جمر تحت الرماد: كتاب يتناول إبداع المدرس للكاتب محمد قجة

26 أيلول 2010

امرأتي لا أريدها شبيهة بالرجال ولا أريدها إنساناً بل طبيعة

«جمر تحت الرماد... فاتح المدرس رحلة الحياة والفن» عنوان الكتاب الصادر عن «الهيئة السورية للكتاب» للكاتب محمد جمعة، والذي يتناول رحلة المبدع السوري فاتح المدرس.

وكالة الأنباء سانا ذكرت أنّ الكتاب يقدم دراسة عن الفنان التشكيلي والكاتب السوري فاتح المدرس ضمن ثلاثة فصول تتناول حياته منذ طفولته وحتّى رحيله، في محاولة للوقوف عند أهم لحظات عمره الإنسانية والإبداعية ونقاط التحول في مسيرته الفنية، وما أحاط به في مختلف فترات تجربته الغنية في التشكيل والأدب.

وأضافت سانا أنّ الكتاب يسلط الضوء في الفصل الأول على الأصول العائلية لـ المدرس مع ربط ثري بالفترة الزمنية، وتسلسل نسبه العائد للشيخ حسن المدرس، الذي كان يدرس في جامع العثمانية فأصبحت مهنته لقباً للعائلة ولذريته من بعده.


غلاف الكتاب

ويتناول الفصل الثاني من الكتاب والد الفنان عبد القادر، والذي توفي مقتولاً على أيدي قطاع الطرق في عمر الـ 26 طمعاً في ميراثه، حيث كان فاتح مازال رضيعاً في عمر العام والنصف، وما كان لهذه الحادثة من تأثير على وجدانه طيلة عمره. ويتحدث الكتاب عن أمه عائشة الفلاحة من شمال حلب، التي كان لها التأثير الكبير على شخصيته وأفكاره وأسلوبه الفني حيث جاء في الكتاب على لسان فاتح: «وقف أهلي في وجهي وظلوا وحدهم الجدار بيني وبين كلّ شيء جميل ما عدا أمي». ويبيّن الكتاب ما كان لحياة هذا المبدع عند أهل أمه في الريف الحلبي من الأثر في تكوين مكتسبه التجريبي ومخزونه البصري الذي لا ينتهي ولا ينضب.

يذكر الكاتب في 208 صفحة من القطع الكبير تفاصيل حياة المدرس الخاصة من حيث زواجه ثلاث مرات وإنجابه لخمسة أولاد توفي منهم اثنان، ومدى تأثير المرأة في حياته ونظرته لها، حيث جاء على لسان المدرس في الكتاب: امرأتي لا أريدها شبيهة بالرجال ولا أريدها إنساناً بل طبيعة

بدأ المدرس بطرح نفسه كفنان تشكيلي في الوسط الثقافي في مدينة حلب، واشترك في أول معرض رسمي جماعي في دمشق، فحازت لوحته «كفر جنة» على إعجاب الجمهور والفنانين والمثقفين، وكانت بداياته الفنية الناضجة في لوحة «خاتم الخطوبة»، التي عبرت عن حالة اجتماعية وجدانية كما قام بنشر أول قصيدة شعرية له في مجلة القيثارة الصادرة في اللاذقية عام 1946 وكانت بعنوان «الأميرة».

تخرج المدرس من كلية الفنون الجميلة بدمشق بعد دراسته للغة الإنكليزية، وتم إرساله ببعثة دراسية إلى ايطاليا لمتابعة دراسته العليا في الفن التشكيلي، فنظم العديد من المعارض الفردية بعد عودته إلى سورية سواء في الداخل أو الخارج، وحاز العديد من الجوائز المحلية والعالمية، واقتنيت لوحاته في كثير من دول العالم ولدى شخصيات مشهورة.

ويقول مؤلف الكتاب: إنِّ الفن عند فاتح المدرس يمثّل حالة أرق دائم مثلما الكتابة. ومن أعماله القصصية «عود النعنع»، «النهر»، «رشو آغا». كما كانت أشعاره تهدف إلى التحرر من القيم التقليدية للجمال، فقدم شعراً نقدياً خاصاً في ديوانه «القمر الشرقي على شاطئ الغرب».


Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق