يحيى القضماني في حديث مع «اكتشف سورية»

19 08

جائزة المزرعة للإبداع الفني والأدبي علامة فارقة في الحركة الثقافية

غدت جائزة المزرعة للإبداع الأدبي والفني موعداً راسخاً في برنامج الحركة الثقافية في السويداء، فهي تمثل بالفعل نموذجاً هاماً لتعاون الهيئات والمؤسسات مع الأفراد، فالجائزة التي يتعهد المهندس السوري يحيى القضماني تقديم جوائزها من ماله الخاص منذ ثلاثة عشر عاماً، يشهد الجميع أنها صارت جزءاً راسخاً من المشهد الثقافي السوري عامةً وليس في محافظة السويداء فقط، لأن مقدمها مؤمن بأهمية رعاية المواهب المتميزة وفسح المجال أمامها للخروج إلى الضوء.

للوقوف عند جائزة المزرعة وما تقدمه، التقى «اكتشف سورية» المهندس يحيى القضماني وكان الحديث التالي:

كيف أتت فكرة تقديم جائزة المزرعة التي تعنى بالأدب والفن في مختلف مجالاته؟
منذ طفولتي وأنا أحب الأدب، وقد كتبت الشعر في سن مبكرة وكنت متابعاً للنشاط الأدبي في الثانوية هنا في السويداء، وأيضاً في جامعة دمشق التي درست فيها الهندسة الزراعية، وهنا لفتتني ظاهرة أن بعض الشباب الموهوبين بدؤوا بالتراجع عن اهتماماتهم الفكرية والأدبية وتركوا هذه المجالات ليلتحقوا بسوق العمل، خاصةً بعد أن خذلتهم ظروف الدعم فلم يجدوا من يتبنى مواهبهم، وهذا ينطبق علي أيضاً، فبعد تخرجي بفترة وجيزة سافرت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وابتعدت عن الكتابة والتواصل مع الوسط الثقافي وهذا حز في نفسي كثيراً، هذه الأسباب مجتمعة إضافةً لاطلاعي أثناء تواجدي في دولة الإمارات على تجربة جائزة العويس، دفعني للتفكير بتقديم شيء لأبناء بلدي، فكانت ولادة جائزة المزرعة والتي اقترحت اسمها إجلالاً مني لأهم معارك الثورة السورية الكبرى التي قادها المغفور له سلطان باشا الأطرش.


المهندس يحيى القضماني

كيف كانت بداية العمل على الجائزة والتي كانت مشروعأ؟
عام 1995 وجهت رسالة إلى مديرية الثقافة في السويداء اقترحت عليهم إنشاء جائزة ترعى المتميزين في الأدب والفن مع استعدادي لتقديم الجوائز المالية على نفقتي الخاصة، وشاءت الصدف أن ألتقي الدكتور والشاعر ثائر زين الدين عندما كان يزور دولة الإمارات فطرحت الفكرة عليه واستأذنني بطرح الرسالة على المسؤولين، وبالفعل لاقت الفكرة القبول ووافقت الجهات المسؤولة على فكرة الجائزة وعلى اسمها الذي اقترحناه.

ما هي شروط التقدم للجائزة وآلية عملها؟
يعلن عن الجائزة في كل عام من خلال وزارة الثقافة في المراكز الثقافية المنتشرة في سورية، كما يعلن عنها في وسائل الإعلام المختلفة ويحدد موعد 30/6 آخر موعد لاستلام الأعمال التي ترسل بثلاث نسخ مغفلة من الاسم.

وهنا دور لجنة الإشراف التي تعطي كل عمل رقماً وتوزع الأعمال على لجان التحكيم كل حسب اختصاصها، هذه اللجان بدورها تتكون من ثلاث محكمين لكل جنس وبعد الاطلاع على الأعمال تعطى الدرجات لكل عمل، علماً أن هذه الدرجات لا تخضع لمزاجية المحكم إنما وضعت مجموعة شروط من قبل لجنة استشارية مؤلفة من 12 عضو مختص حددوا الشروط الواجب توافرها في كل عمل من مختلف الأجناس التي تشملها الجائزة، وعلى هذا الأساس تضع لجان التحكيم علاماتها بعيداً عن المزاجية والفردية وهي لا تعرف أسماء أصحاب الأعمال على الإطلاق.

ماذا عن مسيرة الجائزة خلال ثلاثة عشر عاماً؟
كانت بداية الجائزة على مستوى المحافظة فقط وبعد دورتين تلمسنا شيئاً من النجاح وكان القرار بإطلاقها على مستوى القطر كي تشمل المبدع السوري أينما كان، كما أن المجالات التي تمنح الجائزة لها تطورت فقد بدأنا مع الشعر والقصة ثم شملت الجائزة الدراسة والرواية والمسرح والفن التشكيلي.

ونحن اليوم نقوم بطباعة العمل الذي ينال الجائزة الأولى في الشعر والرواية والمجموعة القصصية وهذه الأعمال تلقى الرواج من خلال عرضها في معارض الكتاب في سورية وتونس والإمارات وغيرها من الدول، وصار لدينا مكتبة تحوي 23 مطبوعة حتى اليوم.

هل لديكم نية توسيع نطاق الجائزة؟
هنا سأجيب من ناحيتين أولاً أنا رفضت أن تكون الجائزة عربية تشمل عدة دول، ذلك أنني لا أراها قد أدت كامل واجبها مع أبناء سورية، وعندما تحقق هدفها الأساسي وتكمل مهمتها يومها سنفكر بتوسيع الجائزة لتشمل دولاً شقيقة، وهذا بالتأكيد أمر هام بالنسبة لنا، ومن ناحية ثانية هناك توسع في الجائزة من حيث المجالات التي ستشملها فهذا العام أضيفت جائزة للعمل التلفزيوني تقديراً منا للدراما السورية، كما اقترحت على لجنة الإشراف أن نستحدث العام القادم جائزة في الموسيقى تشمل أفضل ثلاثة عازفين على آلة البيانو وأفضل ثلاثة عازفين على آلة الكمان وأفضل ثلاثة عازفين على آلة العود، وهذا الاقتراح لازال قيد الدراسة ونأمل أن نوفق به خلال الدورة القادمة.

في كل عام تختارون أديباً أو مبدعاً تسمون الدورة باسمه وتكرمونه، كيف يتم هذا الاختيار؟
اختيار المبدع المكرم يأتي اتفاقاً مع أهميته وأهمية ما قدم، وفي كل عام يتم ترشيح ثلاثة أسماء من قبل لجنة الإشراف يتم التفاوض معها ليقع الاختيار على اسم واحدٍ منها، في هذا العام رشحنا الشاعر سميح القاسم والذي منعته سلطات الاحتلال الإسرائيلي من القدوم، كما رشحنا الشاعر أدونيس والذي لم يستطع الحضور نظراً لارتباطاته المسبقة، وفي النهاية حضر بيننا وليد إخلاصي الروائي والمسرحي الذي أثرى بتجربته المكتبة العربية، في العام المقبل سنعيد التفاوض مع الشاعرين أدونيس والقاسم كما سنطرح اسماً ثالثاً لم نتفق عليه حتى الآن ونحن نأمل حضور جميع أعلامنا ومبدعينا لو كان هذا بوسعنا وبوسعهم أيضاً، علماً أن الجائزة كرمت حتى الآن مجموعة هامة من الأسماء منهم ممدوح عدوان وسليمان العيسى وحنا مينه وزكريا تامر وحيدر حيدر وشوقي بغدادي من سورية وواسيني الأعرج من الجزائر وسهيل إدريس من لبنان.

كلمة أخيرة عن جائزة المزرعة؟
هذه الجائزة هي عمل جماعي مؤسسي لا تخضع لأهواء شخصية أو مصالح فردية فالجميع يحرص على مصلحة الجائزة التي بات لها سمعتها فغدا الهدف هو المحافظة عليها وتطويرها حرصاً عليها فهي تحمل اسماً غالياً يشكل جزءاً مهماً من ذاكرتنا الوطنية وهذا ما يدفع القائمين عليها سواء أنا بشكل شخصي أو لجنة الإشراف كي يحرصوا أكثر فأكثر على مشروع الجائزة الذي حاز الاعتراف من قبل الجميع.

.


عمر الأسعد - السويداء

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

ليلى كمال المغربي:

تهنينا لك