أبوخليل القباني

31 01

حياته وأعماله

استطاعت الأستاذة إلهام أبو السعود وهي الباحثة والموسيقية التي قدمت عطاءاتها في مجال التلحين والتوثيق الموسيقي خاصة للأطفال، أن تقدم ضمن أمسية في المنتدى الاجتماعي عرضاً غنياً عن مسيرة رائد المسرح العربي أبو خليل القباني، رافقها في الأمسية المطرب ريبال الخضري وهو طالب في المعهد العالي للموسيقى، قسم الغناء.

البدايات في دمشق
اعتبرت الباحثة أبو السعود أن أبا خليل القباني المولود في دمشق عام 1830 هو ثاني رواد المسرح العربي بعد مارون النقاش، وأول المؤسسين للمسرح الغنائي العربي، ثم استعرضت حياته بدءاً من ميله لتلحين الموشح في البدايات، ثم انتقاله إلى تلحين الأغاني الشعبية، وقدمت الأستاذة أبو السعود تسجيلاً نادراً لأغنية «يا طيرة طيري» وهي من ألحان القباني، مضيفة: «تولى مدحت باشا ولاية الشام عام 1870، وأوعز للبلدية بإعطاء القباني 900 ليرة عثمانية لإنشاء مسرحه، فأقام القباني مسرحاً له في وسط حي باب توما وأدخل في مسرحياته ألحاناً إنشادية، وكانت هذه البداية لتأسيس مسرح غنائي عربي»، ليقدم بعدها ريبال الخضري موشحاً من أعمال القباني بعنوان «ما احتيالي يا رفاقي في غزال».
أما عن موضوعات مسرحه فتقول أبو السعود أنها كانت تدور حول الحكم والنقد الاجتماعي والأخلاقي، وبما أنها كانت مسرحيات ذات مواضيع اجتماعية، فقد كان هذا يحتم ظهور المرأة على المسرح، وهو ما كان ممنوعاً في ذاك العصر، وعندها لجأ القباني إلى إسناد أدوار النساء إلى فتية صغار، لكن المسألة بقيت تأرق ذهن أبو خليل، فذهب إلى بيروت واستقدم الفنانتين لبيبة مانيللي ومريم صماد لتقديم مسرحيته «الشاه محمود»، ما أثار حفيظة المحافظين الذين دسوا عليه عند السلطان عبد الحميد فأمر بإيقافه عن العمل.

رحلة مصر وأميركا
استكملت أبو السعود عرضها لمراحل حياة القباني حيث قالت عن ذلك: «بعد قرار إقفال مسرحه في دمشق قرر السفر إلى مصر عام 1884 بصحبة فرقته، ونزل الإسكندرية ثم القاهرة، وتجول في مدن مصر مثل طنطا والمنصورة وبني سويف والمنيا، إذ بلغ عدد حفلاته في مصر 150 حفلة». بعدها قدم الخضري موشح «رصع اللجين» الذي أعطاه من إحساسه العالي فرسم شكلاً مختلفا من الأداء.
وتؤكد أبو السعود أن القباني ذهب مع فرقته إلى الولايات المتحدة وزار معرض شيكاغو وقدم أعماله هناك. وبعد رجوعه إلى مصر أحرق مسرحه، فترك العمل المسرحي وعاد إلى دمشق ليتوفى فيها عام 1903.

أثر القباني
تعتبر أبو السعود أن أهمية القباني تنبع من كونه شكل حلقة ربط في الموسيقى بين التراث وما أدخله من حركة في ألحانه. علماً أنه رحل مخلفاً وراءه حوالي 40 موشحاً. إضافة إلى ألحان وأغانٍ شعبية مثل «صيد العصاري» و «يا مال الشام» . وهو أول مؤسس لفرقة مسرحية مستقرة في «سورية».


عمر الأسعد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق