معرض الفنان حسان عزاوي في ثقافي الحسكة

30 تشرين الأول 2010

الإحساس الجمالي العفوي الذي يمتلكه الإنسان هو إحساس حقّ وطبيعي ينبع من التاريخ والخصوصية المعرفية لكل شعب من الشعوب، وإنّ أفضل مثال على هذا الأمر هو منجزات الحضارة العربية في فنونها الزخرفية والكتابات العربية المختلفة التي كانت تزين البيوت الدينية و الدنيوية والتي ارتبطت بالقيم العربية والمفاهيم الإنسانية الجمالية التي حملتها تلك الحضارة، وبعد ذلك عبّرت الحضارة العربية الإسلامية التي ارتكزت على التوحيد عن جماليات جديدة عبر الخط اللامتناهي (الأرابيسك).


من معرض التشكيلي حسان عزاوي
في ثقافي الحسكة

ومن الواضح أنّ الأمر لم ينته هنا، بل ظهرت صيغ جمالية جديدة نتيجة التلاقي الحضاري والتي استمرت إلى وقتنا الحاضر، لنجد فنانين معاصرين يحيون عيون الحضارة العربية برؤية حديثة ويستفيدون من المنجزات الحضارية الحديثة إن جاز التعبير في مجال التصوير والعمارة والنحت ليقدموا لوحاتٍ تراثية تعبق بروح العصر، فها هو الفنان حسّان عزّاوي يعرض أعمالاً تراثية في صالة المركز الثقافي في الحسكة تحاكي الخط العربي الكوفي المشتق من الخط النمطي على حدّ تعبيره، والمنتشر بكثرة في منطقة ما بين النهرين.

يقول الدكتور أحمد الدريس مدير الثقافي في الحسكة عن أعمال عزاوي: «لقد أبرزت اللوحات جماليات الخط العربي عبر استغلال مرونته وظيفته الإيحائية، وهذا ينمّ عن حرفيّة ومقدرة على تكييف طاقات اللغة الصامتة التي تنطق بالكثير».

«اكتشف سورية» التقى بالفنان حسّان عزاوي وكان الحوار التالي:

من الواضح أنّه لا يمكن قراءة المفردات المحمّلة على سطح اللوحة إلّا من قبل المختص فهل يشكل هذا الأمر عائقاً أمام قراءة اللوحة بشكل عام؟
اللوحة ليست لقراءة المفردات فحسب، بل للإيحاء وتقديم تكوين معين بالإضافة إلى الزخرفة لتشكل حالة بصرية قريبة من مفهوم التجريد المعروف في مجال الفنون التشكيلية، أرى أنّ الفنان قادر على نقل البيئة عن طريق الخط واللون والشكل، وإن لم يكن ثمّة ما هو مشخص في اللوحة.

هل نستطيع أن نقول بأنّك تأثرت ببعض المذاهب الفنية الأخرى كالتجريدية أو الوحشية الفرنسية أو التفوقية الروسية أو غيرها لتقدم أعمالاً تراثية عربية برؤية جديدة؟
نعم . في الوقت الحاضر لم يبق هناك حدود بين الحضارات، وأصبح من غايات الفن الأساسية توحيد الثقافات جمالياً وبصرياً، والانغلاق لا يجوز وعندنا قوة التراث الحضاري العربي، وإذا توهم أحدهم أنه ضعيف أمام الحضارات الأخرى فيمكن تجاوز هذه الحالة بالاطلاع على منابع الحضارة العربية الفنية والجمالية وسوف يتحول هذا الضعف إلى قوة ثقة بالثقافة العربية.

ماذا الجديد الذي يمكن أن نجده في لوحات عزاوي، ولاسيما أّن اللوحة ذات الطابع العربي باتت شائعة في ساحة الفنون التشكيلية؟
دوّن العرب القرآن الشريف بداية بالخط الكوفي ودون نقط، ثم تطور هذا الخط مع الزمن وملأ البيوت الدينية والدنيوية بالإضافة إلى الكتب والأثاث، وحمل هذا الخط جانباً جمالياً، ولم يعد فقط لخدمة النص الديني، وهذا الأمر يؤكّد أهميته فنيّاً، فإذا عدنا إلى الوراء - أي قبيل الإسلام - نجد أن النقوش العربية كانت تهدف إلى ملئ الفراغ وتزيين البيوت والأثاث بالخطوط والنقوش، ولكن لم تكن هناك لوحة عربية بل نقوش معبرة عن الحس الجمالي للإنسان العربي آنذاك، وهذا يفسر كيف أنّ الدراسات الحديثة تعود إلى التراث برؤية حديثة، وهذه العودة دليل على أهمية الخط العربي والزخرفة العربية جمالياً، ومن هنا كانت هذه الأعمال التي تعرّف الجمهور على حيثيات حضارة عربية مستمرة وتقدم ما هو أصيل لتربط المتلقي بالماضي، ولكن هذه المرة عن طريق اللوحة.

الفنان حسان عزاوي في سطور:
- من مواليد 1970.
- مهتم بالفنون العربية التراثية.
- درس الفن دراسة خاصة.
- قدم عدداً من المعارض الفردية في المركز الثقافي العربي في الحسكة.
- شارك في معرض الشّباب الخامس في دمشق، 2005.


كولوس سليمان - الحسكة

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

motaz:

لو نستطيع ان نشاهد لوحاتكم عن قرب، لكن من هنا أحييكم واتمنى لكم التوفيق و النجاح دائما
فانا إبن هذه المدينة ايضا ...

Ukrina