أعمال التنقيب للبعثة السورية-الإيطالية في أحد المنازل التدمرية الأثرية

28 11

أنهت البعثة السورية-الإيطالية المشتركة أعمال موسمها التنقيبي الثاني في الحي الجنوبي الغربي من مدينة تدمر الأثرية في أحد المنازل التدمرية الذي يعود للعصر الروماني، حيث كان الموسم الأول في عام 2008. وقد تمَّ الكشف خلال الموسم الحالي عن بعض الحجرات السكنية المتوضعة بجانب بهو الأعمدة.

عن هذا الكشف، تذكر ماريا تيريزا -مديرية الجانب الإيطالي للبعثة- أن النتائج التي تمَّ التوصل لها في هذا الموسم مهمة جداً، لا سيما بعد الكشف عن بعض الحجرات بشكل كامل وملاحظة وجود مرحلتين لاستخدام المنزل آخرها في العصر البيزنطي. وفي هذا السياق، تقول تيريزا: «لقد تمَّت إعادة استخدام الحجرات بعد إجراء بعض الإضافات واستخدام قطع حجرية أقدم في بناء الجدران. كما تمَّ الكشف عن العديد من القطع النقدية المؤرخة على العصر البيزنطي، وكسر فخارية، وأسرجة، وكسر زجاجية. وهذا من شأن هذا الاكتشاف أن يحدد لنا بدقة تاريخ استخدام الحجرات وتاريخ التعديلات التي حصلت على المنزل. كما وقد تمَّ الكشف عن بعض أجزاء مذابح نذرية مرمية فوق أرضيات الحجرات ولسيت في مكانها الأصلي. إننا نأمل استكمال الأعمال ضمن بهو الأعمدة في العام القادم، بهدف الوصول إلى المستوى الروماني».

من جانبه، ذكر همّام شريف سعد -المدير الميداني مع البعثة- أن النتائج لهذا العام قد قدمت معلومات شبه كاملة عن مراحل استخدام المنزل التدمري، ويقول: «لقد تأكَّد لنا حتى الوقت الحاضر وجود مرحلتي استخدام للمنزل: المرحلة الأولى في العصر الروماني والمرحلة الثانية في العصر البيزنطي. وفي المرحلة الثانية، حدثت تعديلات كثيرة على مخطط المنزل، منها إغلاق بوابات الحجرات، ورفع مستوى الأرضيات، وإعادة طلاء الجدران الداخلية بالجص. من جهة أخرى، تم بناء جدران جديدة بقطع حجرية صغيرة الحجم في ذلك العصر بشكل عشوائي مختلف عن المخطط الأصلي، حيث تم دمج أعمدة البهو مع تلك الجدران، أي أنه تمت الاستفادة من وجود الأعمدة. من ناحية أخرى، لقد تمَّ الكشف عن أحواض جصية فوق أرضية إحدى الحجرات التي تعود للعصر البيزنطي، ووظيفة تلك الأحواض غير مؤكدة حتى الوقت الحاضر. أما بخصوص أجزاء المذابح النذرية، فقد نُقشت على إحداها خمسة سطور باللغة الآرامية، وهي تقدمة للإله التدمري غير-المسمى، كما تم العثور على كتابة إغريقية غير واضحة فوق قطعة حجرية معاد استخدامها في أحد الجدران، وغير ذلك من اللُقى الفخارية والزجاجية والنقدية التي من شأنها أن تقدم إيضاحات عن النشاطات المختلفة اليومية التي كانت تُمارس داخل المنزل في تلك الفترة، فضلاً عن المعلومات المتعلقة بتقنية البناء والمخططات والمواد المستخدمة، لا سيما أن المعلومات المتوفرة عن المنازل التدمرية في ذلك العصر قليلة جداً».


اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

الأرضيات والجدران داخل المنزل حيث تجري أعمال التنقيب

المنزل الأثري حيث المربعات التي تجري فيها أعمال التنقيب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

عبدالعزيز:

هلا ياناس

الرياض