إطلاق فعاليات التعاون الإسباني في سورية في الثقافي الإسباني بدمشق

05 10

محاضرة عن التعاون الإسباني في سورية ومعرض أحجيات تحت الرمال

شهد المركز الثقافي الإسباني في دمشق ليل أمس 4 تشرين الأول 2009 افتتاح فعاليات متعددة بعنوان «التعاون الإسباني في سورية» حيث قدم السيد لويس لانديرو محاضرة بعنوان «التعاون الإسباني في سورية» كما عرض في نهاية المحاضرة فيلم بعنوان «هواء الصحراء» للمخرجين نورما بيلا وميتشل غاسكو. ليختتم هذا اليوم الثقافي بمعرض تصويري بعنوان «أحجيات تحت الرمال صور "تل حالولة"».

يدرس هذا اليوم الثقافي تأثر جماعات الصيد والتقاط الثمار التي عاشت في وادي الفرات، وفي واحة دمشق وفي جبال طوروس، منذ 10000 عام مضت، بتغيرات عميقة مرت بشكل تدريجي وساعدتهم على الاستقرار وعلى اختراع الزراعة والرعي، وهذا ما أدى إلى تحولهم إلى قرويين مزارعين.

ويعرف هذا التغير في نظام الحياة بأنه أحد أكبر الثورات الإنسانية (الثورة النيوليتية)، ويعتبر قاعدة تأسيس للتطور الثقافي والاقتصادي والاجتماعي اللاحق للإنسانية.

يعتبر تل حالولة، الواقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات بالقرب من مدينة حلب، واحداً من قرى المزارعين الأوائل التي تستمر دراستها منذ ستة عشر عاماً من قبل فريق الـ SAPPO وجامعة UAB.

وقد استطاعت الحفريات الكشف عن مساحة تجاوزت ثمانية هكتارات والتعمق إلى أكثر من خمسة عشر متراً في طبقات التل الترابية مما يعطيه أهمية أثرية كبيرة. يخفي هذا الموقع أدوات، لقى، بيوتاً، قبوراً...إلخ. كما أنه يخفي بقايا لقرية في تجدد دائم لم تقتصر ابتكاراتها وعطائها الحضاري على حاجات العيش الرئيسية.

«اكتشف سورية» تابع فعاليات هذا اليوم السوري في ثربانتس وحاور السيد ناهي العش -مترجم المركز الثقافي الإسباني بدمشق في القسم الثقافي والمشرف على فعاليات «لتعاون الإسباني في سورية»- الذي قال: «يأتي هذا المعرض بدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية، حيث تعمل هذه الوكالة في عدة مجالات منها القطاع الصحي و قطاع المساعدات المادية المباشرة والمساعدات الفنية أو مساعدة الأشخاص المتضررين من الجفاف، إضافة لدعم الوكالة للشأن الثقافي حول العالم. وتنشر فروع الوكالة في 60 بلداً، وذلك بالتنسيق مع حكومات الدول المعنية».

وأضاف السيد العش فيقول: «تعتبر البعثة الإسبانية رائدة في مجال التنقيب عن الآثار في سورية، ولها اكتشافات مسجلة بالتعاون مع مديرية الآثار والمتاحف ووزارة السياحة. ويتلخص معرض "أحجيات تحت الرمال" في إبراز النشاط اليومي للعاملين في مجال الحفريات الأثرية والتعاون القائم بين العاملين مع البعثة الأثرية الأسبانية في تل حالولة، إضافة لإبراز الكثير من اللقى الأثرية التي وجدوها والتي تعود إلى العصر الحجري الحديث، وتدل هذه الحفريات على أن الإنسان في تلك الفترة كان في مرحلة انتقالية غاية في الأهمية، وهي الفترة التي انتقل منها من كائن يعيش على الصيد إلى كائن مستقر يعتمد على الزراعة وتربية الماشية. وقد كان محور هذا المعرض تل حالولة لما قدمته هذه البعثة من اكتشافات مهمة في هذا التل الأثري والذي يبرز الدور الحضاري العريق الذي قام على أرض سورية، ولنقول للعالم أجمع إنه من هنا من سورية بدأت فترة استقرار الإنسان الأولى».

أما عن الفيلم الذي قدمه كل من المخرجة نورما بيلا والمخرج ميتشل غاسكو فتابع العش: «الفيلم هو عبارة عن مساهمة ثقافية من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي، حيث قامت الوكالة بدعم مخرجي الفيلم كمساهمة منها في إبراز الدور الثقافي الموسيقي السوري. فقام كل من المخرجة نورما بيلا والمخرج ميتشل غاسكو بزيارة معظم المحافظات السورية كـدمشق وريفها فـالسويداء وتدمر وحمص، أما حلب فكانت المحطة الموسيقية الأهم وذلك لتعرفهم على الموسيقى الأندلسية وما لها من ترابط تاريخي مع تاريخ إسبانيا. وقام المخرجان بتسجيل وتوثيق الموسيقى السورية المتعددة والمختلفة لتكون شاهداً أمام الجمهور الأوروبي على أهمية الدور الحضاري التي تلعبه الموسيقى في عملية دعم الحوار بين الحضارات».


المصور الضوئي الإسباني خوسيه مولييست
صاحب معرض أحجيات تحت الرمال

كما التقى «اكتشف سورية» المصور الضوئي الإسباني خوسيه مولييست صاحب معرض «أحجيات تحت الرمال»، والذي كان أحد أعضاء فريق العمل في موقع تل حالولة، وعن طبيعة العمل في الموقع تحدث المصور مولييست لاكتشف سورية: «أنا مصور ضوئي للبعثة الأثرية العاملة في تل حالولة، وعملي الأساسي هو تصوير القطع واللقى الأثرية التي يعثر عليها المنقبون والباحثون أثناء عملهم، لكن خلال معيشتي معهم في الموقع بدأت في البداية بالتقاط صور شكلت ريبورتاجاً يومياً عن حياتهم وتفاصيلها وكيفية قضاء أوقاتهم، هذه التفاصيل التي كان يعيشها فريق العمل في المخيم الذي أقامه ضمن التل شكلت فيما بعد مجموعة كبيرة من الصور التي تستحق المشاهدة، لكي يتعرف الجميع إلى أهمية العمل الذي أنجزه الفريق وأهمية المكان كواحد من أول المواقع التي شهدت تحول الإنسان من الجمع والالتقاط إلى مهنة الزراعة».

وأضاف خوسيه مولييست شارحاً الجانب الشخصي من عمله ضمن الموقع وكيفية التقاطه لصوره: «أحاول أن أتبع أسلوبي الشخصي وأعمل على الاقتراب أكثر من حياة الناس اليومية التي يعيشونها وأترك للعدسة أن تلتقط هذه التفاصيل، وبالنسبة لي يشكل الضوء والجو العام للموقع ووضعية الشخص الذي أريد التقاط الصورة له أساساً هاماً في عملي، لأن هذه العناصر كما أراها هي التي يمكن لها أن تخرج لحظة متكاملة في عمل فني جذاب، وهي التي يمكن لها أيضاً أن ترفع إحساسي الشخصي بالعمل الذي أقوم به».

واستطرد خوسيه مولييست متابعاً الحديث عن تفاصيل العمل والحياة التي واجهتهم في تل حالولة قائلاً: «ربما كانت أسوأ اللحظات أثناء العمل تلك التي كانت الريح تهب فيها فتثير الغبار الذي يعطل آلة التصوير ويوقف عملنا، لكن قبل أن يتوقف العمل بسبب الغبار كنا نستغل اللحظة لالتقاط صورة بإحساسٍ عالٍ يزينها الغبار الذي يضفي بعداً جديداً في العمل ويخدم الحالة البصرية، أما الشيء الإيجابي بالنسبة لي في العمل الذي أنجزناه هو هذا الاحتكاك والتواصل مع أناسٍ مختلفين عنا ثقافياً وفكرياً، وقد نجهل الكثير عنهم وعن تفاصيل حياتهم، لكن المعيشة اليومية بين السوريين جعلتني سعيداً جداً بكل ما حولي من تفاصل أذهلتني دائماً».

هذا ويستمر معرض «أحجيات تحت الرمال» حتى 18 تشرين الأول 2009، في معهد ثربانتس بدمشق.


.


مازن عباس وعمر الأسعد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

لقطة أثناء عرض فيلم هواء الصحراء

لقطة أثناء عرض فيلم هواء الصحراء ويظهر فيها الموسيقى السوري حسين سبسبي

من صور معرض التعاون الإسباني في سورية

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق