التلغراف البريطانية: دمشق تملك جاذبية لا تقاوم
04 أيلول 2010
دمشق تجعل القلب يخفق بقوة من مشاهدة آثارها وطبيعتها الرائعة
«دمشق تملك جاذبية لا تقاوم ولا يستطيع السائح إلا أن يتوقف عند كلّ خطوة ليتناول من مأكولات ومشروبات هذه المدينة الساحرة» بهذه الكلمات وصفت صحيفة التلغراف البريطانية مدينة دمشق في مقال للصحفي البريطاني أدريان بيلو، الذي زار سورية، وذلك نقلاً عن وكالة الأنباء سانا.
كما وصف الصحفي البريطاني أدريان بيلو الإخاء الذي تتمتع به سورية «بالأمر الذي يدعو للبهجة». وأضاف في مقاله: «إنِّ دمشق تجعل القلب يخفق بقوة من مشاهدة آثارها وطبيعتها الرائعة، فهي أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، وهي تملك شارعاً اسمه "الطويل" مذكور في الإنجيل وقد سار فيه القديس بولس».
كما ولفت المقال إلى أنّ السائح في دمشق القديمة يستطيع التجول والافتتان بأمان وطمأنينة في أيّ وقتٍ في الأزقة المتعرجة والأبواب الخشبية التي تفتح على باحات من أشجار الليمون والنزل المتجانبة، إضافةً إلى الحمامات البخارية والسوق الواسعة، حيث يقف باعة الزهور والتوابل والفضة والبروكار وراء مناضد خشبية.
وأكد بيلو أنّ أهم ما يميّز السوريين الود والاستقبال الحافل الذي يقابلون السائحين به، ودمشق تعدّ صلة وصل بين العالم كله؛ مشيراً إلى أنّ سورية زادت خلال السنوات الخمس الأخيرة الاهتمام بالسياحة والسائحين، وتمّ افتتاح العديد من الفنادق المتميزة بباحاتها وغرفها والنوافير القديمة التي تجذب مجموعة كبيرة من السائحين.
ولفتت المقال إلى أنّ المطاعم والمقاهي والمحال ومعارض الفن الدمشقية الموجودة في المدينة القديمة دفعت بالعديد من المغتربين السوريين لزيارة وطنهم كوجهة سياحية، والعمل على إعادة ترميم بعض الأبنية؛ مشيرة إلى أنّ التجول في الشوارع لا يختلف أبداً عما وصفته الكاتبة الشهيرة أغاثا كريستي التي زارت المدينة في ثلاثينيات القرن الماضي كسائحة تواقة.
وأشاربيلو إلى أنّ السياحة في سورية لا تقتصر على دمشق، وإنّما تشمل حلب بأسواقها التي تعود للقرون الوسطى، وآثار مدينة تدمر الرومانسية وقلعة الحصن من أفضل قلاع العالم.
وبيّن بيلو أنّ المتحف الوطني في بدمشق يعدّ مصدراً للوحي والإلهام، حيث تتعرف على حضارات لم تسمع بها من قبل، فعلى سبيل المثال لدى دخول قسم مملكة إيبلا ترى تمثالاً من المرمل لرجل يرتدي تنورة منسوجة، ومعدات مسمارية تعود لـ 2250 ق. الميلاد؛ لافتاً إلى أنّه تم اكتشاف إيبلا عام 1975 وما تركه شعب هذه الحضارة أعاد كتابة التاريخ، إذ ذكروا أنّ الحياة الطويلة والصحية تبدأ بتناول زيت الزيتون فالسوريون يتناولونه على الفطور يومياً ليعطيهم الطاقة طيلة اليوم.
وقدم الصحفي البريطاني في مقاله وصفاً للجامع الأموي، وقال: «تدفعك كل خطوة لكتابة مقال صغير عنه، ففي منتصف الباحة هناك غرفة بلا زجاج مشيدة على أعمدة لا يمكن الوصول إليها إلا عبر السلم وهي تمثل كنزاً، وفي الجهة المقابلة للجامع يوجد بقايا هيكل روماني لجوبيتر كبير آلهة اليونان، الذي يتصدر صفوفاً من المحال التجارية».
وأضاف بيلو أنّ كنيسة حنانيا تقع في الشارع الطويل، حيث استعاد القديس بولس نظره، ولدى دخول الكنيسة يسحرك مشهد المذبح بقوة مغناطيسية لتخيل الماضي.
ولفت بيلو إلى أنّ حائكي البروكار الدمشقيين صنعوا للملكة البريطانية عام 1952 قماش ثوب زفافها، وما زالوا يبيعون تصاميم تعود لـ 200 سنة خلت، مضيفاً أنّ الحمامات الدمشقية المكتظة دوما بالزوار تمتاز باستخدام صابون من زيت الزيتون.
اكتشف سورية