مركز خدمات الزوار في ماري الأول من نوعه في المواقع الأثرية السورية
30 حزيران 2011
شيد بمواد تحاكي مواد بناء مستخدمة قبل 7000 عام
لا تقل دهشة الزائر لمملكة ماري التاريخية على الضفة اليمنى لنهر الفرات قرب البوكمال بما يضمه هذا الموقع من لقى تاريخية التي تلقي ضوءا على تاريخ المنطقة والعالم عن دهشته بزيارة مركز خدمة الزوار الذي تم تأهيله ليكون الأول من نوعه في المواقع الأثرية لاستقبال السياح والزوار والمبني من مواد تقليدية عبارة عن طين ممزوج بالتبن والمقطع الى قطع متساوية وذلك تشجيعا للسياحة الأثرية التي تفتقر إليها المنطقة.
وكان العمل بالمشروع دشن العام الماضي تزامنا مع العيد الماسي لاكتشاف مملكة ماري ونفذ على ثلاث مراحل بإشراف خبراء فرنسيين. وهو ثمرة تعاون مشترك بين المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية والمعهد العالي للبناء بالطين /كراتيير/ في غرنوبل في فرنسا والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى وجمعية أصدقاء ماري وشركة توتال للاستكشاف والإنتاج النفطي في سورية والمركز الثقافي في دمشق.
يتضمن المشروع ترميم وتأهيل الموقع الأثري وبناء مجتمع محلي حوله على مساحة 3000 متر مربع باستخدام المواد التقليدية المحلية أي الطين الممزوج بالتبن والمقطع إلى قطع متساوية مربعة أو مستطيلة الشكل ومن ثم يجفف على أشعة الشمس وهو يسمى اللِّبن بلغة سكان المنطقة والتي تحاكي مواد بناء الموقع الأثري الذي تم تشييده قبل حوالي 7000 عام حيث أثبتت تلك المواد أنها صديقة للبيئة ولها مواصفات فنية أفضل من المواد المستخدمة حاليا في البناء.
ويعمل المركز الذي يقع في قرية السيال الواقعة على بعد 120 كم جنوب شرق مدينة دير الزور على تحقيق أكثر من غرض في مقدمتها تقديم خدمات مناسبة لزوارماري تسهم في الترويج السياحي وهذا ما تفتقر إليه المواقع الأثرية في سورية عموما كما استفادت المواقع الأثرية المجاورة لماري مثل الصالحية والرحبة من خدمات هذا المركز الذي شكل نقطة جذب تشجع الزوار والسياح والمهتمين بالتاريخ والآثار من مختلف أنحاء العالم على زيارة المواقع الأثرية في سورية عموما ودير الزور خصوصا ويضم المركز غرف استراحة أو نزلا /موتيل/ وكافتيريا ومرافق خدمية ومركزا للمعلوماتية ومتحفا صغيرا تعرض فيه بعض القطع الأثرية المكتشفة في الموقع.
استمر العمل في تشييد هذا المركز ثلاثة أعوام ويهدف بالمقابل إلى تحقيق ثلاثة أهداف أساسية أولها بناء جسر للتواصل بين الماضي والحاضر وثانيها تشجيع المجتمع المحلي على الاستقرار في أرضه من خلال دمج السكان بالطبيعة التراثية الأثرية للمنطقة إضافة إلى إعادة استخدام المادة الطينية بأسلوب جديد يتماشى مع روح العصر ومستمد في الوقت نفسه من الطريقة القديمة لتصميم البناء القديم بحيث يشبه الطراز المعماري لتلك الفترة التي عاشت فيها حضارة مملكة ماري حيث بني المركز بالكامل من مادة البناء التقليدية التي كانت سائدة في الحقبة التاريخية لفترة نشأة هذه المملكة إلى جانب المواد التي تستخدم حاليا في البناء في المنطقة وهي اللّبن والحجر والجص.
أعظم مملكة في الجزيرة والفرات ويحتوي موقع ماري الذي يسمى تل الحريري محتلا رقعة من الأرض تتراوح بين ألف م طولا و 600 م عرضا على حضارات عدة أقدمها تلك التي اكتشف فيها الرقيم الكتابي الذي يعود عهده إلى منتصف الألف الرابع ق. م ولكن الحفريات بقيت مقتصرة على طبقات الألف الثالث ق. م ولم تتجاوزها.
وقد عرف الألف الثالث ق. م في الأوساط العلمية الأثرية بعصر فجر السلالات السومرية حيث كانت ماري تحتل موقعا دوليا واقتصاديا هاما آنذاك ونظرا لموقعها الاقتصادي و الاستراتيجي كانت عرضة لغزوات مستمرة من الدول المجاورة وغنى ماري يظهر في كثرة الأبنية السكنية و المعابد والقصور التي اكتشفت فيها بالإضافة إلى آلاف القطع الفنية الرائعة المنتشرة في متاحف حلب ودمشق وباريس.
وقد تم الكشف عن الموقع من قبل سكان المنطقة أثناء حفر أحد القبور في عام 1933 لتتولى بعثة فرنسية في نفس العام عمليات البحث والتنقيب في الموقع برئاسة البروفيسور أندريه بارو. الذي فوجئ بعد فترة أنه يقف فوق أعظم مملكة في منطقة الجزيرة والفرات هي مملكة ماري التي ورد ذكرها في الكثير من المصادر والكتب التاريخية على أنها حاضرة من أعظم حواضر العالم القديم على ضفاف نهر الفرات في سورية. ونتيجة لهذا الاكتشاف الكبير أخذ البروفيسور بارو يتردد كل عام على الموقع ليحصل على المزيد من المعلومات الهامة التي أماطت اللثام عن جوانب كثيرة من تاريخ منطقة الفرات خصوصا وسورية عموما.
ولعل القصر الملكي الواسع الذي تأسس في الألف الثالث ق. م هو أبرز المكتشفات في موقع تل الحريري / ماري / التي تمت على يد البروفيسور بارو على مدى 21 موسما /1923 / 1974/.
الحاجة للمركز مستمرة وتكمن الحاجة إلى مركز خدمات الزوار الذي احتفل بافتتاحه في ماري في أن أعمال البحث والتنقيب ما زالت مستمرة حتى اليوم في الموقع بعد وفاة البروفيسور بارو ضمن برنامج يتطور في أربعة اتجاهات.. دراسة عاصمة مملكة أسست على الفرات مع الإشارة إلى العمران وتطور الموقع وعلاقته مع النهر، دراسة الأرض التي كانت قاعدة للزراعة في هذا الموقع أي بين جرف الصالحية والباغوز مع البحث عن شبكات الري والسكن والأهلي في زمن ماري، دراسة محور توسع المملكة وعلاقاتها مع نهري الخابور البليخ، دراسة علاقة ماري مع جيرانها.
من المؤكد أن نتائج هذه الدراسات ستمد الباحثين وعلماء التاريخ والآثار وحتى الزوار الذين سيفدون على الموقع ويتمتعون بخدمات المركز الموجود فيه بمعلومات جديدة على قدر كبير من الأهمية سواء عن منطقة الفرات بشكل خاص أو سورية بشكل عام ولاسيما أن منظمة اليونسكو أدرجت مدينة ماري الأثرية على لائحة التراث العالمي.
الوكالة السورية للأنباء - سانا
هالة النابلسي:
I LIK TO HAVE MOR IMPOTENT IN ALL RUMPS IN SIRYA.
THANK YOU
SYRIA