الباحثون الإسبان يعرضون لأهم المكتشفات الأثرية في سورية

24 10

بحضور السفير الإسباني في سورية، أقيم في معهد ثربانتس -المركز الثقافي الإسباني- بدمشق محاضرة بعنوان علم الآثار الإسباني في سورية، تحدث فيها كل من الدكتور ميكيل موليست رئيس البعثة العاملة في موقع تل حالولة، والدكتور خاسيوس غونثالث رئيس البعثة الإسبانية العاملة في التنقيب عن آثار العصر الحجري الحديث في مواقع مختلفة من سورية بالتعاون مع بعثة سورية وبعثة جامعة القديس يوسف اللبنانية.

بداية تحدث الدكتور موليست عن موقع تل حالولة الواقع في منطقة حوض الفرات شمالي سورية، معتبراً إياه شاهداً على أول التجمعات البشرية العاملة في الزراعة وتربية المواشي، وفيه علامات أساسية تؤكد أن الإنسان في هذه المنطقة بالذات قام بالانتقال من مرحلة الجمع والالتقاط والصيد إلى مرحلة الاستقرار التي اعتمد فيها على الزراعة وتربية الحيوانات وتدجينها، ويضيف موليست أن موقع العمل هو زراعي بشكل كامل تبلغ سماكته ثمانية أمتار ويعود عمره إلى ثمانية آلاف عام قبل الميلاد، وكان العمل قد بدأ فيه منذ عام 1991 واستطاع الباحثون الأسبان والسوريون تحويله إلى مخبر ميداني، وأسفرت عمليات البحث والتنقيب فيه عن عدة نتائج ومكتشفات أهمها:

عام 1994 وجدت مجموعة أعمال معمارية وبقايا أبنية تشير إلى سكن الإنسان فيها واحتمائه بها.

عام 1996 عثرت البعثة على رسومات على جدران أبنية عمرها ثمانية آلاف عام، وفي مراحل لاحقة وجدت بناءاً مكوناً من ثلاث وحدات من الغرف، وهذه الكشوف وسعت المعلومات الآثارية السابقة عن تلك المرحلة وعملية البناء فيها التي كانت بمعظمها مكونة من طابق واحد مستطيل فيه صالة مساحتها بين 40 إلى 60 متر مربع وغرف صغيرة محيطة.

كما عثر الباحثون على طبقات لبيوت مبنية فوق بعضها وهي تدل على الاختلاف الذي شهدته المنطقة إثر تعاقب الحضارات عليها.

أما النوع الثاني من البيوت المكتشفة فهي أكثر تطوراً، ويظهر هذا التطور من خلال الأرضيات وصقلها الذي غدا أكثر إتقاناً، كما يظهر في طريقة هندسة البيت المكون من صالة كبيرة وغرف حولها محددة الاستعمال بين التخزين والمعيشة، وإن وجود هذه الغرف يعطي دليلاً قاطعاً على اعتماد الإنسان على الزراعة وتخزينه المنتجات الزراعية.

كما شهد الموقع نفسه بحسب الدكتور موليست إنتاجاً للسيراميك وتخزيناً للحبوب إذ عثر على أقدم بذرة زيتون وهي متفحمة في حوض المتوسط في موقع تل حالولة، ومن ناحية أخرى تشير الحفريات إلى وجود رسومات لجذوع أشجار وسنابل قمح وهذا كله يعتبره الباحثون دلائل على ممارسة الإنسان للزراعة في هذه المنطقة.

كما أن الحفريات واللقى الأثرية تشير إلى استخدام الإنسان الحجارة في أعماله فالأدوات الحادة التي عثر عليها كلها مصنوعة من الحجارة، وكانت المنطقة نشطة تجارياً وشهدت تبادلاً تجارياً هاماً مع محيطها فقد عثر على أسوارة يد يعود مصدرها إلى تركيا.

وتشير الحفريات إلى وجود طقوس جنائزية خاصة بذاك العصر منها دفن الأموات تحت أرضيات البيوت، وتقسيم القبور إلى طبقات حرصاً على عدم تلامس جثث الموتى ودفنهم بوضعية الجلوس ومعهم شيء من الحلي وأدوات الزينة سواء كانوا رجالاً أو نساء، كما كانت جثة الميت تغطى بقطعة قماش حتى الرأس.

بدوره الدكتور خاسيوس الذي يعمل ضمن مشروع سوري إسباني لبناني يحاول الحصول على أجوبة تاريخية عن نشوء العصر الحجري الحديث قبل ستة إلى سبعة آلاف عام في سورية، ويشير إلى أن البعثة عملت في أكثر من موقع في سورية منها منطقة غربي حمص الممتدة من حوض العاصي حتى قلعة الحصن، وهناك أقامت البعثة حوالي 200 نقطة بحث منها تسعة عشر موقع حضري للبحث الأثري وستة مواقع هامة جداً من حيث احتوائها على لقى وعلامات لم تكن معروفة في تلك الفترة الزمنية، ومنها معالم جنائزية ومواقع بنائية وآثار عمرانية، كما عثر على قرى وتجمعات بشرية تعتمد على استثمار الحبوب وتدجينها، ووجد مجموعة أدوات حادة تشير إلى استخدام الإنسان للحجارة إضافة إلى قطع سيراميك أحدث من تلك التي وجدت في تل حالولة بـ 300 سنة وهي ذات مستوى أعلى من حيث الجودة والصناعة.

وفي نفس المنطقة غربي حمص عثر على آثار عمرانية بازلتية، وحفر لتخزين الحبوب إضافة إلى قبر وجدت فيه جثة مقطوعة الرأس مما يدل على وجود طقوس جنائزية خاصة بسكان تلك المنطقة خلال فترة زمنية معينة، كما أن مجموعة الآثار التي وجدت تدل على شعائر جنائزية كانت تمارس في هذه المواقع.

وعثرت البعثة أيضاً على أختام شعائرية خاصة تدل على حياة اجتماعية خاصة ومجموعة عادات وتقاليد وأعراف متبعة خلال تلك الفترة من قبل السكان.

وفي النهاية يشير الدكتور خاسيوس إلى أن عمل البعثة المشتركة استطاع أن يصل إلى اكتشافات هامة بالنسبة لعلم الآثار مقارنة بالفترة الزمنية للعمل الذي بدأ منذ عام 2004 وامتد على فترات متقطعة.


عمر الأسعد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

ميكيل موليست رئيس البعثة العاملة في موقع تل حالولة

جانب من الحضور في معهد ثربانتس

ميكيل موليست في محاضرته عن اكتشافات تل حالولة

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق