البحث عن بقايا المعبد والبحرة المقدسة في منبج

29 03

البعثة السورية الفرنسية المشتركة تباشر أعمال التنقيب في مدينة منبج

باشرت البعثة الأثارية المشتركة (السورية الفرنسية)، منذ ما يزيد عن أسبوع، أعمال التنقيب في مدينة منبج، وذلك في محيط الملعب البلدي في المكان الذي يتوضع فيه معبد عترغاتيس، بهدف الكشف عن البقايا القديمة للمعبد والبحرة المقدسة.

وبيّن همّام شريف سعد -مدير الجانب السوري- أنّ مدينة منبج المدينة المقدسة، من المدن الهامة جداً أثرياً وتاريخياً، لا سيما معبدها وبحرتها المقدسة. وقد وردت معلومات عن هذا المعبد وعن بعض الطقوس التي كانت تجري ضمنه من قبل لوسيان السمسياطي خلال العصر الروماني، والذي ذكر قرب الشبه بين معبد منبج و معبد عمريت، إلا أنّه حتّى الوقت لا توجد تنقيبات أثرية في المدينة أظهرت البقايا القديمة للمعبد أو منشآت المدينة الأخرى، وذلك بسبب التوسع العمراني الكبير التي شهدته المدينة، لا سيما بعد إنشاء سد تشرين، وقدوم سكان القرى إلى منبج، وهذا الأمر أدى الى تقليص المساحات الخالية التي تسمح بإجراء أعمال تنقيب ضمن المدينة.

وأضاف سعد: «تأتي أعمال التنقيب التي نقوم بها اليوم بعد أعمال المسح الأثري التي قمنا بها العام الفائت في مدينة منبج بحثاً عن البقايا القديمة للمدينة، وقد كانت الصدفة أثناء مرورنا بالمعلب حيث شاهدنا إجراء بعض أعمال العمران في محيط الملعب والكشف عن جدار مبني بقطع حجرية كبيرة نظن أنّه يشكّل جزءً من المعبد أو بحرته المقدسة، وبالتالي تشكلت بعثة في هذا العام للكشف عن هذا الجدار وامتداده، وقمنا بفتح ثلاث قطاعات. وحتّى الوقت الحاضر تمّ الكشف عن المنشآت التي تعود للعصور المتأخرة البيزنطية والإسلامية. ونأمل الوصول الى السوية الرومانية».

ومن جانبها قالت جوستين غابريوت -مديرية الجانب الفرنسي-: «مدينة منبج ذات أهمية كبيرة في العصور القديمة، وهي معروفة باسم المدينة المقدسة، حيث كان معبدها من المعابد المهمة في الشرق، وشكل محجاً لهم، وكانت البحرة المقدسة مهمة جداً للتطهر قبل دخول المعبد، ويعتقد أن مكانها وسط الملعب الحالي. ونقوم حالياً بإجراء أعمال تنقيب بهدف الكشف عن بقايا المعبد أو بحرته، وحتّى الوقت الحاضر تظهر النتائج وجود استيطان للمكان في العصر البيزنطي والعصور الإسلامية فيما بعد، حيث تمّ الكشف عن حجرات وجزء من لوحة فسيفساء في الطبقات العليا تعود للعصر البيزنطي، كذلك تمّ الكشف عن بعض المنشآت التي تعود للعصور الإسلامية. وسيتمر العمل حتّى الوصل إلى سويات تاريخية أقدم، ربما العصر الروماني، والنتائج حتّى الوقت الحاضر غير كاملة بسبب أعمال التخريب وإعادة الاستخدام التي تعرض لها المكان».


اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق