مركز القمح للفنون المسرحية للأطفال في السويداء

14 أيلول 2010

«يعد المركز الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي» هذا ما قاله الدكتور أسامة أبو طالب عن مركز القمح للفنون المسرحية للأطفال في السويداء.

«اكتشف سورية» زار المركز، والتقى مديره الفنان جهاد الزغبي الذي تحدث بداية عن الفكرة الأساسية التي ولدت منها هذه التجربة: «الفكرة نشأت منذ 20 عاماً حيث قرأت في إحدى الصحف اليابانية مقالاً يتحدث عن أنهم وضعوا في إحدى الحدائق الكبرى في اليابان مجموعة من الأشياء مرتبطة بكل نواحي الحياة، ولكل منها دلالات تختلف عن الأخرى, ومن ثم بدؤوا بإحضار الأطفال لتصويرها بعد إعطائهم الكاميرات, وقاموا بترك الفيلم الأول والثاني لأن الطفل يكون مشغولاً بالكاميرا، ولكن الفيلم الثالث هو الذي يدرس, حيث يبدأ الطفل بالتركيز على الأشياء التي لفتت انتباهه والتي يحبها, ومن خلال مجموعة الأفلام التصويرية التي حصلوا عليها استطاعوا فهم ميول الأطفال حسب الأشياء التي قاموا بتصويرها. فكرة هذه التجربة لفتتني وبدأت البحث عن كيفية تطبيق هذه الفكرة فنياً، وخاصة أن الطفل يمتلك موهبته الفطرية، وهي دائماً موجودة, وبقيت الفكرة حاضرة في ذهني مع العمل الدائم على البحث فيها وقراءة المقالات والدراسات الفنية حولها، إلى أن كانت هناك تجربتان كشفتا كيفية تحقيق هذا المشروع عملياً، التجربة الأولى قامت بها الفنانة السورية مي اسكاف، حيث قامت بعمل تجريبي ومسرحي مع الأطفال، وطلبت منها أن أرى هذه التجربة، وبعد اطلاعي عليها رأيت فيها الكثير من الإيجابيات، ولكن كانت هناك بعض السلبيات، منها قسر الطفل على العمل، حيث قلت للفنانة مي أن هناك بعض المسائل التي لا يمكن أن تعطى للطفل بل للبالغين، وبالفعل بعد رؤية الناس لتلك الأعمال تحدثوا عن نفس الملاحظات, وكنت أريد أن تستمر هذه التجربة وتنطلق أكثر. أما التجربة الثانية فقد حدثت بالصدفة أثناء عودتي إلى قريتي، حيث رأيت أولادي وبعضاً من أصدقائهم وأقاربهم يقومون بتشكيل حكاية ليطرحوها ضمن عمل مسرحي, وبدؤوا بإعطائي الخيوط الأولى في حين كنت مشاهداً فقط, وبعد فترة من الزمن عدت لأرى كيف تطور العمل، وكيف كوّنوا الشخصيات وحددوا ملامحها وكيف صاغوا الحكاية النهائية، وكيف استخدموا المكان الذي كان مكوناً من غرفتين داخل بعضهما البعض، فالغرفة الأولى كانت هي الكواليس والثانية هي المسرح, في تلك اللحظة تدخلت لأعطي بعض الملاحظات الأكاديمية التي تساعد على اكتمال العمل, ومن بعدها طلبت منهم إدخال الرقصات والموسيقى فقاموا بذلك, في ذلك الوقت اكتملت الفكرة في ذهني، لأبدأ التطبيق العملي لها».


الفنان جهاد الزغبي

أما بالنسبة لأقسام المعهد وآلية العمل فيقول الفنان الزغبي: «الفكرة متكاملة في أقسامها، فنحن نتحقق بداية من حقيقة الموهبة لنقوم بتوجيهها وصقلها من خلال تدريس الفنون التي يعطيها المركز، وهي الرقص والباليه والفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح, وذلك من قبل كادر تدريسي تخرج من المعاهد العليا بالإضافة إلى الخبرة العملية في هذه المجالات, لأن هذا هو النظام الداخلي المتفق عليه مع وزارة الثقافة، في الفترة السابقة - ومدتها شهران- أدخلنا الطلاب في تجارب عملية كي نعرف هل هذه المواهب حقيقية أم لا, والنتائج تصدر في الشهر القادم، وستناقش من قبل الكادر التدريسي، كما ستعرض على أهالي الطلاب لبحثها، ولإمكانية استبقاء الطفل الذي لم يحقق نتائج تمكنه من دخول المنهج الذي يسمى "السنة الاولى" في المركز. أما الطلاب المقبولون فيبقون في المركز مدة ثلاث سنوات يتلقون فيها المناهج والمعلومات للوصول إلى السنة الرابعة، وهي سنة المرحلة العملية التي يكون الطلاب قد وصلوا فيها إلى مرحلة بناء عمل مسرحي متكامل, وبذلك تكون مدة الدراسة في المركز أربع سنوات».

وفيما يخص شروط القبول يتابع الزغبي: «أعمار الأطفال المقبولة في المركز تتراوح بين 6 إلى 12 سنة، ورفعنا العمر في بعض الاختصاصات إلى 14 و15 و16 سنة، لنرى مدى إمكانية الحصول على نتائج من هذا العمل، كما اضطررنا لقبول أطفال بعمر 5 سنوات هذا العام. الرسوم الشهرية هي 2000 ل.س لكافة المجالات، وعلى مدى فترة الدراسة في المركز، وأنا أرى أن هذا الأجر الرمزي يدل على أن الكادر الموجود هو صاحب مشروع، وأنه منغمس في الفكرة الأساسية بعيداً عن الأهداف المادية».

وبالنسبة إلى المكان وتقسيماته يتابع الفنان جهاد الزغبي: «المركز ثابت لعدد من السنين في نفس المنطقة وهي حي الخريج في مدينة السويداء, وقد قمنا بتقسيم المكان حسب ما ساعدتنا مساحته فهناك قاعة كبيرة (4×8 متر) قسمت إلى قسمين: صالة مسرح وصالة تدريبية مجهزة بكافة التجهيزات اللازمة, وهناك قاعتان للموسيقى وقاعة للرسم وقاعة للرقص والباليه, وهي قاعات ثابتة للفنون التي تدرس بها، لأن كلاً منها مجهز لخدمة المجال المحدد لها».

ومع كادر المركز:
«اكتشف سورية» التقى بعضاً من عناصر الكادر التدريسي حيث كانت هناك اللقاءات التالية:

الفنان غيلان الصفدي

غيلان الصفدي، مدرس مادة الفنون التشكيلية في المركز: «عملي في قسم للفنون التشكيلية رديف للمسرح، بمعنى أن يصمم الأطفال الديكور والأقنعة والأزياء اللازمة للعمل المسرحي، هذا لأن الطفل يتفاعل مع عالمه أكثر من الإنسان البالغ، وطريقة التعليم حديثة تقوم على استخدام كافة الأدوات لتوسيع الأفكار والمقدرة, ويعمل الأطفال الآن على صناعة الدمى بكل التقنيات التي تدرس لإقامة مسرح خيال الظل بأسلوب يخالف الطريقة التقليدية في تقديم خيال الظل».

حسن ملاك، مدرس مادة الرقص التعبيري (الباليه): «قسمنا الأطفال في قسم الرقص التعبيري إلى ثلاث فئات عمرية، حيث تمتد الفئة العمرية الأولى من الصف الأول حتى الصف الثالث، والفئة الثانية من الصف الرابع إلى الصف السادس, والثالثة من الصف السابع إلى الصف التاسع، وبشكل عام فإن الإقبال أصبح جيداً في هذه الفترة، والمميز والممتع في نفس الوقت أننا نتعامل مع العقول النظيفة الفطرية لدى الأطفال».

الفنان غسان الدبس

غسان الدبس، مدرس في قسم المسرح: «لدينا أربع مستويات عمرية وأنا أعمل في المرحلتين العمريتين الأوليتين أي الأصغر سناً, ويدرس الطلاب مناهج أكاديمية ولكن بطريقة حديثة تقترب إلى عالم الطفل، فيأخذ المعلومة ضمن لعبة يكون هو صاحب فكرتها، وأنا بدوري أطورها وأتدخل لأعطيه المعلومات من خلالها, فأنا أعطي أفكاراً وآخذ أفكاراً من الطفل للوصول به إلى إقامة عمل مسرحي صحيح».

بيان رضا، مدرس للغناء ولآلة العود في قسم الموسيقى: «أقوم بتدريس كل طالب بمفرده وهذا هو نظام قسم الموسيقى في المركز, ونحاول الابتعاد عن التقليدية في التدريس وأن نعطي نظرة جديدة عن الآلات الموسيقية, والإقبال على الموسيقى يعتبر جيداً».

يشار إلى أن المركز ينتمي للقطاع الخاص تحت رعاية وإشراف وزارة الثقافة، وافتتح في حي الخريج في السويداء، في 13 حزيران 2010.


أكثم الحسين - السويداء

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

مركز القمح للفنون المسرحية في السويداء

تعليم الموسيقى في مركز القمح للفنون المسرحية في السويداء

التدريب على العمل المسرحي في مركز القمح للفنون المسرحية في السويداء

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق