افتتاح مركز الزوار في مدينة ماري

01 تشرين الثاني 2010

المركز سيعمل على إبراز قيمة الموقع ونشر المعرفة حوله

اُفتتح مركز الزوار في موقع ماري الأثري جنوب شرق دير الزور، يوم الخميس المنصرم 30 تشرين الأول 2010.

وكالة الأنباء سانا ذكرت أنّ المركز يتضمن نزلاً لإقامة الزوار، وغرفة لقطع التذاكر، وكافتريا ومطعماً وصالة عرض تحوي لوحات ومجسمات توضيحية عن ماري والمكتشفات الهامة التي تم العثور عليها هناك.

هذا وقد أشار إريك شوفالييه -السفير الفرنسي بدمشق- إلى أنّ المشروع يمثل نجاحاً رمزياً ومثالياً ونموذجياً، نظراً لكثافة الجهود المبذولة من قبل الشركاء السوريين والفرنسيين، وحرص العديد من الباحثين والعلماء الفرنسيين على المشاركة في إنجاز المركز؛ لافتاً إلى أنّ المركز سيعمل على إبراز قيمة الموقع ونشر المعرفة حوله والعمل على إبراز الخبرات في مجال العمارة الطينية والترويج للسياحة البيئية في سورية.

من جهته فقد أوضح بسام جاموس -مدير عام الآثار والمتاحف- أنّ هناك اكتشافات جديدة بشكل يومي في المواقع الأثرية السورية المنتشرة في كلّ المحافظات، حيث يقوم بالتنقيب فيها حالياً 140 بعثة أثرية؛ لافتاً إلى أنّ إستراتيجية المديرية العامة للآثار والمتاحف ووزارة الثقافة تنصب حالياً في مجال تأهيل المواقع الأثرية ومنها مركز الزوار الجديد في ماري.

مركز الزوار يهدف إلى التعريف بعمارة الطين والترويج لها

السيد فرانسوا بورغا -مدير المعهد الفرنسي للشرق الأدنى- بيّن أنّ ماري تعدُّ أشهر وأقدم مدرسة للبناء بالطين، إذ تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، ويعدُّ مركز الزوار امتداداً لتلك المدرسة. وقد أوضح أنّه تمّ إنجاز لوحات تعريفية بصالة العرض في المركز؛ كما يدرس المعهد إعداد موقع الكتروني خاص بماري، لإبراز المعلومات الأثرية القيمة عنها، والتي دلت عليها جهود الخبراء وعلماء الآثار السوريين والفرنسيين.

كما وأشار المهندس محمود بن داكير -المشرف على إنجاز المشروع من معهد كراتيير- إلى أنّ المشروع يهدف إلى التعريف بعمارة الطين والترويج لها عبر إصدار مؤلف خاص بثلاث لغات، وإثبات أن الخبرات الخاصة بعمارة الطين ما تزال موجودة، إضافةً إلى إبراز قيمة التراث المعماري لمادة الطين. وقد بيّن بن داكير أنّ المركز يقدم للزوار والسياح المعلومات الضرورية عن موقع ماري والمواقع الأثرية القريبة، عبر صالة العرض الموجودة والوسائط المتعددة المتوفرة فيها، وكذلك تخديمهم بقاعات وبنى تحتية تتضمن كافتيريا ومطعم ونزلاً للإقامة؛ لافتاً إلى أنّ خصائص المبنى مستلهمة من خصائص البناء في ماري، وهو نتيجة التزاوج في المعارف من خلال ما وجد من استكشافات في ماري ومواصفات البناء الحديث واستخدام مواد البناء المحلية.

ماري ستكون معهداً لتأهيل علماء الآثار والعاملين في مجال التنقيب

هذا وقد وقال باسكال بترلان مدير البعثة الفرنسية في ماري: إنِّ افتتاح المركز يتزامن مع احتفال البعثة بمرور 75 عاماً على عملها في ماري، ومع إطلاق الحملة السابعة والأربعين للتنقيب والترميم في الموقع. وأضاف بترلان قائلاً : إنِّ العمل في ماري فرصة فريدة، حيث تعدُّ مختبراً حقيقياً من أجل تطوير العمارة الطينية واكتشاف تاريخ مدينة ماري التي تخص التراث العالمي، وكذلك ستكون معهداً لتأهيل علماء الآثار السوريين والفرنسيين والعاملين في مجال التنقيب، حيث سيتم تأهيل 40 عاملاً للعمل في مجال البناء الطيني.

السيد جان لوي بارجول -مدير عام شركة توتال للاستكشاف والإنتاج في سورية- أوضح أنّ شراكة توتال في إنشاء المركز تعد أحدى نشاطاتها ومسؤوليتها تجاه المجتمع المحلي في مجال التنمية المستدامة، وهذا ما تسعى إليه الشركة بالتعاون مع الحكومة السورية والمجتمع المحلي والمنظمات الدولية؛ لافتاً إلى أنّ المشروع يشكّل نموذجاً فريداً حيث يربط التاريخ بالتنمية والاقتصاد والمحافظة على البيئة، ويعمل على توثيق التجربة السورية العريقة بمجال عمارة الطين، وبناء نموذج أولي عبر استخدام المواد الطينية كذلك تدريب المختصين والمهندسين المعماريين على مواصفات البناء الطيني.

ومن الجدير ذكره أنّ المركز، الذي بدأ العمل فيه عام 2007 وأنجز على 3 مراحل، يعدُّ ثمرة تعاون ما بين المديرية العامة للآثار والمتاحف، والمعهد العالي للبناء بالطين (كراتيير) في غرنوبل بفرنسا، والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى، وجمعية أصدقاء ماري، وشركة توتال للاستكشاف والإنتاج في سورية، وغرفة تجارة وصناعة دير الزور.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق