إياس المقداد ومثقال الزغير في العرض الراقص «ثالاموس» على مسرح الحمراء

22 07

تجربة راقصة لمحاكاة مشكلة الفصام مسرحياً

برعاية وزارة الثقافة - المسرح القومي- يقدّم كل مِن الفنانين إياس المقداد ومثقال الزغيّر عرضهما الراقص «ثالاموس»، وذلك على خشبة مسرح الحمراء، ابتداءً من مساء اليوم الأربعاء 22-7، ولغاية 26-7-2009، في الساعة التاسعة مساءً.

العمل من إخراج إياس المقداد ومثقال الزغيّر.
سينوغراف: زكريا الطيان.
موسيقى: هنرك مانش.
إعداد موسيقى: سيمون مريش.

«اكتشف سورية» حَضَر البروفات الأخيرة لعرض «ثالاموس» والتقى كلاً من مصممي العرض إياس المقداد، ومثقال الزغيّر، والسينوغراف زكريا الطيان، فكان هذا الحوار:

عن هذه التجربة يقول مثقال الزغيّر خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم الرقص التعبيري، 2006:

«هذه هي التجربة الأولى لي مع إياس المقداد في تصميم وإخراج مشترك لعمل مسرحي راقص، وكنت قد قدمت في عام 2009 العمل الراقص "علاقات حرجة" مع صخر المنعم، وعرفان المصري، وسينوغراف زكريا الطيان، في مهرجان الرقص المعاصر في بيروت».

وعن موضوع هذا العمل الجديد يقول مثقال: «فكرة العرض تدور حول موضوع "الفصام" بمفهومه النفسي، وتتمحور الفكرة حول شخصيتين تعيشان في عقل شخصية واحدة، وهذا ما يجعل هذه الشخصية بعيدة عن الحياة والمجتمع، وهذه الشخصية التي تتمثل علاقتها مع المكان ومع الآخرين بالابتعاد عنهم تتحول إلى حالة ذاتية شديدة الخصوصية لها عوالمها الخاصة، بسبب الحالة الثنائية التي تعاني منها لتصل لمرحلة وجود شخصيتين تتحكمان في تلك الشخصية».

ويتابع الفنان الزغيّر حديثه فيضيف: «يوجد قناع خارجي لهذه الشخصية التي تعيش في هذا الفصام الحاد، هذا القناع هو المظهر الخارجي لشخصية تتفاعل بحساسية وخصوصية بكل شيء تتلقاه من المكان والمجتمع المحيط بها، ومن ناحية أخرى هناك المعاناة الفظيعة التي تعيشها على الصعيد الذاتي، وهذه الناحية هي الأعمق لأنها تمتلك الإحساس والغريزة الفطرية، كل هذا يخلق ازدواجية فكرية وحسية وصراعاً مع شخصيتين تعيشان في داخلها، ولتصل إلى مرحلة من التعب والإنهاك من هذا القناع الخارجي، ومن المعاناة الداخلية».

وعن مدى قدرة الجسد ليكون أداة طيعة تخدم فكرة النص يقول الفنان الزغيّر: «إن الجسد الذي نتكلم عنه والذي هو مخزن كبير لكل أفكارنا وأحاسيسنا، قادر على التعبير عن ما تخفيه مشاعرنا من كافة أشكال الشعور الحسي، فنحن كتركيبة موجودة في هذه الحياة نتألف من جسد ونفس يتأثران ببعضهما البعض، من خلال ترجمة الحس الداخلي عن طريق ردود أفعالنا جسدياً».

وفي جواب عن سؤالنا عن أعماله السابقة يقول مثقال: «بعد تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2006 عملت بمجموعة أعمال كان أهمها العمل الراقص "علاقات حرجة" مع صخر المنعم، وعرفان المصري، وسينوغراف زكريا الطيان، والتي قدمناها في مهرجان الرقص المعاصر في بيروت ببداية هذا العام».

إياس المقداد - خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم الرقص التعبيري، 2005- يقول في حوارنا معه عن ماهية الـ «ثالاموس»:

«الثالاموس هي منطقة تتوضع في نواة الدماغ البشري، ويكاد يكون دماغاً داخل دماغ، ويُعتبر الثالاموس مسؤولاً عن استقبال الأحاسيس الفطرية ويشكل اتجاهها ردة فعل، ويتيح للدماغ فرصة ليحلل الإشارات ويعطي ردود أفعال منطقية أو مُدركة، وهو كصمام الأمان الذي يحرك كل حواسنا لتتفادى أي شيء طارئ».

وعن فكرة العرض المستمدة من علم النفس يقول الفنان إياس المقداد: «يذهب العرض لمساحات نفسية أكثر عمقاً، حيث أصبحنا نتكلم عن مشاعر وأحاسيس وحتى عن أشياء مشوهة وأشكال حيوانية في بعض الأحيان، وهو يتحدث عن هذا الخليط من المشاعر والأحاسيس التي تربطنا بشكل فردي مع دواخلنا. نحن في هذا العرض نتحدث عن الشخص الذي يحوي كل هذه التركيبة المعقدة من الخارج والداخل، و السؤال الأهم هو ما هو شكلنا الحقيقي من الداخل؟».

وفي سؤال عن قدرة الجسد على فك وتحليل المفاهيم الفلسفية التي يتحدث عنها العرض يقول: «الرقص هو التقنية الأنسب لكي نقدم مواضيع لها علاقة بالمشاكل النفسية، فنحن نقدم اقتراحاً بشكل حسي وبصري لنحفز مخيلة المشاهد لكي يستطيع هو أن يقرأ هذا النوع من الأفكار التحليلية عن طريق الرقص. مهمتنا أنا ومثقال كمصممين للعرض هي وضع نقاط علام على بعض المفاصل حتى يُقرأ عرضنا من خلالها، ويستطيع المتلقي التفاعل مع العرض».

أما عن الموسيقى التي تعتبر من المهام الصعبة في مثل هذه الأعمال، والتي يجب أن تحاكي فكرة ومضمون العرض يقول إياس المقداد: «في هذا العمل كان خيارنا هي الموسيقى المعاصرة والتي تعتمد على الأصوات البشرية والأصوات الالكترونية، فمن خلال عملي مع مصممة الرقص السويدية ميري برولين، في العرض الراقص "الموجة السابعة" في عام 2008، اجتمعنا مع الموسيقي هنريك مانش، وهو مؤلف موسيقي يؤلف للمسرح الراقص والسينما ولديه خبرة كبيرة في الموسيقى الإلكترونية، فاخترنا مقطوعات موسيقية من تأليفه وقام الأستاذ سيمون مريش بتنسيق هذه المقطوعات وتوزيعها داخل العرض».


السينوغراف زكريا الطيان

في لقائنا مع السينوغراف زكريا الطيان والذي كانت له مشاركات ناجحة في عدد من الأعمال المسرحية يقول:

«تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية - سينوغرافيا - سنة 2007. وعملت في عدة أعمال مسرحية في مجال السينوغرافيا، منها مسرحية "ديكور" للمخرج رأفت الزاقوت، وعمل مسرحي راقص بعنوان "إنت عمري"، وتعاونت مع المركز الثقافي الفرنسي في معرض الخطاط العالمي خالد الساعي».

وعن مدى أهمية الإضاءة في عمل السينوغرافيا وخاصة في هذا العمل المجرد من الديكور يقول: «توجد مجموعة عناصر لتنفيذ السينوغرافيا، ومنها الإضاءة التي تعتبر عنصراً في غاية الأهمية في أي عمل مسرحي، وفي النهاية لا يكتمل العمل المسرحي إلا إذا اكتملت كافة عناصر نجاح هذا العمل. في هذا العمل بالتحديد قمت أنفذ سينوغرافيا ضوئية، بسبب قلة الميزانية، فعملت على تجريد المكان من أي قطعة ديكور، لتصبح الإضاءة هي الديكور الأساسي، فمن خلال الإضاءة نستطيع خلق مكان معين، وهي تساهم أيضاً في إعطاء أبعاد أخرى للمكان».

أما عن مدى قوة تواجد عمل السينوغرافيا في المشهد المسرحي السوري فيقول الطيان: «كلمة السينوغرافيا كلمة تخصصية، وللأسف إلى الآن لم يتوضح عمل السينوغرافيا في المسرح السوري، لأن هذا الاختصاص لا يزال وليد السنوات الماضية القليلة، فأنا من خريجي الدفعة الثانية من هذا الاختصاص، وهنالك الكثير من المصطلحات المسرحية التي تطلق بدون أن يكون هناك مختصون وخريجين في مجالها، مثل مدير المنصة أو دراماتور أو حتى سينوغراف، ما أريد قوله إنه لا يجوز إطلاق المصطلحات المسرحية هكذا بدون خلفية علمية أو تخصصية. الآن توجد أقسام جديدة في المعهد العالي للفنون المسرحية لتكريس العمل الممنهج والأكاديمي والذي سيخدم تطور المسرح السوري والارتقاء الصحيح به».


مازن عباس

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

الفنان إياس مقداد

الفنان مثقال زغير

من عرض ثالاموس

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق