لنقرأ: حملة الغرفة الفتية الدولية لتشجيع القراءة لدى الأطفال
22 03
في ظل انتشار القنوات الفضائية والحواسب المنزلية وغيرها، باتت القراءة من الأمور الثانوية لدى العديد من أبناء الجيل الشاب والبالغين. وإن كان هذا هو واقع الحال لدى هذا الجيل الذي مضى على وجود التكنولوجيا في حياته فترة قصيرة، فما هو حال جيل الأطفال واليافعين الذي نشأ على هذه التقنيات وتربى عليها في المقام الأول؟
الواقع المرعب للقراءة في مدينة حلب كما تقول الآنسة رشا الطبشي الرئيس الحالي للغرفة الفتية الدولية JCI في حلب لعام 2010، جاء نتيجة دراسات وأبحاث قام بها شباب الغرفة على مدار عام ونصف العام تقريباً «من بداية عام 2007 حتى منتصف عام 2008» حيث تقول عن هذا الموضوع: «حاولنا في البداية التعرف على واقع القراءة لدى الأطفال من خلال القيام بحملة كبيرة وزعنا فيها استبيانات على المدارس والمعملين ومكتبات الأطفال لمعرفة ما الذي تعنيه القراءة في هذا العصر، وفي زمن الإنترنت والتلفاز حيث وصلنا لحقائق مرعبة مفادها ضعف ساعات القراءة لدى الأطفال. وجدنا خلال الحملة أيضاً أن كثيراً من الأطفال لا يقرأ والمكتبات الموجودة في المدارس لا أحد يطالع فيها. اعتماداً على هذه المعلومات، بدأنا المرحلة الثانية من المشروع بجمع هذه المعلومات وتلخيصها والاستفادة منها في إعداد كتيب يحوي معلومات تشرح فائدة القراءة للأطفال بطريقة ليست صعبة وصياغة هذا الأمر بشكل قصة معبرة وبرسوم جميلة، ومن ثم إطلاق حملة تشجيع على القراءة بين أوساط الأطفال».
وانطلقت الحملة الأولى في العام 2008 في عدد من المدارس الخاصة والعامة في مدينة حلب وحققت نتائج لا بأس بها في تشجيع الأطفال على القراءة. أما حملة هذا العام، فقررت انتهاج نهج مختلف تقول عنه السيدة عبير الجردي مديرة المشروع: «قررنا إعادة صياغة الحملة هذا العام عن طريق زيادة عدد المدارس المستهدفة، وقررنا أيضاً أن تكون مركزاً لمناطق السكن العشوائي ومناطق المخالفات في مدينة حلب. قمنا من أجل تحقيق هذا الهدف بالتعاون مع مجلس مدينة حلب ومشروع "مدينتنا" ومديرية التربية من أجل اختيار المدارس المستهدفة، كما نسقنا أيضاً مع كل من مديرية الثقافة ومبادرة "حلب مدينة صديقة للطفل"».
وتضيف بأن الحملة هذا العام استهدفت طلاب مرحلة التعليم الأساسي - الصف الخامس - حيث يقوم برنامج الحملة اليومي على زيارة أحد الصفوف ضمن المدرسة والقيام بعملية تنشيط ذهني لهم في البداية ومن ثم تعريفهم بالغرفة الفتية ومن ثم أهمية القراءة. بعد ذلك يتم طرح أسئلة عامة مع هدايا رمزية وذلك لكل طفل موجود في الصف، وأخيراً توزيع كتيب يتحدث عن أهمية القراءة قام بتصميمه وطباعته فريق عمل من شباب الغرفة الفتية الدولية. وتتابع السيدة الجردي: «حالياً عدد المدارس المستهدفة في الحملة هي 20 مدرسة تقريباً وكنا نتمنى أن تكون الحملة أكبر وأوسع، إلا أننا لم نتمكن من طباعة عدد كبير من كتيبات تشجيع القراءة لعدم وجود التمويل الكافي للأسف».
والحملة حالياً مستمرة طوال شهر آذار حيث زار الفريق بعض المدارس ويخطط لزيارة البقية طوال الشهر، لتنتهي معها المرحلة الأولى من المشروع ويبدأ التحضير للمرحلة الثانية منه والتي تقول السيدة عبير عنها: «في بداية العام الدراسي القادم، سنقوم بمشروع "المكتبات المتنقلة" وهو عبارة عن صناديق كتب متنوعة المحتويات سنوزعها على المدارس بشكل متناوب لتبقى لديهم لفترة من الوقت. بعد ذلك سنجري مسابقة بين هذه المدارس للتأكد من استفادتها من هذه الكتب وتناوب الطلاب على قراءتها، وفي النهاية سنرى المدرسة المتميزة التي اهتمت بموضوع والقراءة والمطالعة بشكل كبير وسنهديها عدداً كبيراً من الكتب».
مكتبات خاصة بالأطفال:
«مكتبات الأطفال» مشروع جديد أبصر النور في أواخر العام الماضي. والمشروع عبارة عن مكتبة خاصة بالأطفال سواء من ناحية المقاعد وقاعات المطالعة، أو من ناحية الكتب الموجودة فيها. والمكتبات هذه الموجودة في ثلاثة مراكز ثقافية (العزيزية – هنانو – الفردوس) هي مفتوحة لجميع الأطفال وذات خدمات مجانية.
السبب الذي دفعنا إلى ذكر هذا الموضوع هو كونه أحد محاور التعاون الذي يتم ما بين الغرفة الفتية الدولية وما بين مديرية الثقافية حيث تقول السيدة مريانا الحنش مسؤولة ثقافة الطفل والتراث في مديرية الثقافة في مدينة حلب عن هذا الموضوع: «إن دورنا في هذه الحملة هو تعريف الأطفال وأهاليهم بالمكتبات العامة الموجودة في حلب والتي لا يدري عنها كثيرون. نحاول نحن زرع هذه الثقافة بالتعاون مع مديرية التربية ومجلس المدينة والغرفة الفتية حيث نقوم ضمن الحملة بتوزيع "بروشورات" تقدم معلومات عن هذه المكتبات وخدماتها المتنوعة مثل وجود شبكة إنترنت بمواقع خاصة بالأطفال وإقامتها لورشات عمل وعروض سينمائية لهم، وجلسات استماع لقصص ومشاريع رسم وبحث في الكتب وغيرها الكثير».
أنصح أصدقائي بالقراءة:
لم يكن الطفل عبد الرحمن سواس بحاجة إلى أن يعرف أهمية القراءة من شباب الغرفة، فهو أدرك أهميتها مبكراً من خلال تعلمه الكثير من المعلومات المفيدة. هذا الأمر جعله أحد الداعمين للحملة بين أصدقائه في المدرسة على وجه الخصوص حيث يقول لنا عن هذا الموضوع: «أحب القراءة وأعجبتني الحملة وما قاموا به لأننا يجب أن نقرأ. أنا ممن يقرأ حيث أقرأ العديد من المجلات العملية وتلك الخاصة بالأطفال مثل "العربي الصغير" و"ماجد" و"أسامة" وغيرها. هذا الأمر أفادني في العديد من الأمور حيث تعلمت مثلاً عن أنواع الطيور والكائنات الحية. وفي النهاية أنصح أصدقائي بالقراءة لأنها تفيدهم كثيراً وتقدم لهم المعرفة».
أما السيدة إيمان الصالح مديرة مدرسة خان العسل الثانية إحدى المدارس التي تمت زيارتها فتقول بأن الحملة مفيدة كونها تشجع على موضوع غاية في الأهمية وهو القراءة الأمر الذي حاولت هي القيام به في مدرستها حيث تتابع بالقول: «رأيي في الحملة أنها رائعة. من جهتي فقد حاولت تشجيع القراءة في المدرسة عن طريق تخصيص حصة كل أسبوعين لموضوع تشجيع الطلاب على القراءة، كما كنت أطلب من الطلاب المساهمة في مجلات الحائط الموجودة على جدران المدرسة، إضافة إلى قيامي بمسابقات ثقافية ومعلومات عامة وإهداء الفائز هدايا رمزية لتشجيعهم على القراءة والتعلم».
وتتابع بأن المدرسة تحوي مكتبة للأطفال فيها، إلا أن عدد الكتب التي فيها قليل بسبب الميزانية المنخفضة المخصصة لها من مديرية التربية، إلا أن ذلك لا يمنع من شراء سلاسل قصصية موجهة للأطفال من حسابها الخاص كما تقول، وإعارتها لطلاب المدرسة ليقرؤوها حيث تتابع بالقول: «كنت أتمنى أن تحوي الحصص المدرسية حصة تكون مخصصة للقراءة مثل حصة الموسيقى أو الرسم مثلاً، وربما كان فرض مثل هذا الموضوع من قبل مديرية التربية على المدارس عاملاً في تشجيع القراءة وذلك حالها حال الرسم والموسيقى. الحملة التي تتم اليوم ممتازة خصوصاً وأنها تدعم القراءة في زمن الإنترنت والتلفاز، وأتمنى أن ينشأ لدينا جيل قارئ لأن القراءة علامة من علامات الحضارة».
تشير الإحصائيات إلى أن معدل القراءة لدى المواطن العربي أدنى بكثير من مثيله الأوروبي أو الأمريكي برغم التقدم التكنولوجي الهائل الذي تعيشه تلك الدول. هذا إن كان يدل على أمر فهو يدل عن أن للقراءة أهمية كبيرة في تقدم الشعوب الأمر الذي أدركته الغرفة الفتية الدولية بشكل جيد عن طريق إطلاقها لهذا الحملة.
أحمد بيطار - حلب
اكتشف سورية
من حملة تشجيع القراءة لدى الأطفال في حلب |
من حملة تشجيع القراءة لدى الأطفال في حلب |
من حملة تشجيع القراءة لدى الأطفال في حلب |