أربعاء تريم الثقافي يقدم : حلم مقدسي

20 12

تحت رعاية وزارة الثقافة يتابع مركز تريم للعمارة والتراث تنظيم سلسلة من المحاضرات التي بدأت منذ عام 2008، وما زالت تعقد في الأربعاء الأول من كل شهر على مدار العام في قاعة المحاضرات الرئيسية في مكتبة الأسد الوطنية تحت عنوان «أربعاء تريم الثقافي»، ويلقيها مجموعة من المختصين في شتى مجالات الثقافة العربية. وتحت عنوان «حلم مقدسي» ألقت المهندسة ريم عبد الغني محاضرتها بحضور الدكتورة بثينة شعبان مستشارة السيد الرئيس والدكتور محسن بلال وزير الإعلام ورئيس مجلس الشعب السابق عبد القادر قدورة وعدد من المهتمين والمثقفين.

بدأت عبد الغني محاضرتها بعرض مجموعة من الصور للقدس، ولم تسر بكلامها على طريقة المحاضرين إنما دخلت في سرد قصصي لرحلتها إلى القدس العام الماضي والتي بدأتها من دمشق إلى العاصمة الأردنية عمان ثم انتقالاً إلى القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة.

سارت عبد الغني في محاضرتها مساراً أشبه ما يكون بالرواية بلغة أدبية رفيعة دلت على عمق ما تحمله من مشاعر اتجاه «المدينة الحلم» الذي طالما راودها، ودعمت شرحها بمجموعة كبيرة من الصور متناولة على خلفيات معمارية وتاريخية أهم معالم المدينة، ملقية الضوء على ملامح واقعها الحالي، فتستعرض أحياء المدينة التاريخية ومساجدها والمقامات الدينية فيها وطقوس ساكنيها، لتنتقل إلى أوضاعهم المريرة تحت الاحتلال، وتخص بالذكر جدار الفصل العنصري الذي بنته إسرائيل في المدينة، والذي يتوجب على 400 ألف فلسطيني اجتيازه يومياً ليذهبوا إلى أعمالهم ومدارسهم ومشاغلهم.


المهندسة ريم عبد الغني أثناء المحاضرة

تستند المهندسة ريم عبد الغني على ثقافتها المعمارية في وصف كل صورة من صور الأحياء القديمة في المدينة، ابتداء من الأحياء الشرقية والبيوت التي بنيت فيها مطلع القرن العشرين والتي كانت حين ذاك تخص الطبقة الأرستقراطية من الشعب الفلسطيني، كما تمر على التغييرات الجديدة التي فرضها وجود إسرائيل على واقع المدينة وحياة أهلها ومعاناتهم مع وجود سياسات التهويد والتهجير والتضييق المستمرة، لذا لا تنسى عبد الغني هنا ذكر التغيرات الديموغرافية والمستوطنات التي أنشأتها إسرائيل في المدينة مستهدفةً من خلالها تغيير ملامحها الأصلية، وخاصة تلك التي تواجه الداخل إلى القدس من جهة الشرق وتقصد هنا مستوطنة معاليه أدوميم، فهذه المستوطنة بالذات تحجب عن الناظر مشهد القدس العام، كما تعرض لصور من حياة أهالي القدس مسلمين ومسيحيين وما يسود بينهم من تآخي وتسامح وصوراً للتعسف الإسرائيلي الذي يمارس في حقهم بشكل متواصل وعلى وجه الخصوص حواجز التفتيش الموجودة في كل شبر من أرض المدينة.

لم تلق عبد الغني محاضرتها بطرائق سرد المعلومات إنما ضمنتها لغة أدبية رفيعة ومعلومات تاريخية ومعمارية هامة.

يذكر أن مؤسسة تريم هي مؤسسة غير حكومية مركزها دمشق، أسستها المهندسة ريم عبد الغني في كانون الثاني 2004، تعنى بالتراث والعمارة في العالم العربي من خلال التوثيق والدراسة والنشر والإنتاج الفني وتنفيذ المشاريع الهندسية وأعمال الحفاظ والترميم وتبادل الخبرات مع المؤسسات والهيئات والمراكز المماثلة في العالم.

ويشار إلى أن رئيستها المهندسة ريم عبد الغني تحمل درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة حلب ودبلوماً في الهندسة المعمارية من جامعة دمشق ولها العديد من الأبحاث والدراسات في مجال العمارة والتنمية البشرية كما أنها عضو في عدد من الهيئات والمنظمات الوطنية والعربية والدولية منها لجنة حماية المدينة ولجنة السجل الوطني للتراث في وزارة الثقافة وعضو لجنة التراث المعماري والعمراني في مشروع «توثيق ذاكرة العالم العربي» الذي تقوم به منظمة اليونسكو ومركز توثيق التراث الطبيعي والحضاري في مصر مع عدد من المنظمات الدولية ورئيسة اللجنة التنظيمية لمؤتمر التوثيق الإلكتروني في دمشق.


عمر الأسعد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

المهندسة ريم عبد الغني تستقبل الدكتور محسن بلال وزير الإعلام عند وصوله

من أجواء المحاضرة

المهندسة ريم عبد الغني في محاضرتها حول القدس

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

م محمد خير الحايك:

بدعوة من المهندس خير الدين رفاعي (كوني عضو في لجنة التراث-حلب) حضرت محاضرة الدكتور صالح لمعي ,وكانت المرة الأولى في دمشق,وإنه لفخر لي أن أكون أحد المشاركين بهذه الفعاليات المعطاءة وأن أتبادل الخبرات وأستفيد من عطاءاتكم (فأنا أعمل في مجال الترميم والتدعيم للآوابد الأثرية دراسة وتنفيذاً ,ومشروعي الحالي أعمال ترميم وتدعيم أبراج قلعة دمشق وقاعة العرش مع الجانب الإيطالي بإشراف المديرية العامة للآثار والمتاحف.

سوريا