معرض استعادي لأعمال الفنان الراحل عمر حسيب

23 تشرين الثاني 2010

في الحسكة

افتتح يوم السبت 20 تشرين الثاني 2010 معرض استعادي لأعمال الفنان عمر حسيب بمناسبة مرور اثني عشر عاماً على رحيله المحزن.

«فبينما كان حسيب يتأمل الغروب من نافذة الحافلة القريبة من جبال تدمر، اصطدمت فجأة بشاحنة مجنونة، لتنتهي حياة هذا الفنان الشاب بميتة مفجعة، حيث كان يحتضن طفلته الصغيرة، رحل عمر حسيب و لم يسمع عويل زوجته التي كانت إلى جانبه».

رحل الفنان عمر حسيب، تاركاً إرثاً فنياً ليخبرنا بوساطته أنه فنّان أحبّ الأرض والإنسان، وتجاوز من خلال أعماله الانطباعية والتعبيرية حالة الجمود ليخاطب الإنسان في كل مكان وزمان، وها هو يعود إلينا بعد اثني عشر عاماً من وفاته في صالة الفنون الجديدة في الحسكة لنرى بعض أعماله التي جمعت من منازل أصدقائه و محبيه، تلك الأعمال التي أحاطت ببيئة الشمال السوري، ونقلتها ريشة الفنان ليعبر عن شدة حساسيته للضوء والمكان ولنشاهد قدرة الفنان على دمج الموجودات في وحدة شاملة وحضور كلي، لتتحول لوحته إلى وعاء للضوء تسبح الكائنات في أرجائه، لاسيما أنّ الفنان عاش وهو يراقب الطبيعة ويتعلّم منها أبجدية اللون وحالات الظهور والضمور، لينتقل من النظر إلى الرؤية ثم التعبير عنها بأعمال فنية تتميّز بالقليل من الحرفية والكثير الكثير من الإحساس والعاطفة والصدق في التعبير.

بالرغم من أنه درس الفن دراسة خاصة إلّا أنّه خرّج العديد من الفنانين من مرسمه، وكان همّه الجمالي هو الدافع القوي لإبداع أعمال فنية مازال لها حضورها ورونقها غير متأثرة بفعل الزمن كأنها رسمت لتوها.

يقول الفنان الراحل فاتح المدرس في رثاء عمر حسيب: «فنان بلون الأرض، روحه من عبق السماوات الزرقاء في البادية السورية و الهلال الخصيب في الحسكة، حيث الأرض و الناس في وحدة متكاملة من العواطف والمشاعر».

رسم الأرض والناس وهو طفل، وعلّم من حوله محبة الشكل الجمالي لبيئته المسالمة ذات الدفء والمحبة.

وتجاوزنا هكذا دون أن يخبرنا كيف عاش وكيف مات، تاركاً خلفه تلك الابتسامة المفعمة بقبول الحزن و الجمال.

تميز المعرض الاستعادي بحضور ملفت من محبي الفن و أصدقاء الراحل ومجموعة من الفنانين المقيمين في محافظة الحسكة وعدد من أقارب الفنان.

الفنان الراحل عمر حسيب في سطور:
- من مواليد الحسكة، سنة 1950.
- عضو نقابة الفنون الجميلة في دمشق.
- أقام عدداً من المعارض الفردية في الحسكة، كان أولها سنة 1968.
- معرض فردي في المركز الثقافي الروسي في دمشق، سنة 1973.
- شارك في العديد من المعارض الجماعية داخل القطر وخارجه.

كولوس سليمان - الحسكة

اكتشف سورية

من أجواء المعرض الاستعادي للفنان الراحل عمر حسيب	من أجواء المعرض الاستعادي للفنان الراحل عمر حسيب	من أعمال الفنان الراحل عمر حسيب

بقية الصور..