فرقة « هواء » الإيطالية في آرت هاوس

30 09

قبل حفلتها بيوم في دار الأسد للثقافة والفنون، قدمت فرقة «AIR» (هواء) حفلتها مساء الاثنين 28 أيلول 2009 في غاليري آرت هاوس، هذا المكان الذي تحوّل إلى مؤسسة ثقافية تستقبل خيرة الفرق الموسيقية السورية والعالمية وأسماء كبيرة من الفنانين التشكيليين من رسامين ونحاتين.

وفي هذه الأمسية استمع الحضور إلى ثنائي روبرتو روسي (ترومبون)، وجيوفاني ميراباسي (بيانو)، حيث غاب عضو الفرقة الثالث لأسباب صحية.

قدم العازفان مقطوعات من تأليف ميراباسي – وهو أحد أعضاء الفرقة – حملت الخفة والكثير من الرومانسية، وأخذنا عبر موسيقى مبهجة وخفيفة كالهواء إلى أجواء من الفرح والسعادة. بالإضافة إلى تقديم مقطوعات (تأليف مشترك) ظهرت فيها القاعدة الصلبة لهذه التجربة من خلال التفاهم الذي خيّم على أدائهما وخاصة في المقطوعات المنتظمة، حيث تولى أحدهما ضبط الإيقاع، فيما قام الآخر بأداء الجمل المكتوبة وبعض الارتجالات، ثم تبادلا الأدوار بسبب غياب آلة إيقاعية – مرافقة عادة في موسيقى الجاز – تقوم بهذه المهمة.

عموماً، أسعدت هذه الحفلة الحضور الذي كان أغلبه من الجاليات الأجنبية، وصفق طويلاً بين معزوفة وأخرى.

وفرقة «هواء» هي المجموعة الأكثر خروجاً عن المألوف في عالم الجاز، وتضم ثلاثة من كبار موسيقيي الجاز الإيطاليين (فلافيو بولتري على الترومبيت، وروبرتو روسي على الترومبون، وجيوفاني ميراباسي على البيانو)، وجاءت زيارتها لسورية بالتعاون مع مهرجان «ليبان جاز» الذي أطلقه صيف 2004 شاب متحمّس عائد من فرنسا بحثاً عن جذوره هو الأستاذ كريم غطّاس، واليوم أصبح المهرجان مؤسسة عالمية.

وكان لـ «اكتشف سورية» هذه الوقفة مع الأستاذ كريم غطاس حيث تحدث عن هذا المهرجان قائلاً: «أسستُ المهرجان عام 2004، وهو مخصص لموسيقى الجاز الأوروبية، وكانت عودتي إلى لبنان لهذه الغاية، حيث أمضيت كل حياتي بفرنسا، وقد عرضنا إلى الآن أكثر من أربعين حفلة جاز في لبنان منذ تأسيس المهرجان، وتكللت هذه الحفلات بالنجاح من حيث إقبال الناس عليها».

وتابع: «وفي عام 2006 إبان الحرب الإسرائيلية على لبنان، نقلنا المهرجان من بيروت إلى باريس، وقدمنا أكبر حفلة جاز بباريس، حيث جمعنا أكثر من عشرين فرقة جاز في واحدة من أهم القاعات الباريسية، وكانت المرة الأولى التي تستقبل فيها هذه القاعة حفلات من هذا النوع، وذلك تضامناً مع الشعب اللبناني».

وعن اختياره لسورية من أجل تقديم حفلات مهرجانه قال: «في عام 2008 بدأنا نفكر بالتوسع في عرض حفلاتنا في بلدان أخرى غير لبنان، وكنت قد زرت دمشق سابقاً، ورأيت فيها روح هذه الموسيقى، واكتشفت بأن سورية تمتلك العديد من الموسيقيين الأكاديميين، وحين عرضت الفكرة على مدير دار الأوبرا الأستاذ ياسر الأيوبي، رحب بنا وفتح لنا أبواب الدار، حيث قدمنا أول حفلة بتاريخ 12 أيار 2009، وكانت ناجحة جداً».
وتابع الأستاذ غطاس: «وهكذا بدأت قصة ليبان جاز في دمشق كما بدأت في بيروت، ووضعنا نصب أعيننا أن نقدم حفلات في سورية كلما قدمنا حفلات في لبنان، وخاصة أننا وجدنا في سورية شركات ومؤسسات مستعدة لدعمنا بشكل دائم».

إدريس مراد

اكتشف سورية