هكذا أراها: معرض يمثل رؤية طلاب جامعة حلب لفن التصوير الضوئي

أقيم على مدار الفترة من 27-29 نيسان 2010 معرض تصوير ضوئي بعنوان «هكذا أراها» وذلك ضمن رحاب كلية طب الأسنان في جامعة حلب، وقد حوى المعرض تجارب لأربعة شبان هواة في مجال التصوير الضوئي أحبوا تقديم تجربتهم «كما يرونها» بحسب تعبيرهم، وأمام أصدقائهم ومعارفهم في الكلية التي يدرسون بها. وقد قدم هؤلاء الطلاب الأربعة وهم حسام عريان، محمد هاشم الحسين، طارق زياد بصمه جي، وجلال مولوي، مجموعة متنوعة من الصور تتراوح ما بين المناظر الطبيعية وتلك الخاصة بتوثيق المناطق الأثرية، كما أن بعض الصور المعروضة كان يبشر بمولد مصورين مهمين في مجال التصوير الضوئي مستقبلاً.

يقول الشاب محمد هاشم الحسين أحد المصورين الأربعة المشاركين في المعرض بأن سبب انتقائهم للجامعة مكاناً لعرض صورهم هو رغبتهم في عرض نتاجهم أمام أصدقائهم مضيفاً بأن سبب تسمية المعرض بهذا الاسم يعود إلى تنوع الصور المعروضة من ناحية، ونظرة كل واحد من المصورين المشاركين لفن التصوير الضوئي من ناحية ثانية: «ندرك أن العنوان عام ولا يدل على تخصص، ولكن الصور المقدمة كانت متنوعة، بالنسبة لي مثلاً فإن لكل صورة حكاية معينة، وتتدرج صوري من صورة تمثل اليعسوب الذي ندعوه نحن "صديق المصورين" لسكونه وقلة حركته عند محاولة التقاط صور له، إلى صورة لإحدى المدن المنسية والتي هي المدن الأثرية التي تقع قرب مدينة إدلب، ولدي صور لإحدى هذه المدن الواقعة قرب مدينة سرجيلا». وقد قام الشاب هاشم بعرض 26 صورة ضمن المعرض مضيفاً بأنه بدأ التصوير الاحترافي منذ عام تقريباً حالما توفر لديه «ثمن كاميرا التصوير الاحترافية» كما يقول.


زوار المعرض يتابعون اللوحات باهتمام

ويتابع محمد هاشم الحسين بأن سر التصوير الفني الناجح هو الدراسة والاطلاع حيث يضيف: «مصادر المعلومات موجودة ومتوفرة للجميع، وهذه المصادر هي التي تشرح كيف تكون الصورة مميزة وكيف تقدم رؤية مختلفة عن الرؤية التقليدية التي يراها المشاهد. بالنسبة لي، فإنني أعتقد بأن على المصور أن يقدم رؤيته الخاصة ضمن الصورة بطريقة مختلفة عن الرؤية التي قد يراها المشاهد العادي لنفس المكان، وأن يقدم نظرة فنية مميزة للصورة. هناك عدد من المعارض التي بدأت تقام مؤخراً من قبل شباب هواة للتصوير الضوئي ضمن محيط الجامعة أو خارجه فيها صور مميزة إنما بحاجة إلى خبرة أكثر. بالنسبة لي فإن فكرة إقامة المعرض نفسها هي فكرة جيدة ومن الجميل أن يقوم المرء بمبادرة خصوصاً وأن الكاميرات الرقمية تساعد المرء على هذا الموضوع حيث أتاحت هذه الكاميرات الفرصة للمصورين الشباب لكي يتعلموا من أخطائهم، بحيث يمكنهم التقاط العشرات من الصور لكي يختاروا منها الأنسب وهذا برأيي ما ساهم في انتشار معارض التصوير الضوئي مؤخراً». ويضيف بأن التصوير بالنسبة له «حياة ثانية» إلا أنه لن يعمل بها بشكل احترافي على اعتبار أنه يريد العمل في مجال دراسته وهو طب الأسنان حيث يقول: «عندما يكون التصوير هواية وليس عملاً، فإنني أعتقد أن مجال الإبداع فيها سيكون أكبر».

رؤية ما لا يراه الآخرون:
أما الشاب حسام عريان الطالب في السنة الرابعة في كلية طب الأسنان فقد قدم 7 صور متنوعة، حيث قرر أن تكون تجربته الأولى تجربة مدروسة فكان أن اختار الصور السبع الأفضل لديه: «اخترت أن أعرض صوراً تمثل مناطق أثرية طبيعية لأنني أحس بأن الطبيعة سكنت في داخلي، ويمكن أن يكون السبب الآخر هو أنني ما زلت في البدايات في مجال التصوير الضوئي الأمر الذي جعلني أركز في صوري على الطبيعة الصامتة. وجدت تشجيعاً كبيراً من الناس في المعرض إضافة إلى بعض الانتقادات الصغيرة والتي تتعلق بكون تجربتي هي التجربة الأولى، وسيساهم كل من التشجيع والانتقادات في تطوير وإغناء مسيرتي في هذا المجال».

ويصور الشاب حسام منذ سنة تقريباً كما يقول، إلا أن مشاركته اليوم هي المشاركة الأولى له في معرض: «هواية التصوير لدي منذ زمن، إنما لم يكن الوقت يسمح لي بممارستها لعدة أسباب. أحب أن التقط بكاميرتي الطبيعة والمناطق التي لم يصلها الإنسان بعد. في العادة أحاول رؤية ما لا يراه الآخرون، حيث هناك الكثير من اللقطات التي التقطتها كانت نادرة ولم يرها أحد من قبل في طبيعة مناطق سورية، وربما تعود رؤيتي لها إلى هواية المشي لمسافات طويلة والتي أقوم بها بشكل دوري ضمن ربوع سورية وتحديداً المناطق الطبيعية فيها». ويقول بأن شعاره في التصوير مقتبس من طب الأسنان الذي يوصف بأنه «علم وفن»، ويؤكد أن هذه المقولة هي أساس التصوير الضوئي لديه. أما عن رأيه في المعارض الشبابية التي تتم فهي وسيلة مناسبة يمكن أن تؤثر إيجابياً في تنمية المواهب الشابة. ويقول: «إذا حدث ودعيت إلى المشاركة في معرض خارج النطاق الجامعي فلن أرفض».


من أجواء معرض هكذا أراها

من الزوار التقينا الشاب فادي قس إلياس الطالب في السنة الثانية من كلية طب الأسنان والذي قال لنا: «برأيي أن فكرة إقامة المعرض هنا في الجامعة مميزة كونها تتيح الفرصة للشباب ذوي الهواية لعرض الصور التي لديهم أمامنا وأمام أصدقائهم وبالتالي تلقيهم للدعم اللازم لمتابعة مسيرتهم الفنية». ويضيف بأن طبيعة دراسته الصعبة تمنعه من حضور المعارض الفنية أو تلك الخاصة بالتصوير الضوئي التي تقام عادة، إلا أن ميزة هذا المعرض تكمن في أنه في قلب الكلية ويمكنه زيارته في الوقت الذي يفصل ما بين المحاضرات ويختم كلامه بالقول بأن التجربة مشجعة ويتمنى تكرارها في المستقبل القريب.

«هكذا أراها»، تجربة أحب أربعة شبان القيام بها لتقديم فكرتهم ورؤيتهم تجاه فن التصوير الضوئي.

أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من صور الشاب حسام عريان في معرض هكذا أراها

من صور الشاب محمد هاشم الحسين في معرض هكذا أراها

من صور الشاب محمد هاشم الحسين في معرض هكذا أراها

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

:

والله هالشخصين محمد وحسام معروفين باصرارهم وعزيمتهم... والكلية كلها بتشهد لإبداعهم

سوريا