فرقة وجوه السورية على مسرح الدراما

03 10

موسيقى شرقية بألوانها المختلفة

ما يميز الموسيقى السورية المعاصرة أنها ذات اتجاهين: الكلاسيكي الغربي، والشرقي بأنواعهما، وكلا هذين النوعين يدّرسان في معاهدنا الموسيقية. ومن هذا المنطلق، تأسست العديد من الفرق الموسيقية في سورية لكل منها طريقتها وموسيقاها، وتبقى الفرقة السيمفونية الوطنية السورية هي المنبع الرئيسي والداعم الحقيقي لهذه الموسيقى، ومن ثم الفرقة الوطنية للموسيقى العربية وتليها فرق الحجرة الخاصة، والمهم هنا بأن الموسيقى السورية تصنع لنفسها مكانة خاصة في المنطقة وتحّول موسيقانا شيئاً فشيئاً باتجاه أكثر غنى وتطوراً.

وفرقة وجوه هي إحدى هذه الفرق، حيث استضافتها دار الأسد للثقافة والفنون على مسرح الدراما مساء الخميس في 1 تشرين الأول 2009، وكانت هذه الحفلة هي الثالثة التي تقدمها الدار بعد توقف دام شهرين لأعمال الصيانة السنوية.

تغلبت الموسيقى الآلية (الصرفة) على برنامج فرقة وجوه في هذه الحفلة، حيث قدمت العديد من المقطوعات التي تعود إلى ألوان متعددة من الموسيقى الشرقية فعزفت عملين لعازف القانون التركي المعروف جوكسيل باكتجير وهما «لونغا سماعي» و«سماعي نهاوند»، ويتميز هذا الموسيقي بروح تأليفية خاصة به.

كما قدمت الفرقة أيضاً مقطوعة لعازف العود السوري حسين سبسبي بعنوان «سلمى»، وهذه المعزوفة المليئة بالنشاط والحيوية مستوحاة من أسواق دمشق العريقة.

وتابعت الفرقة برنامجها بعزف «لونغا نهاوند» لكنان أدناوي و«صباح» لكنان أبو عفش و«تانغو» لمارسيل خليفة و«عيونك» لرامز ميريشلي و«منديرا حجاز» من التراث و«شالاخو» لسليمان علي عسكر.

كما شاركت المغنية السورية ليندا بيطار الفرقة بأغنيتين وهما: «سهار» لفيروز والأغنية التراثية «البنت الشلبية»، وتميزت الفنانة ليندا بيطار بصوتها القوي حيث كانت الجمل الموسيقية تنطلق بانسياب خلاب ونبرات محبوكة، وبإحساس مرهف جذب الحضور الذي صفق لها طويلاً.

أمام فرقة وجوه لا يشعر المتلقي لحظة واحدة أن أحد الموسيقيين يسرق الأضواء من رفاقه، إذ ليس هناك من قائد ظاهر للفرقة أثناء العرض، فهم يصنعون معاً البهجة والسرور لأنفسهم وللجمهور، لذلك كان من الطبيعي أن ينسجم معها الجمهور في كل ما قدمته هذه الفرقة التي حققت ذلك الطقس الموسيقي الحميم وتلك الحالة من البهجة والسعادة المشتركة.

كانت القطع الموسيقية التي اختارتها وجوه في أمسيتها صعبة ومن الطراز الثقيل، واعتمدت على الارتجال من كافة الآلات المشاركة، ابتداءً من العود - الوتر الحساس في الموسيقى الشرقية - ومروراً بالقانون - هذه الآلة الشجية - والكونترباص الصوت الأقرب للصوت البشري، والبيانو - الآلة العريقة في الموسيقى الكلاسيكية - حيث تم استخدامه لخدمة الموسيقى الشرقية، وانتهاءً بالآلات الإيقاعية وهي الأساسية في موسيقى المنطقة .

ولا بد من التنويه بأن كل أعضاء فرقة وجوه من خريجي المعهد العالي وهم: فراس شهرستان (قانون)، كنان أدناوي (عود)، محمد نامق (تشيللو)، وائل القاق (إيقاع). وشاركها كضيوف في هذه الحفلة كل من: ناريك عبجيان (بيانو)، وخالد عمران (كونترباص)، والمغنية الأوبرالية السورية ليندا بيطار.

في نهاية الحفل كان لـ «اكتشف سورية» هذه الوقفة مع كنان أدناوي الذي تحدث باسم الفرقة، حيث قال عن موسيقيي وجوه: «يتميزون بأسلوبهم الموسيقي عن كل الفرق، من حيث توظيف طرقهم الأكاديمية كخريجين وموسيقيين محترفين في أداء المقطوعات التي يقدمونها في عروضهم».

وتابع أدناوي: «شباب وجوه إيمانهم قوي بمشروعهم وهم ملتزمون في تقديم موسيقاهم بحرفية وتقنية عالية يوازي مستواها ما وصلت إليه تجارب الدول المجاورة».

وعن طبيعة موسيقاهم قال: «مشروعنا يعتمد الموسيقى الآلية في أغلب الحفلات، ولجانب الغناء العربي حضوره أيضاً ولكن بشكل نسبي».

أما عن آلات الفرقة فقال أدناوي: «هناك تنوع في الآلات عبر استضافتنا العديد من الموسيقيين، وذلك لإغناء برامجنا، كما نحرص بشكل دائم أن نقدم مقطوعات جديدة في كل حفلة».


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

فرقة وجوه في مسرح الدراما

فرقة وجوه في مسرح الدراما

فرقة وجوه على مسرح الدراما

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق