءاً أساسياً منه على اختلاف دلالاتها النفسية، فمن جهة تعتبر القوقعة ملجأ آمناً من خطر خارجي، وسجناً يطبق على أفكاره وحركته في عمل آخر.

«اكتشف سورية» أجرى هذا الحوار مع النحاتة بشرى مصطفى، تعرفنا من خلاله على نحاتة مجتهدة عُرف عنها إصرارها في العمل وسبر أغوار عوالم النحت غير المنتهية.

بداية لنتكلم عن خصوصية المعرض الفردي الأول للنحاتة الشابة بشرى مصطفى:
منذ تخرجي من كلية الفنون الجميلة وأنا أعمل في مرسمي الخاص متفرغة للعمل النحتي دون أي انقطاع ، لذا فهي مسؤولية كبيرة، فأنا ما زلت في بداية الطريق أعمل لتقديم أعمالٍ فنية ترتقي بمستواي الفني، ولا أخفيك بوجود حالة من القلق تقع على عاتقي، فالعمل في المجال النحتي ليس بالأمر السهل، وخاصة لاقتناعي بعدم الاستسهال في التعامل مع العمل الفني الذي سيقدم للناس لاحقاً.

خامة البرونز التي اعتمدتها في هذا المعرض هي خامة اعتدنا على رؤيتها في نتاج بشرى مصطفى، ما مدى علاقتك مع هذه المادة؟
عملي الأساسي والمباشر هو على الطين وهي مادة طيعة وحية لوجود علاقة حسية ومباشرة تربطني بها، وهي بالنسبة لي مختلفة عن الحجر والخشب على الرغم من جماليتهما الفنية الخاصة، فالبرونز له سحره الخاص وهنا أريد أن أستشهد بمقولة معروفة وهي «العمل يحيى في الطين ويموت في الجبصين ثم يعود ليحيا في البرونز». وبغض النظر عن الخامة المُستخدمة في العمل النحتي يبقى صدق العمل الفني مرتبطاً بإحساس النحات ومدى امتلاكه لخصائص الخامة المستخدمة التي تلعب دوراً كبيراً في نقل إحساس النحات.


الفنانة بشرى مصطفى أمام أحد أعمالها

لم تكتفي بعرض نتاج نحتي بل تعديت ذلك إلى عرض أعمال غرافيكية تدور جميعها في فلك أعمالك النحتية، هل هنالك مقولات جديدة تودين طرحها عن طريق الغرافيك لم تُطرح في العمل النحتي؟
بالنسبة للأعمال الغرافيكية المعروضة فقد كانت بمرحلة متقدمة بعد انتهائي من العمل النحتي، وهي تجربة جديدة بالنسبة لي، في هذه التجربة الغرافيكية أتعامل مع لوحة وتكوين مختلف ولكن ضمن فكرة المعرض الأساسية، فيمكن أن نشاهد مفردات متقاربة ما بين العمل النحتي واللوحة الغرافيكية، فقد كان دافعي لذلك وجود قاسم مشترك بين الغرافيك والعمل النحتي.

ما بين الفكرة الأولية للعمل النحتي وانتهاءً بصيغته النهائية فإنه يمر بمراحل متعددة، إلى أي مدى قاربت ما بين الفكرة الأولية وما نشاهده من هذه الأعمال؟
في العمل النحتي دائماً ما ننطلق من فكرة أولية، ولكن العمل على الكتلة بشكل مباشر يأخذنا إلى مساحات أبعد من التفكير والتجسيد، لذا أعتبر أن العمل النحتي يبدأ من فكرة صغيرة لينتهي بتفكير أعمق للكتلة وعلاقتها بالفراغ المحيط بها، وهي عبارة عن محاولات وتجارب مستمرة لمقاربة هذه الأفكار عبر صياغتها بكتل حسية صادقة.

دائماً ما نشاهد الإنسان محوراً أساسياً في عمل معظم الفنانين حيث تختلف المواضيع والتجسيديات التعبيرية، إلى أي حد يستطيع هذا الجسد تحمل واستيعاب أفكار النحاتين؟
من خلال هذا الجسد نعبر عن أنفسنا وعن إنسانيتنا، كما أن هناك مفردات أخرى نستعين بها كالمفردات الحيوانية والطبيعة والصامتة، فنقوم بأنسنتها للتعبير عن ذواتنا.

كلمة فنان تشكيلي تطلق بشكل اعتباطي على جميع خريجي كلية الفنون الجملية أو ما يعادلها وبغض النظر عن جديتهم في العمل الفني ما بعد التخرج، ماذا تقولين في ذلك؟
كلمة فنان كلمة كبيرة وليس من السهل الوصول إليها، وليس كل من عمل في مجال الفن فنان طبعاً.

ما بين رغبة النحات بتشكيل عمل نحتي حر والذائقة الفنية الدارجة – الشعبية – فجوة كبيرة من الاتساع، إضافة للسعر الذي لا يتوافق مع دخل المواطن السوري. كيف يزاوج النحات ما بين هاتين المتناقضتين وخاصة عندما نرى أعمالك التي تنحى نحو القسوة التعبيرية؟
أما عن الذائقة الدارجة فأقول أن العمل النحتي ليس بمنظر أو زينة تركن في إحدى زوايا المكان، بل هي نتاج أفكار وأحاسيس الفنان التي أخذت من روحه الكثير مما لا يقدر بثمن. وفي نفس الوقت النحات بحاجة إلى كم هائل من الحرية الفكرية التي سيجسدها من خلال أعماله النحتية، وبغير هذا سيفشل النحات فشل ذريعاً، لذا أعود كما قلت في بداية الحديث إلى القول إنها مسؤولية كبير تقع على عاتق النحات. العمل الفني عمل فكري وروحي وثقافي أكثر من كونه عملاً مادياً، لذلك فإن الفن دائماً هو للناس جميعاً سواء ملكوا المال أو لم يملكوه لاقتناء أي عمل فني، يكفي إدراك قيمته وهذا يأتي نتيجة لتطور ثقافتنا البصرية في جميع أنواع الفنون.

طلبة يافعون من طلاب مدرسة المنصور بباب توما
في زيارة لمعرض النحاتة بشرى مصطفى

وفي هذه اللحظة من حديثنا مع النحاتة بشرى مصطفى، دخل إلى المعرض بضعة يافعين من طلاب مدرسة المنصور في باب توما، مستكشفين زوايا المكان وما يحتويه من أعمال النحاتة بشرى، فسألناهم عن انطباعاتهم بما رأوه، وكانت أجوبتهم متفقة على سعادتهم في دخول معرض نحتي، وإن كان البعض قد أسقط على المنحوتات قصصاً من عالم الأطفال، وخاصة أن بعضهم لم يرَ في هذه الأعمال سوى سلاحف بأشكال مختلفة.

هنا نختم حوارنا مع الفنانة بشرى مصطفى باتجاه أهمية زيارة الأطفال واليافعين لمعارض النحت والتشكيل فتجيب:
لي تجارب سابقة ومتعددة مع الأطفال في ورش عمل تُعنى بالفن التشكيلي. وهنا أعود لسؤالك عن الذائقة الفنية الشعبية - والتي لها رأيها الخاص بالعمل النحتي - فأقول عندما نبدأ مع الطفل منذ صغره بإشراكه في العملية التشكيلية على اختلافها، فإننا نؤسس لجيل يعي أهمية العمل النحتي وأهمية جميع أنواع الفنون في حياتنا اليومية.

النحاتة بشرى مصطفى في سطور:
- من مواليد حمص، 1984.
- خريجة كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق- قسم النحت، 2005.

المعارض والمشاركات الفنية:
- مسابقة وورشة «اللقاء» للشباب، غاليري قزح، دمشق، 2008.
- ورشة عمل في غاليري قزح «مشاركة فنان شاب مع فنان كبير»، عمل مشترك مع الفنان إدوارد شهدا، 2007.

الجوائز الفنية:
- الجائزة الأولى للنحت مناصفة في مسابقة «اللقاء»، غاليري قزح، 2008.
- الجائزة الأولى للنحت في معرض الشباب، 2006.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

النحاتة الشابة بشرى مصطفى أمام أحد أعمالها

من الأعمال النحتية للنحاتة بشرى مصطفى في معرضها في غاليري رواق القشلة

من الأعمال النحتية للنحاتة بشرى مصطفى في معرضها في غاليري رواق القشلة

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

عمرو فهد:

مبروك يابشرا
وفقك الله في طريقك للإبداع
دمتي للفن

الإمارت